تصلب الشرايين هي عملية تدريجيّة لتراكم الدهون، حيث يكون الشريان في حالته الطبيعية في حاله مرنه يتوسع ويضيق، ويتوسع في حالات الرياضة ليُعطي تدفق دم بنسب أعلى للعضلات ومنها عضلة القلب والعضلات الهيكلية بشكل عام، وتضييق الشرايين في أوقات أخرى كأن تضيق الشرايين الخاصة بالجهاز الهضمي أثناء الرياضة، لأن الجسم هنا ليس في حاجة لعملية هضم أثناء الرياضة، وعندما يكون هناك ترسب للدهون في تلك المنطقة هنا يفقد الشريان حالته المرنة ويحدث ما يُسمى بتصلب الشرايين
تصلب الشرايين
يقول الدكتور عمرو رشيد، استشاري في أمراض القلب والأوعية الدموية، هو عبارة عن ترسب مواد دهنية ضارة داخل جدار الشريان، وهذه المواد الدهنية تأتي من دهون الدم وتدخل بداخل جدار الشريان وتترسب داخل الجدار، فيحدث انبعاج داخل الشريان ينتج عنه تضيق في الشرايين، ويؤثر هذا التضييق على تروية الدم وتحميل الأكسجين والمواد الغذائية للعضو المُصاب.
ومرض تصلب الشرايين يحدث في عدة شرايين من الجسم فهو مرض عام، ولكن من أهم هذه الشّرايين هي شرايين القلب والشرايين السباتية وشرايين الكلى أو الأطراف.
أبرز العوامل التي تؤدّي إلى تصلب الشرايين
الغذاء عامل مهم جداً في حدوث تصلب الشرايين أو عدم حدوثه، وهذه العملية تكون تدريجية خلال أشهر وسنوات، ومن الجدير بالذكر أن هناك قاعدة عامة (أيّ شيء يكون من نواتج الطبيعة والأرض يكون صحّي للجَسد) ولكن الطعام المُصنّع والمُهدرج كالحلوى والمعكرونة والمعجنات، كل تلك الأمور لها آثار سلبية على صحة الشرايين.
وبخلاف الطعام هناك عوامل أخرى تؤدي إلى تصلب الشرايين كالتدخين بكل أنواعه، وأيضاً وجود بعض الأمراض كمرض السكري أو مرض اعتلال وقصور الكلى المزمن وارتفاع ضغط الدم وارتفاع دهون الدم خاصة ارتفاع الدهون الوراثي، التي تكون معدلات الدهون فيها تفوق المئات والآلاف في بعض الأوقات.
علاج تصلب الشرايين
أكمل ” د. عمرو”، أهم شيء في آلية علاج مرض تصلب الشرايين هو الوقاية، والوقاية تكون عن طريق معرفة الأسباب والعوامل المساعدة سواء من الطعام أو التدخين أو غيره من الأمراض التي من الضروري علاجها بشكل جيد.
وظهرت خلال الثلاث سنوات الماضية أربع دراسات لدواء الأسبرين، حيث شاع استخدامه في الماضي للحماية من الجلطات القلبية، ولكن أثبتت الدراسات أن الأسبرين لا يحمي من الجلطات القلبية، إلا في حالات معينه كأن يكون الشخص قد تجاوز الخمس والخمسون سنة، خاصّة الذكور المصابين بالسكري، والأكثر من الخمس والستون سنة بالنسبة للإناث المصابين بالسكري، وأيضًا الأشخاص الذين يعانون من قصور الكلى المزمن.
غير ذلك أثبتت الدراسات الحديثة أن الأسبرين لا يفيد المرضى الذين يعانون من تصلب الشرايين ولا يمنع جلطات القلب، ولكن أبرز وسائل العلاج هي ممارسة الرياضة.
أما بالنسبة للأدوية الخاصّة التي تقلل من نسبة الشّحوم في الدم، فهي لا تفيد في علاج تصلب الشرايين، ولكنها تكون مفيدة في تأخير تطور المرض.
وبالنسبة لآلية العلاج فإنه يقوم بمنع نسبة التضييق في الشرايين في حالة إذا كان أقل من ٦٠٪، أما إذا كان التضييق أكثر من ٦٠٪ ويصل إلى ٧٠ و ٨٠٪، هنا يأتي دور العمليات الجراحية حيث يقوم الأطباء بفتح تلك الشرايين سواء عن طريق تركيب شبكات القلب أو عن طريق إجراء عملية القلب المفتوح أو أي جراحة سواء كانت الشرايين السباتية أو الأطراف أو غيره.
أبرز أعراض النوبات القلبية
أكد” د. عمرو” أنّهُ لابد أن نميز بين الأعراض التدريجية والأعراض الحادة، فالأعراض التدريجية تظهر على شكل ألم في الصدر مع المجهود عند الهرولة أو الحركة السريعة أو سعود السلم، فعند عمل مجهود رياضي يصاحبه ألم في الصدر يكون ناتج من تصلب الشرايين القلبية، ويزول مع الراحة.
ولكن إذا شعر الشخص بألم أثناء الرّاحة سواء شعوره بألم في الصدر أو في الحنجرة ويكون فجائي ويصاحبه ضيق في التنفس أو تعرق شديد، فيكون هذا الألم ناتج من انسداد حاد أكثر من ٩٠ و ٩٥٪ في الشرايين، وهنا تكون الحالة طارئة وسيشعر المصاب بالخطر ويجب اللجوء للطوارئ فورًا.