التدخين هو مشكلة من المشاكل التي تنتشر بين فئة الشباب وخاصةً المراهقين بشكل كبير، حيث نجد أن الشباب في هذا السن يبدأوا في التواصل مع الآخرين، والقيام بالبحث عن تجارب جديدة، وحياة أخرى، ويمكن أن يتم ذلك بسهولة في حالة غياب الأهل، وبعدهم عن الابن فيبدأ في اللجوء لتجربة التدخين التي تعود عليه بالضرر الكبير في شتى أمور حياته.
لماذا يُقبل المراهقين على التدخين
يرى أستاذ ثائر الناصر أخصائي نفسي وتربوي أن مشكلة التدخين لدى المراهقين هي مشكلة شائكة، ويعد التدخين مظهرًا من مظاهر الهشاشة النفسية عند الشباب المراهقي.
ويعد التدخين نتيجة عن أمر ما، وليس مقدمة في حد ذاته، وذلك يعني أن لجوء الشاب للتدخين ينتج عن سبب قوي وعلى سبيل المثال نجد الآتي: حدوث خلاف بين الأب وابنه، وتكرار هذه الخلافات تجعل الابن يستمع لكلام من حوله من المراهقين، ويلجأ للتدخين مثلهم.
المقصود بعبارة “خذ لك سيجارة وانسى”
هذه العبارة المقصود بها أن يتم تجاهل المشكلة، وذلك يؤدي لتراكم المشاكل، ولا يتم حل أي مشكلة منهم، ولكن في الواقع الخلافات بين الأهل والابن مفيدة في أنها تحفز الابن في البحث عن حل لهذه المشكلة، ولكن تناوله للسجائر يجعله يتغاضى عن المشكلة ولا يفكر في حلها، وبالتالي تبقى المشكلة موجودة.
وذلك أدى لتراكم المشاكل وتراكم الضغوط مع عدم الإحساس بالمشاكل، وعدم القدرة على حل هذه المشاكل والتخلص من هذه الضغوط، وذلك يؤدي للانعكاسات في المستقبل بشكل مضر للشخص ويظهر في تعامله مع زوجته أو مع أولاده أو في عمله أو مع زملائه، وكل هذا يؤدي لوجود المشاكل وتراكمها.
سبب الضغوط وحجم الاضطرابات النفسية عند الناضجين
السبب هو أن الطفولة كانت هشة نفسيًا، والهشاشة النفسية هي ضعف في الشخصية، وضعف الثقة في النفس، والقيام بتقليد الآخرين، ومشكلة شراء القبول الاجتماعي، والذي ينتج نتيجة لعدم معرفة الفرد بمهارات التواصل الاجتماعي، وعلى سبيل المثال نجد الآتي:
تعليم الابن أن التدخين غير جيد، وبعد ذلك يذهب للمدرسة، ويرى أن الأصدقاء يبدأوا في التدخين، فيبدأ تفكيره يتجه لهم ويتسائل بينه وبين نفسه عن الطريقة التي يمكن اتباعها للتعامل معهم، فيقوم بشراء القبول الاجتماعي؛ لأنه ليس لديه قدرة على التواصل الاجتماعي مع الآخرين، فيبدأ في شراء هذا القبول عن طريق التنازل عن المبادئ التي تربى عليها، ويأخذ السيجارة ويتواصل مع الصحبة.
تعامل الأهل مع الابن المدخن
أولًا يجب التعرف على السبب، والمثيرات القبلية، فإذا كانت المشكلة هي أن الابن يرغب في فتح علاقات جديدة مع الآخرين، أو يرغب في إثبات ذاته يبدأ دور الأهل، وهو تدريب الابن على مهارات توكيدية.
وهذه المهارات تساعده في الحفاظ على هويته بدون الانصهار مع الآخرين، وتدعيم المهارات الاجتماعية التي تساعد في عدم تهشيم هويته الخاصة به، ولكنه في الوقت ذاته يتعامل مع الآخرين، وتربية الابن على أن يكون له حضور اجتماعي.
المهارات التوكيدية والمهارات الاجتماعية
المهارات التوكيدية شقين، وهما: منظومة الأفكار التي يحملها الفرد، ووسائل إظهارها للأقران والأصدقاء، يجب على الابن أن يفهم الأفكار ويقتنع بها، ويعرف طريقة عرضها بشكل صحيح.
ونجد أن المهارات التوكيدية من خلال المرشد النفسي في المدرسة بشكل أكبر من المنزل.
الطريقة الصحيحة التي يجب اتباعها لإبعاد المراهقين عن التدخين
يقوم العديد من الناس بإبعاد المراهقين عن التدخين بصورة خاطئة، فيتم نهي الابن عن التدخين محذرًا إياه بأن التدخين يؤدي للسرطان ويؤدي للالتهاب الرئوي، ولكن هذه الطريقة خاطئة؛ لأنها تخلق في نفس المراهق التحدي، والعمل على تجربة هذا الشيء.
ولكن الطريقة الصحيحة المتبعة هي القيام بتوضيح حياة الشخص المصاب بالسرطان للمراهق المُدخِّن، ورؤيته لهذا الشخص ومعرفته بمسار حياته، وتعامل أقاربه الأقربين معه، وذلك يترك أثرًا جيدًا في نفس المراهق.
وهنا تعرِف الفرق بين LM أحمر وأزرق
سبب اتجاه المراهقين للتدخين
السبب وراء اللجوء للتدخين هو عدم قرب الأهل من الابن، وعدم الاهتمام به، والبحث عن الهوية الخاصة بالفرد بين أصدقائه وأقرانه والسير خلفهم، ونجد أن التدخين هو بداية السُّلَّم الذي إن قام بتسلقه الابن سينتهي به المطاف في حالة من حالات الإدمان.
لذا يجب على الأهل أن يهتموا بالأبناء، وأن يلبوا لهم الحاجات الأساسية، والمشاعر الخاصة بالحب والتقبل والتعاطف، وذلك لكي لا يذهب الابن للخارج للبحث عن التدخين.