قد تعلوا نسبة الأدرينالين وتتسارع دقات القلب بسبب الغضب وتسألنا أجسامنا، لم أنتم غاضبون؟ من السخط الخفيف إلى الغيظ الشديد وفي بعض الأحيان أعمال عنف تتفاوت الدرجات وتتنوع النتائج والحالة واحدة، الغضب.
استهل ” سالم ” الحديث قائلاً: منذ أن كان عمري 16 عاماً فقد اعتدت على الانفعال والتعصب جراء الأوضاع الأمنية التي مررنا بها في العراق في هذا الوقت فأصبح الغضب عندي بمثابة مرض أتمنى التخلص منه سريعاً لأن العنف يعتبر حالة غير جيدة لأنها تتسبب في المشاكل والإحراج لصاحبها.
أعمل في ورشة حدادة وأقوم بالتعصب على حسون زميلي في بعض الأحيان ولكنني أحترمه في نفس الوقت على الرغم من عصبيتي تجاهه بشكل لا إرادي ونتبادل هذه السلوكيات اليومية مع بعضنا البعض حتى قد يصل الأمر إلى الضرب والعنف.
وتابع ” سالم “: أما عن الدواء فقد جربته مرتين ولكن دون جدوى ومن ثم قمت بالابتعاد عن تناول الدواء ولكنني قد أهدأ عند سماع أي كلمة طيبة وفي حالة الشعور بأنني قد أخطأت فإنني لا أتكبر على الاعتذار على الرغم من شعوري بالغضب الشديد والعصبية الزائدة في ذلك الحين، لذلك يبقى العلاج الوحيد للغضب هو تهدئة النفس والأعصاب مع الراحة النفسية طوال الوقت.
ما هي ردة فعلك عن حالة العامل ” محمد سالم “؟
تابعت الدكتورة ” علياء سكسك “: بالنسبة لمحمد فإنه يمثل أي مواطن عربي مثلنا يعيش في ظروف صعبة من الناحية الاقتصادية والسياسية والأمنية مما يتسبب في العديد من المشاكل والقضايا التي يصعب عليه التعامل معها في كثير من الأحيان.
إلى جانب ذلك، لا يعتبر الغضب مرض بل هو ردة فعل أو تصرف غير محبذ للإنسان ويمكننا تغييره إن أراد الإنسان ذاته ذلك التغيير.
أما عن استعمال الدواء لعلاج الغضب فقد لا يستفيد الإنسان من تناول أية أدوية للغضب لأنه عبارة عن حالة داخلية يشعر بها الإنسان ومن ثم يجب علينا عمل استراتيجية داخلية لكيفية التعامل مع الأمور بصورة صحيحة.
ذكر ” محمد سالم ” أيضاً أن من أسباب شعوره بالغضب هو عدم العمل والظروف الأمنية والاقتصادية والسياسية الصعبة وهذا شيء منطقي لأن الغضب لا يوصلنا إلى أي هدف في حياتنا، لذلك من الضروري لحالة محمد أو بشكل عام التخلي عن حالة الغضب حتى يمكننا تطوير مجتمعاتنا لنعيش بروح جيدة سوياً.
وأردفت ” علياء “: بالإضافة إلى ذلك، يجب أن تكون الأمور عندنا جميعاً واضحة لأن الأمور الواضحة تخفف الغضب خاصة عند التعامل مع الآخرين حيث يجب علينا إيضاح ما نطلبه منهم بصورة دقيقة حتى يمكننا تفادي حالة الغضب التي قد تنتاب أياً من كلا الطرفين كما يجب أن نعتمد على المناقشة فيما بيننا حتى يمكننا تجنب تلك الحالات الشعورية السلبية كالغضب وغيره.
كيف تؤثر الظروف الخارجية على شعور الإنسان بالغضب؟
في كثير من الأحيان يكون الغضب ناتج من الداخل ولكن أيضاً قد يكون الغضب نتيجة بعض الظروف الخارجية التي يجب علينا التعامل معها بصورة جيدة لأن البلاد العربية برمتها الآن تعاني من ظروف صعبة اقتصادياً وأمنياً وسياسياً والتي يجب علينا التأقلم معها ومحاولة التغلب عليها حتى لا نستسلم ونكون ضحية وفريسة لهذه الظروف.
وأخيراً، يمكننا القول بأن الغضب يصير عندما نحظى بتوقعات كبيرة من أنفسنا في الغير، لذلك يجب علينا التعلم من الدروس التي يأخذها الشخص في حياته من خلال المواقف المختلفة التي تمر به كما يجب أن يحاول الإنسان أن يجذب أناس من حوله قادرين على مساعدته لتخطي حالة الغضب التي يشعر بها في بعض الأوقات كما يجب علينا التدرب على كيفية الوصول لأهدافنا ومن ثم سيقل لدينا الغضب تدريجياً.