انتشرت الأخبار الكاذبة منذ القِدم لأسباب عديدة ولكنها كانت أكثر انتشارًا في السنوات الأخيرة كوسيلة لمحاربة وسائل الإعلام القديمة. لذلك يجب التأكد من صحة الخبر قبل القيام بإعادة نشره وذلك عن طريق فحص لُغة الخبر فإذا كان بها أخطاء لغوية كثيرة أو مُصطلحات حادَّة كان الخبر مُزيَّف كما يجب التأكد من الخبر من مصادر أخرى.
ازداد وعي الناس للأخبار الكاذبة في الآونة الأخيرة وعرفوا أنها لا تؤثر فيهم فقط بل تؤثر في سياسة الدولة، لذلك قامت بعض البرامج بوضع إشارات على الأخبار للتأكد من صاحب الخبر والقناة الناشرة له، وإذا ثَبُت أن هذا الخبر مُزيَّف يتم إيقاف صاحب الصفحة.
تاريخ الأخبار الكاذبة
يقول الخبير الرقمي “عبد الكريم العكش” أن مُصطلح الأخبار المُزيَّفة هي ليست فكرة جديدة فمنذ العهد الفُرعوني نرى حالات كثيرة من استخدام الأخبار المُزيَّفة لأسباب عديدة سواء سياسية أو اجتماعيّة أو غيرها.
ولكن في الفترة الماضية خصوصًا خلال آخر ٥ سنوات انتشر هذا المُصطلح بشكل كبير بالذات مع الحملة الانتخابية للرئيس ترامب في ٢٠١٦ وبدأ مُصطلح الأخبار المُزيَّفة يجتاح العالم فقد استخدمه ترامب كأسلوب لمُحاربة وسائل الإعلام القديمة.
والأخبار المُزيَّفة هي أخبار مُلفَّقة كاذبة يتم استخدامها لأغراض سياسية أو اجتماعية ويتم من خلالها استهداف أفراد أو مجموعات مُعيَّنة أو استهداف علامات تجارية، ولكن واحدة من أهم المشاكل التي يتم تُواجَه في موضوع الأخبار المُزيَّفة هي قيام الناس بإعادة نشر هذه الأخبار بعد انتشارها، لذلك يجب على الأشخاص أن تعرف ما هي الأخبار المُزيَّفة وكيفية تحليلها قبل إعادة نشرها.
كيف يمكن التأكد من صحَّة الخبر قبل إعادة نشره؟
عند رؤية خبر على مواقع التواصل الاجتماعي يجب اتِّباع عدة خطوات للتأكد من صحتها عن طريق فحص لُغة الخبر سواء فيديو أو صوت أو مقالة، فعادة إذا كان الخَبر مُوثَّق نجد أسلوب الكتابة أُسلوب مُعتمد بلُغة صحيحة.
أما إذا كان خبر مُلفَّق نُلاحظ وجود أخطاء لغويَّة كثيرة واستخدام مُصطلحات حادَّة سواء سلبية أو إيجابية، كما يجب التأكد من وجود مصادر أخرى موثوقة للخبر قبل تصديقه ونشره.
البُعد السياسي للأخبار الكاذبة
في فترة ترشيح ترامب كانت كثير من القنوات الرئيسية مثل “CNN” و “FOX” تُهاجم أي مُرشَّح جمهوري، ومن هنا استخدم ترامب فكرة الأخبار الكاذبة وأن القنوات التي لها مصداقية تُهاجمه بأخبار كاذبة. وفي نفس الوقت كانت هيلاري كلينتون تستخدم وسائل التواصل في نشر الأخبار الكاذبة لتشويه حملة ترامب والحملات الأخرى ولكن في النهاية تغلَّبت وسائل التواصل على الوسائل الكلاسيكية القديمة.
ولكن بعد ٢٠١٦ ازداد وعي العالم لفكرة أن الأخبار التي يتم نشرها على صفحات التواصل يُصدقها الناس ولم تَعُد تؤثر على المجتمع كمُجتمع مصغَّر بل أثرَّت في المجتمع الأكبر وسياسة الدولة واقتصادها فمن خلالها استطاع الرئيس ترامب الوصول لرئاسة أمريكا.
وأضاف الخبير “عبد الكريم” أن كل جِهة إعلامية لها خِطَّة مُعيَّنة في نشر الخبر بصور مُختلفة ولكن على مُستقبل الخبر أن يقوم بإجراء بحث عن الموضوع للتأكُّد من صِحته ومِصداقيته والبحث عنه في مصادر أخرى وفحص أسلوب اللغة والتأكد من صحَّة الصور والفيديوهات وعدم تزييفها.
هل هناك مواقع تقوم بتتبُّع الأخبار الزائفة؟
بعد ٢٠١٦ أصبح الناس أكثر وعيًا لوسائل التواصل الاجتماعي. فأصبحت البرامج مثل فيسبوك وانستجرام وتويتر وواتساب، تضع برامج وإشارات مُعيَّنة تقوم بوضع إشارات مُعيَّنة لاسم القناة وصاحب الخبر.
ولكن للأسف لم تتوفَّر هذه الميزة باللغة العربية. كما أن هناك برامج مثل يوتيوب وانستجرام تمنع وضع الأخبار الغير صحيحة والغير موثَّقة. وإذا تم وضعها يقوم البرنامج بإيقاف صاحب هذه الصفحة أو القناة.