يصاب العديد من الأشخاص نتيجة الأكل الزائد في الأعياد والمناسبات وغيرها بحرقة في المعدة والتي قد تتسبب في مرض السرطان إذا تم إهمالها ولم يتم علاجها بصورة سريعة، لذلك يجب علينا المتابعة مع الطبيب المختص فور التعرض لتلك الحرقة دون أخذ أدوية علاجية خاطئة بدون استشارة طبية.
ما هي أسباب حرقة المعدة
تقول الدكتورة نغم القرة غولي “أخصائية الجراحة والمنظار”، تعتبر حرقة المعدة هي كلمة واسعة تضم العديد من الأسباب حيث أن حرقة المعدة قد تكون نتيجة المعدة أو قرحة الاثني عشر أو الارتداد المريئي.
يمكن أن يتعرض بعض الأشخاص لحرقة المعدة العادية والتي لا تحتاج للتدخل الطبي ولكن هناك بعض الأشخاص الذين يترضون لحرقة المعدة المرضية والمتكررة ويمكن وصفها بالحرقة المرضية حين تكرر مع المريض أكثر من مرة ويصاحبها آلام في البطن والاستفراغ وفقدان الشهية وفقدان الوزن والهذيان ومن ثم يجب التدخل طبياً لعلاجها.
من أهم أسباب قرحة المعدة كذلك هي البكتيريا الحلزونية والتي تصيب حوالي 60 أو 70% من الناس لكن ليس بالضرورة وجود تلك البكتيريا أن يكون سبباً في قرحة المعدة لأن هناك عوامل أخرى تساعد على ظهور قرحة المعدة منها أن الغشاء المخاطي نفسه الخاص بالمعدة لا يستطيع الدفاع عن نفسه مع زيادة نسبة إفراز الحموضة فيها، كما أن تلك البكتيريا يمكن أن تنتقل من شخص لآخر عن طريق الماء والأكل الغير مغسول جيداً أو عن طريق التقبيل.
ما هي طرق تشخيص البكتيريا الحلزونية
هناك عدة طريق لتشخيص البكتيريا الحلزونية عن طريق فحص البراز وفحص الدم وفحص النفس لكن أدق الطرق هي التنظير العلوي حيث تظهر قرحة المعدة ومن ثم يتم أخذ منها خزعة بعد إدخال أنبوبة مرنة عن طريق الفم لتصل إلى المعدة والجزء الأول من الأمعاء الدقيقة ويكون المريض حينها مستلقي على جنبه لتتم عملية التنظير في غضون 10 دقائق ويستطيع الخروج من العيادة الطبية في نفس الوقت وليس لتلك العملية أية مضاعفات تُذكر ومن ثم يتم تشخيص البكتيريا الحلزونية – وفق ما تراه الطبيبة.
تابعت ” نغم “: من أسباب قرحة المعدة أيضاً الارتداد المريئي حيث يوجد صمام موجود بين المريء والمعدة ويتم غلق هذا الصمام بعد دخول الطعام داخل المعدة مع وجود عضلة الحجاب الحاجز بجانب وجود الزاوية بين المعدة المريء وهي عوامل تساعد على عدم رجوع الحموضة والأكل من المعدة إلى المريء لكن نتيجة الالتهابات المزمنة يمكن أن تتسبب في ارتخاء عضلة المريء مما يزيد من نسبة ارتداد الأكل من المعدة للمريء، وهنا يشعر الإنسان بحرقة المعدة.
ما هي أسباب ارتخاء عضلة المريء
هناك أنواع أكل معينة يمكنها أن تكون سبباً رئيسياً في ارتخاء عضلة المريء أو الارتداد المريئي وهي الدهنيات مثل الشوكولاتة والسمنة والكنافة والكافيين والسجائر، لذلك فإن الأشخاص المدخنين هم أكثر عُرضة للارتداد المريئي وقرحة المعدة وقرحة الاثني عشر عن غيرهم من الأشخاص.
تأتي قرحة المعدة على هيئة جرح مبطن في جدار المعدة كما يجدر الإشارة إلى خطورة قرحة المعدة عن قرحة الاثني عشر إذا تُركت ولم تُعالج حيث يمكن علاجها خلال 10 أيام، لكن إن لم يتم علاجها على المدى البعيد خاصة إذا كان سببها بكتيريا حلزونية فمكن الممكن أن تتحول إلى سرطان كما أنها قد تتسبب في انسداد المخرج من المعدة للأمعاء أو إحداث ثقب في المعدة أو نزيف المعدة، لذلك يجب تشخيص وعلاج حرقة المعدة في المكان الصحيح دون أخذ أدوية علاجية خاطئة دون استشارة الطبيب المختص.
أما عن علاج الارتداد المريئي بطرق غير الجراحة فيُنصح عدم أكل وجبة واحدة وكبيرة في اليوم وإنما يمكننا تناول خمسة أو ستة وجبات صغيرة مع عدم النوم على سرير مسطح وإمكانية رفع الوسادة قليلاً حتى لا يتسبب في رجوع الطعام للوراء ثم يمكن لمريض الارتداد المريئي كذلك عدم النوم بعد الأكل مباشرةً للوقاية من الارتداد المريئي.
ما هو الوقت الكافي للشفاء من الجرثومة الحلزونية
بالنسبة لفترة العلاج من الجرثومة الحلزونية كما سبق الذكر فهي بين 10 إلى 12 يوم كما أن هناك بعض الأشخاص الذين يتم علاجهم في 5 أو 6 أسابيع دون جدوى لأنهم لا يأخذون العلاج الصحيح.
أما عن علاج تلك الجرثومة فكان في السابق عبارة عن 3 أنواع من المضادات الحيوية ولكن تلك البكتيريا أصبحت لا تستجيب الآن على هؤلاء الثلاثة فأصبحنا نعطي المريض 4 مضادات حيوية مع الدواء المثبط لحموضة المعدة.
وأخيراً، لضمان عدم رجوع البكتيريا الحلزونية للمعدة مرة أخرى يجب التأكد من حساسية البكتيريا من المضادات الحيوية التي يُعالج بها المريض وفي حالة أن البكتيريا عادت مرة أخرى لمعدة الإنسان فيجب علينا البحث عن سبب آخر لظهور تلك البكتيريا.