أسباب الضعف الإملائي عند الأطفال
تقول الاختصاصية في اللغة وتقويم النطق “ألين أبو كرم”: أن الكتابة تعتبر أمر صعباً عند العديد من الأشخاص، خاصة الإملاء، وفي اللغة العربية تحديداً، وبشكل عام يكون الطفل قادراً على كتابة الحروف عند عمر ٦ سنوات تقريباً، وفي هذا العمر يبدأ الطفل في كتابة الكلمات كاملةّ، وجمل بسيطة، ومن هنا يمكن اكتشاف ما إذا كان الطفل يعاني من مشاكل كتابية، أو ضعف إملائي، وقد يكون الضعف الإملائي ناتجاً لعدة أسباب، أهمها:
- وجود مشاكل في الركائز الأساسية في مرحلة ما قبل الالتحاق بالمدرسة: وتشمل هذه الركائز الأساسية التمييز السمعي، والذاكرة السمعية، والبصرية، وكذلك من ناحية الإدراك الفونولوجي، وإدراك تمييز الأصوات؛ فإذا كان هنالك مشاكل في إحدى هذه الركائز غالباً ما نجد صعوبات في الكتابة عند الالتحاق بالمدرسة.
ومن الجدير بالذكر أن الأطفال الذين لديهم مشاكل في الركائز الأساسية، ستكون لديهم نفس المشاكل في جميع اللغات التي يتعلمونها سواء اللغة العربية، أو الإنجليزية، أو أي لغة أخرى.
- نسيان القاعدة الإملائية الضابطة.
- عدم القدرة على التمييز بين الأصوات المتقاربة.
- كثرة أعداد الطلاب فـي الفصول.
- وجود مشاكل في القدرة على كتابة الحروف عند الطفل من بداية التحاقه بالروضة، ولم يتم معالجة هذه الصعوبات في ذلك الوقت.
- قلة التدريبات المصاحبة لكل درس.
- عدم استخدام الوسائل المتنوعة فـي تدريس الإملاء ولاسيما بالبطاقات والسبورة الشخصية والشرائح الشفافة.
- تدريس الإملاء على أنه طريقة اختبارية تقوم على اختبار التلميذ فـي كلمات صعبة بعيدة عن القاموس الكتابي للتلميذ.
- التصحيح التقليدي لأخطاء التلاميذ وعدم مشاركة التلميذ فـي تصحيح الأخطاء.
- عدم تصويب الأخطاء مباشرة.
- إهمال أسس التهجي السليم الذي يعتمد على العين والأذن واليد.
- عوامل نفسية كالتردد والخوف من الوقوع فـي الخطأ.
- ضعف السمع والبصر وعدم الرعاية الصحية والنفسية.
- عدم إلمام بعض المعلمين بقواعد الإملاء إلماماً كافياً ولا سيماً فـي الهمزات والألف اللينة.
- السرعة فـي إملاء القطعة وعدم الوضوح وعدم النطق السليم للحروف والحركات.
- وجود مشاكل لدى الطفل في طريقة تطبيق قواعد اللغة بالرغم من قدرتهم على كتابة الحروف.
- استخدام اللهجات العامية فـي الإملاء.
- عدم ربط الإملاء بفروع اللغة العربية.
- الضعف فـي القراءة وعدم التدريب الكافي عليها.
كيفية علاج الضعف الإملائي
غالباً يُعرف الطفل الذي يعاني من الضعف الإملائي عندما تكون علاماته الدراسية ضعيفة، أو عندما تلاحظ المعلمة بأن الطفل لا يستطيع أن يكتب في حصص الإملاء بشكل صحيح، وتبعاً لذلك يمكن تحديد نوع مشكلة الطفل من خلال المراقبة كما أكدت “أبين”، فيعتبر هذا دور معلم الطفل في المقام الأول.
وذلك من خلال ملاحظة أنواع الأخطاء التي يقع فيها الطفل، هل تعتبر أخطاء سمعية، أم بصرية، وهل هذه الأخطاء متكررة، أم تتم في مرات محدودة، وكذلك يجب أن تلاحظ المعلمة ما إذا كان الطفل ضعيف في الكتابة الإملائية عندما يكتب وحده، أو ضعيف في الكتابة عموماً، أي في كتابة موضوع تعبير على سبيل المثال، ومن ثم يتم تحديد طريقة حل تلك المشكلة؛ والذي يعتمد بالدرجة الأولى على تنشيط الصورة الذهنية للطفل.
فمثلاً لابد وأن تجعل طريقة التعليم مسلية، وبطريقة تجعل هناك صورة ذهنية عند الطفل، وبالتالي يحفظها بسهولة، والأفضل ألا يتم الالتزام بكتابة الحروف أو الكلمات باستخدام القلم الرصاص، فمن الممكن أن نستخدم الألوان المختلفة، والمكعبات، والأشكال المختلفة حتى يحفظ الطفل الحروف، والكلمات بسهولة.
وكذلك استخدام أسلوب التعليم الشفهي عند كتابة الطفل للحروف، فمثلاً نطلب منه أن يصعد بالقلم لأعلى، أو أن ينحرف يميناً بحيث يحفظ الطفل الحروف في ذهننه بشكل جيد جداً، ومن المهم أن تنتبه المعلمة على حد قول “أبو كرم” إلى الفروق الفردية بين الأطفال، وتحاول تبعاً لذلك أن تعطي كل طفل ما ينقصه.