يعتبر الأطفال هم الشريحة الأضعف في المجتمع، لذلك يجب التركيز عليهم وعلى طريقة التعامل معهم وتربيتهم لأن ذلك يبني الأطفال ويؤسس لهم المستقبل ويؤسس نفسيتهم عند الكبر.
العنف ضد الأطفال
تقول الدكتورة ناريمان عطية “أخصائية نفسية وأسرية”، فيما يخص العنف ضد الأطفال فيمكننا القول أن العنف يُعد ظاهرة مجتمعية موجودة بيننا ويجب علينا الحد والتقليل من ظاهرة العنف ضد الضعفاء سواء من الكبار أو الصغار حيث يمارس العديد من الأشخاص الأقوياء سلطة العنف ضد الضعفاء من ذويهم وهذا التصرف يؤثر على الشخصية التي تتعرض للعنف والضرب ولا تستطيع أن تنتج في الحياة.
وتابعت الدكتورة، نود دوماً أن نرى مجتمعاتنا واعية بدرجة أكبر فيما يخص مشكلة العنف ضد الأطفال بشكل خاص كما يجب على الجميع البحث عن حلول لمثل هذه الظواهر المجتمعية المنتشرة في هذه الآونة حيث يمكن أن يكون هذا الأب الذي يتصرف بعنف ضد طفله يعاني من مشكلة نفسية وحينئذ يجب علينا محاولة مساعدة هذا الأب من خلال مراكز حماية الأسرة وغيرها من المراكز الطبية والنفسية التي يمكن أن تساهم في حل هذه المشكل الاجتماعية.
إلى جانب ذلك، لا يعتبر الضرب أو الإهانة للطفل هي فقط ما تمثل صورة العنف على الأطفال وإنما هناك العنف بطريقة أخرى تتمثل في عدم تقدير الطفل لذاته بجانب العنف النفسي الذي قد يتعرض له الطفل نتيجة ممارسة أبيه عليه الضرب أو الإهانة أمام الآخرين وهو حتماً ما سيؤثر عليه مع مرور الوقت، لذلك يجب ألا نساهم نحن المجتمع في زيادة المشكلة النفسية نتيجة العنف الممارَس على الطفل.
وأردفت ” ناريمان “: يجب الاعتراف بأننا لدينا مشكلة مجتمعية نرى فيها أن ضرب الطفل شيء عادي خلال فترة التربية حتى وإن كان الطفل شقي لأن هناك بعض الأطفال الذين غاب عنهم أبوهم أو كلا الأبوين وهؤلاء يكونوا أكثر عُرضة لحالة نفسية صعبة وهي حالة الفقدان وإنما يحتاج مثل هؤلاء الأطفال إلى الاحتضان والحماية والشعور بالأمان خاصة الأمان النفسي والبيئي إلى جانب ضرورة تحلينا بمعرفة ثقافة الأولاد وماهية الاحتياجات التي يطلبونها حتى يمكننا معرفة الأدوات المستخدمة في تربية أولادنا بطريقة جيدة وحديثة وهي طريقة جديدة تعتمد على لغة الحوار البناء الذي يفهمه الأطفال وهو ما نراه جلياً في تربية الأطفال الأجانب بعكس أطفال العرب.
أسباب العنف ضد الأطفال
من أسباب العنف الممارس على الطفل هو ممارسة العنف داخل البيت من خلال الزوج الذي يمارس العنف زوجته والأخ على أخيه ومن ثم لا يكون العنف على الطفل في هذه الحالة شيء جديد حتى أن الألفاظ المستخدمة داخل المنزل في الغالب ما تكون ألفاظ لائقة لتربية طفل ما تربية سليمة.
أما ثاني أسباب العنف على الأطفال فيكمن في طريقة التربية الخطأ التي ترسيخ مفهوم الضرب عند الطفل منذ الصغر وكانه شيء عادي وإنما نقوم به من أجل الدفاع عن النفس وذلك قد يتعلمه الطفل من خلال بعض الألعاب الكرتونية العنيفة التي ليس عليها مراقبة من جانب الأهل.
