هناك طفل قليل الكلام بينما هناك طفل آخر ينطق الكلمة بشكل طريف والطفل الثالث فإنه يفكر قبل أن يتكلم ويخلط لغتين في جملة واحدة، فهل يعاني هؤلاء الأطفال مشكلة في الكلام؟
ما هي أسباب تأخر النطق عند الأطفال؟
قالت “د. ميسر الفولي” مديرة مركز السندس للتأهيل وعلاج النطق. هناك أسباب كثيرة لتأخر النطق عند الطفل منها بيولوجياً مشكلة في السمع مثلاً، أو اجتماعياً مثل عدم محاورة الأهل للطفل.
يجب على الأم أن تعي جيداً الأصوات التي يصدرها الطفل من عمر 3 إلى 5 شهور حيث أن الطفل يقوم بما يسمى المناغاة أو إصدار لبعض الأصوات التي لها دلالات معينة والتي تستمر من 6 أشهر حتى عمر سنة.
بعد عمر السنة يمكن للطفل الصغير أن يقوم بإصدار بعض الكلمات البسيطة والتي قد يكون لها معنى ويمكننا إدخالها في جملة لتدل على شيء واضح ومفهوم وله معنى.
إلى جانب ذلك، يتأخر الطفل أحياناً في الكلام بسبب الأهل الذين يلبون له كل رغباته دون أن يتكلم وهذا ما يجعله يقتصد في كلامه فهو ليس مضطراً للكلام أو للتعبير أو الدفاع عن نفسه طالما أن كل ما يريده يُنفذ.
على الجانب الآخر، من الضروري تحفيز الطفل على الكلام، لذلك فإن إرسال الطفل إلى الحضانة في سن الثالثة يعتبر أمر جيد لأنه يعِّود الطفل على التكلم والتفكير وطلب احتياجاته حيث أن الحضانة تضع الطفل في موضع أن ليس ملكاً والكل في خدمته بل هناك أطفال مثله والكل لديهم الحقوق نفسها.
على سبيل المثال إذا كان الطفل يلعب الكرة وجاء طفل آخر أخذها منه ففي هذه الحالة سوف يتكلم الطفل.
وأردفت “ميسر الفولي” يمكننا ملاحظة عمر الطفل فيما يخص المجال اللغوي حيث أنه على سبيل المثال إذا كان عمر الطفل 3 سنوات فإنه بشكل عام قد يكون لديه سنتين أو سنة ونصف فيما يخص المجال اللغوي أو حتى بعض الشهور مما يدفعنا إلى وضع خطة لهذا الطفل تتناسب مع طفل الستة أشهر وعلى هذا الأساس يتم رفع الخطط الفردية التي وُضعت للطفل حتى يمكنه النطق بكل سهولة وذلك من خلال رفع العمر العقلي للطفل إلى العمر الزمني الخاص به حتى يمكنه بعد ذلك الاندماج مع ذويه أو قرنائه من الأطفال.
وأخيراً، هناك سببان لتأخر الكلام عند الأطفال أولهما السبب الطبيعي مثل أنه الطفل الأول وأن أمه وأباه لا يتحدثون معه أو مع بعضهما البعض أمامه كثيراً وبالتالي فهو لا يسمع كلمات كثيرة ولا يرى من يتكلم فلا يحاول التقليد، أما السبب الثاني فقد يكون عضوي أو نفسي.