تتربّع الكويت على عرش الدول العربية التي بها نسبة عالية من السُّمنة أو البدانة الزائدة خاصةً عن الأطفال أو المراهقين. فهل يُمكن التعرّف على أسباب السمنة في الكويت مع بعض إحصائيات ومعدلات هذه الظاهرة.
على الرغم من ذلك، لا تعتبر الكويت فحسب هي وحدها ما تعاني من مرض السمنة وأعراضه الصحية الصعبة على صاحبه، ولكن تعاني كافة الدول العربية والعديد من دول العالم من هذا المرض الذي يمكن علاجه عن طريق عدم تناول أغذية غير صحية غنية بالسكريات والدهون المتحولة، فضلاً عن ضرورة اتباع نمط غذائي صحي.
أسباب زيادة معدلات السمنة في الكويت
ذكرت الدكتورة وجد العثمان “مراقب تعزيز تغذية المجتمع في الهيئة العامة للغذاء والتغذية” أن معدلات زيادة السمنة والبدانة تعتبر عالية ليس في دولة الكويت فحسب وإنما أيضاً هي مشكلة عامة تخص كافة دول العالم، لكن بشكل مؤسف تعتبر الكويت ضمن الصفوف الأولى في هذه المشكلة الكبرى التي نحاول قدر الإمكان توقيف هذه النسب العالية كما هي دون زيادة في معدلات السمنة والبدانة مرة أخرى.
مضيفةً: طبقاً لأحد المقالات التي كُتب في أواخر عام ٢٠١٩ على موقع العربي الجديد فإن دولة قطر كذلك عالية في معدلات السمنة والبدانة خاصةً عند الأطفال.
دور المدارس في التوعية بأمراض السُّمنة
هناك غياب واضح لدور المدارس العربية في التوعية بمرض السمنة أو البدانة الزائدة مما يساهم في انتشار هذه الأمراض في المجتمع وخاصةً بين الأطفال الصغار بشكل متزايد.
تصل معدلات السمنة وزيادة الوزن بين البالغين في دولة الكويت إلى ٧٧٪، أي أنه بين كل ١٠ أشخاص لدينا ما يقرب من ٨ أشخاص مصابين بمرض السُّمنة وزيادة الوزن.
أما عن تلك المعدلات بين طلاب المدارس في الأعمار بين ١٥ و ١٩ سنة فهي أيضاً تعتبر عالية بدرجة كبيرة، ولكن يمكن للأطفال في هذا العمر أخذ بعض العلاجات التداخلية التي يشرف عليها المدارس والاُسر.
الفرق بين السمنة والسمنة المفرطة
يبقى العامل الرئيسي في كيفية التفريق بين السمنة والسمنة المفرطة متوقفاً على حساب BMI أو معدل كتلة الجسم، حيث أن الأشخاص المصابين بالسمنة يتراوح معدل كتلة الجسم لديهم من ٣٠ إلى ٣٥، بينما معدل كتلة الجسم في حالة السمنة المفرطة يعتبر أعلى من ٣٥، ويعاني المريض السمنة حينئذ من بعض الأمراض الأخرى المتعلقة بالسمنة.
تعتبر السمنة والسمنة المفرطة كليهما خطير على الصحة، ولكن هناك بعض الفروق بين مصابي السمنة والسمنة المفرطة منها:
- يعتبر الأشخاص المصابون بالسمنة المفرطة هم الأكثر عُرضةً للوفاة في سن مبكر مقارنةً بالأشخاص المصابين بالسمنة.
- من ناحية الحركة، فإن مصابي السمنة المفرطة تكون لديهم صعوبة بالغة في الحركة خاصةً عند ممارسة أي نشاط رياضي.
- صعوبة التنفس عند مرضى السمنة المفرطة بشكل أكبر من مرضى السمنة.
- الأشخاص المصابون بالسمنة المفرطة هم الأكثر عُرضةً للأمراض الجلدية.
- يصعب عليهم الشفاء من بعض الأمراض وخاصةً التئام الجروح مقارنةً بمرضى السمنة.
الجدير بالذكر أن خطورة التعرض لمرض السمنة أو السمنة المفرطة تكمن في زيادة خطر الإصابة ببعض الأعراض والأمراض الخطيرة، كما أن هناك بعض التصنيفات التي ترى السمنة مرضاً وليس عرضاً في حد ذاته.
أسباب السمنة في الكويت
هناك أسباب عديدة لها دورها البارز في زيادة معدلات السنة عند الكويتيين وغيرهم من الدول الأخرى، ومن بين أسباب السمنة في الكويت:
- التطور الواضح من حيث وسائل المواصلات وغيرها من الأساليب التي قللت بشكل كبير من ممارسة النشاط البدني والحركي كالمشي وغيره، مما ساهم بدوره في زيادة معدلات السمنة، كما أن الشاشات الاليكترونية من الأمور التي ساهمت في زيادة الكسل بين الأشخاص المصابين بالسمنة.
- تناول الأغذية الجاهزة التي تساهم بشكل كبير في زيادة معدلات السمنة وزيادة الوزن خاصةً الأغذية العالية بالدهون والسكريات.
- اتباع أنماط غذائية غير صحية لها دورها في زيادة الوزن.
تابعت ” العثمان “: هناك العديد من الإجراءات التي نتخذها للحد من مرض السمنة بين مواطني الكويت، ومن بين هذه الإجراءات:
- لدينا العديد من البرامج التداخلية مع كافة مؤسسات الدولة للحد من انتشار مرض السمنة بين المواطنين، وتبدأ أولى هذه البرامج التداخلية مع وزارة التربية والتعليم حيث أصبحنا نقوم بإدخال نوعية من الأغذية الصحية للطلاب والتي تساعد بشكل كبير في التقليل من أمراض السمنة، وهذه الأطعمة حتماً قليلة بالسكر والدهون المتحولة، وغنية بالحبوب الكاملة والخبز، والوجبات قليلة الدسم، وسنحاول من خلال هذا البرنامج المشترك مع وزارة التربية إدخال الخضروات والفواكه للمدارس.
- وجود برامج توعية موجهة لهذه الفئة العمرية لمكافحة السمنة.
- وجود برامج تداخلية مع شركات التغذية والمؤسسات الخاصة للتقليل من نسبة السكريات في الأطعمة والمشروبات المختلفة خاصةً النكتار والشراب وأي نوع آخر من أنواع العصائر.