في عصر التكنولوجيا ظهر مرض التوحد لدى الأطفال بنسبة كبيرة، وهو اضطراب العصب السلوكي ينتج عن خلل وظائف الدماغ ويظهر كإعاقة في النمو والتطوير لدى الطفل من خلال السنوات الثلاثة الأولى من العمر ويستمر مدى الحياة، وقد بات الجميع الآن يعرف هذا المرض لانتشاره بشكل كبير.
لماذا تم انتشار مرض التوحد بشكل كبير في الآونة الأخيرة؟
قالت “د. شيماء كامل عبد العزيز” مستشارة التطوير والتدريب. ترجع أسباب انتشار مرض التوحد لعدة أسباب أهمها التوعية السليمة والعلم بالمرض، وهي ما بدأت في الانتشار حديثا بين الناس على يد العلماء والمختصين.
وتابعت”د. شيماء” غير معروف حتى الآن أسباب مرض التوحد أو التغير السلوكي ولم تصدر منظمة الصحة العالمية ولا أي هيئة طبية سبب مباشر وقطعي لحدوث اضطراب التوحد لدى الأطفال لكن هناك بعض الاجتهادات.
أسباب مرض التوحد
العوامل الوراثية.
تغيرات المناخ والمعادن الثقيلة الموجودة في بعض المدن الصناعية.
بعض التطعيمات مثل شلل الأطفال.
وهذه الاجتهادات أو الدراسات أثبتت صحتها فيما بعد، لكن ليس هناك سبب رئيسي معروف حتى الآن لمرض التوحد الذي يمكن الإصابة به وهو جنين في بطن أمه أو خلال السنوات الثلاث الأولى، هذا إلى جانب أن مرض التوحد غير معروف علاجه حتى الآن.
كيف تستطيع الأم التعرف على اضطراب طفلها في وقت مبكر؟
تستطيع الأم اكتشاف مشكلة طفلها خلال السنوات الثلاث الأولى للطفل ثم زيادة أعراض ذلك المرض خلال الثلاث سنوات الأولى من عمر الطفل وتتضح بقوة بعد السنة الثالث، لذالك يجب على الأم مراقبة مدى انتباه ابنها ومدى التواصل البصري معه خلال تلك الفترة العمرية للطفل، كما يجب على الأم التوجه فورا للطبيب المختص فور ظهور أعراض المرض على الطفل.
من أعراض مرض التوحد أو الخلل الوظيفي لبعض خلايا المخ والتي لا تظهر جميعها في الثلاث سنوات الأولى هي:
فقدان في اللغة.
فقدان في التواصل البصري.
ولعلاج مرض التوحد يجب علاج الاضطراب المصاحب أو العَرَض المصاحب لمرض التوحد عند الطبيب المختص عن طريق العلاج الدوائي لفرط الحركة أو تشتت الانتباه.
فهناك العلاج السلوكي من خلال جلسات التخاطب وتنمية المهارات من خلال مختصين بذلك عن طريق بعض البرامج العلاجية المتخصصة في علاج سلوك الأطفال في بعض المراكز على يد مختصين لمدة 40 ساعة من خلال اختيار نوع البرنامج للطفل عن طريق الأم.
كما يتم تقديم أيضا في تلك المراكز برامج تدريب وتوعية للأم مثل برنامج الأم الأخصائية وبرنامج الدعم النفسي حتى تستطيع التعامل مع الطفل ومعالجته في المنزل من خلال البرنامج المكثف لتحقيق نفس الأهداف التي تُطبق في المركز حيث يقوم المركز بتدريب الأم من خلال عرض البرنامج على monitor داخل المركز لتأهيلها على معالجة الطفل منزليا.
هل السباحة وركوب الخيل دور في معالجة مرض التوحد ؟
هذا صحيح، حيث يحدث خلل المعالجة الحسية للطفل المصاب بمرض التوحد وهو ما يسهل علاجه في المراكز الطبية عن طريق ركوب الخيل والسباحة حيث أثبتت الدراسات أن لطفل التوحد يمكنه التواصل أكثر مع الحيوانات وركوب الخيل والدولفين عن غيرها من الأشخاص الآخرين.
وتابعت “د. شيماء” حتى الآن لم يثبت أن هناك علاج دوائي لمرض التوحد لكن يفضل الأطباء لعلاج الأطفال omega 3 المكمل الغذائي لتنشيط الذاكرة التي نستخدمها في حياتنا اليومية، كذلك الحمية الغذائية لا تعتبر دواء لمرض التوحد.
هل يستطيع طفل التوحد الزواج والإنجاب؟
نعم يستطيع لطفل التوحد التعايش والزواج بشكل طبيعي من الناحية البيولوجية، لكن قد يكون غير مؤهل اجتماعيا وماديا للزواج، حيث هناك مستويات من مرض التوحد، وما يعتبر عسيرا على الطفل الذي يعاني من مرض التوحد فقط هو التواصل الاجتماعي والإعالة المادية وكيفية تكوين أسرة اجتماعية وهو ما يتم تدريب طفل التوحد عليه في المراكز العلاجية مثل كيفية التعامل مع الزوجة أو التعامل مع الأبناء.
في المقابل، لا يستطيع كل أطفال التوحد تحقيق ذلك، لكن يمكن فقط للأطفال الذين تخطوا التدريب المهني والاجتماعي الزواج والإنجاب بشكل طبيعي.
كذلك وصول الطفل لسن المراهقة والشباب يتم عمل برنامج إعداد مهني له لسوق العمل واختيار الوظيفة المناسبة له جثمانيا.
فهناك العديد من الأطفال المصابون بمرض التوحد الأذكياء الذين يستطيعون تجاوز المرض مع التأهيل الجيد المكلِّف بشكل كبير ويظهر ذلك في الذاكرة القوية من خلال إمكانية طفل التوحد حفظ القرءان كاملا والقيام ببعض البرامج الصعبة والمعقدة.
إلى جانب ذلك، يجب التنويه إلى أن تكلفة تأهيل طفل التخاطب عالية جدا في المراكز من خلال توفير أطباء تخاطب وأخصائيين نفسين إلى جانب التغذية الخاصة لهم.