ما هو الصرع؟
يقول “الدكتور محمد شهاب استشاري أمراض الدماغ والأعصاب ورئيس وحدة الصرع الأردنية” أن الصرع ببساطة عبارة عن زيادة الشحنات الكهربائية الدماغية، ويتم تفريغ هذه الشحنات في لحظة معينة، وتنتج النوبة المتعارف عليها بأشكالها المختلفة، الشكل التقليدي وهو فقدان الوعي والوقوع على الأرض، أو نوبات تكون أخف من ذلك وتمر بشكل خفيف وتنتهي دون حدوث الصورة الكاملة لهذه النوبة.
ما هي أهم الأسباب التي تؤدي الى نوبات الصرع؟
في أغلب الأحيان تكون أسباب غير معروفة حوالي ٦٠% أو ٧٠% من الأسباب، ولكن هناك أسباب يمكن أن تؤدي الى اختلال المجال الكهربائي الدماغي، مثل الاصابات والأورام الدماغية والعامل الوراثي والتشوهات الشريانية في الدماغ، والتهابات في الدماغ والأغشية الدماغية، ولكن في الغالبية العظمي يكون السبب غير معروف، فيمكن أن يقوم الشخص بعمل كل الفحوصات اللازمة لبيان السبب وتكون النتائج طبيعية، فقط الخلل الكهربائي أو زيادة الشريان من مكان أو عدة أماكن دماغية.
هل الاختلال الكهربائي في الدماغ يعتبر مؤشر لمرض الصرع؟
في البداية يجب أن ينتبه الشخص على أي ظاهرة غير طبيعية عنده، واذا لاحظ شيء غير طبيعي يجب أن يلجأ للطبيب، إذا توصل الشخص لهذا التشخيص فننظر له كأطباء أنه مرض مثله مثل أي مرض آخر، يمكن علاجه في أغلب الأحيان وهناك وسائل كثيرة للعلاج، ولكن هناك جزء للأسف من مجتمعنا ومعتقداتنا يلجأ للمعتقدات الأخرى، مثل أن يكون الشخص يلبسه جن أو مسحور له، فمن الممكن أن تضيع فترة طويلة في اللجوء للعنوان الخطأ، قبل أن يلجأ للطبيب الأخصائي في هذا المجال، وهذا قد يعطي في النهاية نتائج علاجية أفضل كلما تم تشخيص المرض والبدء في العلاج مبكرا.
هل هناك فئة عمرية معرضة أكثر للإصابة بالصرع؟
كل الفئات العمرية معرضة للإصابة بالصرع، وهناك أنواع من زيادة الشحنات الكهربائية تبدأ من اليوم الأول بعد الولادة، وأحيانا تكون نتيجة نقص أكسجين على الدماغ أو عسر ولادة أو تداخلات غير صحيحة، وهناك نوع يبدأ من فترة الطفولة، والأعمار المنتشر فيها بعد ١٤ و ١٥ أيضا في الثلاثينات والأربعينات، ولكن بشكل أصح أنه مع تقدم العمر تخف نسبة حدوث الصرع مع الإنسان، ولكن أغلب الحالات تكون في مرحلة الطفولة وبداية المراهقة مع بداية الشباب.
هل تخف أعراض الصرع مع تقدم السن؟
الصرع الطبيعي بالتأكيد يخف نسبة حدوثه وتصبح أسباب أخرى، فممكن أن يصاب الشخص بجلطة دماغية ينتج عنها تشنجات، وظهور ورم دماغي أيضا ينتج عنه تشنجات، ولذلك الشخص عندما يلاحظ أي شيء غير طبيعي عليه ينصح بزيارة الطبيب ولا يهمل نفسه، خاصة أنها ليست تهيؤات بل يحدث معه أعراض حقيقية، فمن الأفضل دائما التشخيص المبكر وزيارة الطبيب والتي بالتأكيد توفي في النتائج وتعطينا نتائج أفضل وتكون إمكانية السيطرة على المرض أفضل.
ما هي أعراض الإصابة بالصرع؟
أردف “د. شهاب” أن هناك نوبات مختلفة تبدأ من النوبة التقليدية التي يشعر فيها الشخص أن وضعه بدأ يتغير وهذه أعراض ما قبل النوبة، يتبعها سقوط على الأرض تشنجات معينة مثل خروج الزبد من الفم أو التبول اللا إرادي تليها ارتخاء معين، وأحيانا شعور بمزاج سيء ونفسية غير مستقرة، وإلي النوبات الخفيفة التي تكون عبارة عن حركات بسيطة في الفم أو سرحان، فهي النوبات الخفيفة جدا ونوبات حسية بسيطة مثل خدران في جزء من الجسم، فهناك نوبات مختلفة ولا تكون جميع النوبات بنفس الطريقة ولا يجب أن يمر الجميع بنفس النوبات المتشابهة.
كيف يتم علاج نوبات الصرع؟
في الغالب يوجد مجموعة من العلاجات يمكن أكثر من ٢٥ علاج، و٩٩% من العلاجات موجودة في السوق العالمي، أما الطرق الأخرى للعلاج مثل العلاج الجراحي بأشكاله المختلفة، والذي يعتمد على جراحة الدماغ ونظام آخر عبارة عن زراعة بطاريات قد تساعد في تخفيف حدة النوبة وعدد النوبات.