يجدر الإشارة كذلك إلى وجود فروقات طبيعية بين الأطفال حيث أن هناك بعض الأطفال الذين يهتمون بشيء ما ولا يهتمون بآخر مثل اهتمام الطفل بالرسم دون أن تكون لديه ميول في تعلم علم الكيمياء إلخ إلخ.. ومن ثم يجب على الأهل تفهم هذا الأمر جيداً.
على الجانب الآخر، يجب علينا نحن الآباء والمربين ضرورة البحث عن الطريقة الصحيحة لتربية أبنائنا والنزول لمستوى الطفل أو الشاب اليافع عند التعامل معه إلى جانب ضرورة مصاحبة الأب لابنه والأم لبنتها منذ الصغر لأن ذلك يُعد من أساليب التربية الصحيحة للأطفال.
كيف يمكننا تربية الطفل تربية سليمة دون التعرض للعنف؟
يجدر الإشارة إلى أنه إن لم نتعاون كلنا كمجتمع يد واحدة ونتشارك مجتمعياً في حل المشكلة الخاصة بتربية الأطفال فإن ذلك سيؤثر سلباً على الفرد والمجتمع ككل.
بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يُصدر قانون يجرم عقاب الطفل بالضرب أو العنف بشكل عام وقد تصل هذه العقوبة لحد السجن أو سحب وكالة تربية الطفل من الشخص الموكل بذلك ومن ثم سنكون قد قمنا بحل المشكلة ولكن بخلق مشكلة أكبر تكمن في تفرق الأبناء عن أبويهم الذين يعاملون أبنائهم بعنف.
على الجانب الآخر، لا يجب علينا التدليل الزائد عن الحد بالنسبة للأبناء حتى لا يتمردون على الآباء، لذلك يجب أن يكون هنالك توازن بين تربية الأبناء ومدى تدليل الآباء لهم وذلك لابد له من الذكاء الاجتماعي الذي يجب أن يتحلى به الآباء من خلال طلب الأشياء التي يحبها الطفل ويرغب في أدائها وذلك من خلال ممارسة الحوار البناء مع الطفل ويكون ذلك الحوار قائم على الإقناع دون أن يكون الحوار مبني على العنف وعدم التحفيز أو المكافئة التي يرغب بها الطفل طوال الوقت وإنما هناك بعض الآباء الذين يحبذون طريقة العنف والضرب في تربية أطفالهم.
اقرأ أيضاً: بحث عن العنف ضد الأطفال
أشكال العنف الممارس ضد الأطفال
هناك أشكال عدة من العنف التي يمارسها الآباء على أبنائهم ومن أهم هذه الأشكال هي العنف الجسدي والنفسي.
أما العنف الجسدي فتكمن خطورته في أنه يؤدي إلى مشاكل وأمراض وكسور وإعاقات وتشوهات عند الطفل لكن يبقى العنف النفسي ضد الطفل أخطر في بعض الحالات، ومن أشكال العنف النفسي نرى الإهمال سواء إهمال جسدي من خلال عدم الاهتمام بنظافة الابن وعدم تلبية طلباته ورغباته في الأكل الجيد والشرب الجيد، كما أن هناك عنف تعليمي وفيه لا نسمح للطفل ولا نوفر له تعليماً جيداً بجانب العنف الصحي الذي يتطلب منا ضرورة علاج أطفالنا فور تعرضهم لأية مشاكل صحية.
وأخيراً، من خلال العديد من الدراسات أستطيع القول بأن كافة أشكال العنف تأتي نتيجة التفكك الأسري والإهمال لأن الإهمال هو أصعب أنواع العنف الممارس على الطفل والذي يؤدي إلى مرحلة أخطر من العنف وهي الحرمان.