الكثير من الأشخاص يصادف أن يقابلوا حالات الإصابة بالنزيف سواء في حادث أو غيره، أو قد يصابوا هم أنفسهم بالنزيف، ولا يكون منهم سوى الفزع الذي لا ينتج إلى التصرف الخطأ، مما قد يضر بهم أو بالآخرين، ولتجنب ذلك كان لابد من تعلم بعض الشيء حول النزيف وأنواعه، وكيفية التعامل مع كل نوع منها، دون أن نضر بأنفسنا أو بالآخرين.
أنواع النزيف
يجيب الدكتور (عبد العزيز بن جابر، استشاري الطوارئ) أنه يمكن تقسيم النزيف حسب الشدة، وأخف أنواع النزيف الذي يكون ناتج من جرح في الشعيرات الدموية الصغيرة تحت الجلد، وذلك يسبب نزيفًا بسيطًا يتوقف تلقائيًا ولا يحتاج إلى التدخل الجراحي، أما النوع الثاني: هو إصابة الأوعية الدموية العميقة، الشريان أو الوريد، ويكون النزيف فيها أشد، ولابد من التدخل ببعض الإجراءات في المنزل واستدعاء الإسعاف، أو التوجه لغرفة الطوارئ.
ولذلك فإذا استمر النزيف لمدة عشر دقائق، فإن إصابة الأوعية الدموية تكون عميقة وتحتاج إلى تدخل الطبيب، أما النزيف الذي يتوقف بمجرد الضغط عليه لا يحتاج إلى التدخل الطبي، فقد يلجأ المصاب إلى غسيل الجرح وعدم وضع أي مواد عليه، لا طبية ولا من المنزل، فيما عدا غشاء معقمًا يضعه عليه لتغطيته.
أما بالنسبة للنزيف الذي يكون مبالغ فيه، فيكون على شكل نافورة تخرج من الجرح، وهو في الغالب سببه الشريان، ولابد في هذه الحالة من القيام بالإسعافات الأولية في المنزل، بالضغط على الجرح لمدة عشر دقائق على الأقل، ووضع رباط ضاغط ومعقم عليه، وإذا لم يتوقف النزيف فلابد من استدعاء الإسعاف، ويمكن استخدام رباط مطاطي أو رباط قماش أثناء ذلك، ولكن لابد أن الربط في المنطقة التي تكون قبل الجرح، وليس بعد الجرح، ومن الضروري توثيق وقت الربط وإعلام الإسعاف أو الدكتور في غرفة الطوارئ بموعد ربط الجرح حتى يتم العلاج الأخير.
وعلى الإنسان الذي يشاهد شخصًا مصابًا وينزف ألا يفزع، وأن يمده بالإسعافات الأولية بالضغط، والربط واستداء الإسعاف.
واقرأ هنا عن كثب: أنواع النزيف وكيفية التحكم بكل منهم
هل تختلف حدة النزيف في منطقة من جسم الإنسان عن أخرى؟
قد يختلف النزيف حسب مكانه، وأيضًا حسب المريض المصاب، فنزيف فروة الرأس عند الأطفال مثلًا تكون خطيرة، لان فروة الرأس في الطفل يكون فيها تغذية دموية كبيرة، ومن الممكن أن يفقد جزء كبير من الدم، أما عند البالغ فلا يمكن أن ينزف نزيفًا يسبب انخافضًا في الضغط.
أما بالنسبة للعضو المصاب، فكلما كان العضو كبيرًا يكون النزيف شديدً، فالنزيف في الإصبع مثلًا ليس كالنزيف في المرفق.
تقرأ هُنا كذلك: نزيف الأنف المتكرر “الرعاف”.. أسبابه، الإسعافات الأولية له، علاجاته
ولتجنب الوقوع في الخطأ وعدم زيادة النزيف الذي قد يؤدي إلى فقدان طرف من الأطراف يجب اللجوء إلى الآتي:
- إذا لم يكن عند المسعف خلفية طبية يجب ألا يفعل شيء يضاعف من شدة الحالة، والأفضل الاتصال بوزارة الصحة، أو الهلال الأحمر، وأخذ التوجيهات من الطبيب المختص.
- لابد من الوقاية حتى لا نلجأ إلى العلاج، فنبعد الأطفال عن المطبخ والأماكن التي فيها أشياء حادة.
- إذا كان هناك شيئًا مغروسًا في الجرح، سواء سكين أو زجاج يحب تركه في مكانه وعدم محاولة إزالته، لان هذا الجسم قد يسد النزيف مؤقتًا، فإذا تم غزالته قد يتضاعف النزيف.
- لا يجب تنظيف الجرح بمواد كيميائية، فقد يؤدي ذلك إلى تسمم الجرح، ولكن الأفضل وضع مياه على الجرح، لأن المياه تغسل الجرح من البكتيريا التي تصل إلى الدم، ووضع عليها شاش مؤقت، وإذا لم يتوقف النزيف فيُعمد إلى الربط.