كيف يكون التعاون الطبي والاجتماعي مع مرضى الصرع؟
مازال مجتمعنا للأسف الشديد مفهوم الصرع عنده حتى في الناحية اللغوية له مفهوم آخر في مجتمعنا، ولكن الصرع مثله مثل أي مرض آخر بل بالعكس يمكن الشفاء منه والسيطرة عليه، ويمكن للإنسان أن يعود الى المجتمع بشكل طبيعي ويمارس حياته بشكل عادي، وهناك احتمالية ٧٠% من المرضى يتم شفاءهم والاستغناء عن العلاجات، ولكن معتقداتنا وعقليتنا الشرقية أحيانا وعاداتنا وتقاليدنا تسبب أن جزء كثير من العائلات لا تذهب بمريض الصرع الى الطبيب ويقومون بعزله، لذلك جزء من مرضى الصرع يصابون بالاكتئاب والأعراض النفسية، وبالعكس عندما يتم تشخيص المريض واعطاؤه العلاج المناسب بالطريقة المناسبة، يرجع بالاندماج في المجتمع وتتحسن حياته ويصبح انسان طبيعي ١٠٠%، فالتعامل مع هذه الحالات بسيط جدا فقديما كان هناك معتقدات خاطئة خطيرة، ولكن يجب الآن ببساطة في أي مكان إذا أصيب شخص بنوبة الصرع أن ينام على جنبه وفتح له مجال اكسجين، ولا يوضع أي شيء في فمه لأن أعلي نوبة صرع لا تستمر أكثر من دقيقتين، فأي شيء يتم وضعه حتى لو آلة حديدية، فالقوة بين الأسنان في حالة فقدان الوعي تصل الى أكثر من ٧٠٠ كيلوجرام، فيمكنه قطع أي شيء ويدخل على الرئتين ونتسبب في مشكلة أخرى نحن في غنى عنها، فبشكل بسيط ينام المصاب على جنبه ويفتح له مجال أكسجين، ثم يتم نقله لأقرب مركز صحي أو مستشفى، ولا يجب مقاومته أو وضع المياه عليه ولا أي شيء، فهذه الاسعافات الأولية التي يمكن أن تقدم للمصاب بنوبة صرع.
متي يحتاج مريض الصرع للأدوية والتدخلات الجراحية، وما نسبة شفاء من المرض؟
أضاف “د. محمد” أن هناك حوالي ٧٠% من نسبة الاستجابة للعلاج ويسيطر عليهم العلاج ويتم الشفاء من المرض، ولكن هناك نسبة ٣٠% تسمى بالحالات المعاندة التي لا تستجيب للعلاج، وتبدأ رحلتنا معهم في اختبار العلاجات ولكن المريض يظل يعالج من النوبات والتي نظام حياته، خاصة أن أغلب مرضى الصرع تكون قواهم العقلية طبيعية، فكل وظائف التحليل والانتباه والتركيز والذاكرة والحكم على الأشياء واللغة كلها متطورة بشكل طبيعي، فهم يشعرون عندما يحدث لهم انتكاسه أو تأتي له نوبات، وفي حالة فشلنا في معالجة الحالة وذلك يحدث بنسبة ٣٠%، نلجأ للطرق الأخرى للعلاج الجراحي بجميع أنواعه، ويمكن اللجوء للجراحة الدماغية وتركيب البطاريات التي تساعد في تخفيف معاناة هذا النوع المعاند للعلاج التقليدي.
ما هي وحدة الصرع الأردنية، وكيف يتم التعامل مع المرضى، وما هي الخدمات التي تقدمها لهم؟
هذه الوحدة هي جزء من المنظمة العالمية لمساندة مرضى الصرع، فنحن نقوم بعلاج مرضى الصرع واجراء برامج توعوية لذلك، والاتصال مع زملاءنا بالخارج في الدول الغربية والعربية لتبادل الخبرات وتطوير العمل في هذا المجال، وعمل مؤتمرات طبية، والقيام بالأشياء التي تساعد المرضى.
وأشار “د. محمد” أن هناك طرق من العلاج مثل علاج تنبيه العصب الحائر، فهي عبارة عن عملية صغرى عبارة عن بطارية بها سلك يتم لفه حول العصب الحائر، وهي عملية خارجية تحت الجلد لا يوجد بها تداخل عنيف على الدماغ أو الذي يؤدي لأعراض جانبية، كما أنها تخفف نسبة تكرار النوبات حوالي ٥٠%، وتخفف قوة النوبة فبدلا من أن تأتي بشكل عنيف تأتي بشكل أخف، ومن هنا تخف الأعراض الأخرى مثل الاكتئاب والعدوانية والأمراض النفسية المصاحبة لهذا النوع من المرض، فنحن نعتبرها شكل من أشكال العلاج الموجود والمتوفر في العالم وفي الأردن، فوزارة الصحة في الفترة الأخيرة عالجت جزء من المرضى الذين يحتاجون هذا العلاج من خلال تقرير طبي مفصل ودقيق، وجميع الفحوصات اللازم عملها، بالإضافة الى ذلك شكلت لجنة مكونة من ٦ أطباء يعيدون تقييم الملفات ويقررون حاجة المريض للعلاج.