أسباب الزواج بالإكراه
تقول رئيسة وحدة الصحة النفسية في وزارة الصحة الفلسطينية الدكتورة “سماح جبر”: أن الزواج بالإكراه يحصل عندما يجبر الأهل أو العائلة الابن أو الابنة بالزواج بواسطة التهديد أو استعمال العنف، كما وقد يحصل الزواج بالإكراه في حال عدم رضا وإجبار أحد الطرفين بالموافقة، وهذا يتنافى مع مبدأ الزواج في الأصل والذي يقوم على رضا الطرفين، كما ولابد وأن تقوم معادلة الزواج على المودة والرحمة والسكن.
والزواج بالإجبار غالباً ما يتم كنتيجة لمصالح مشتركة بين الأبوين، أو بين العائلتين، أو حتى للخروج من مشكلة معينة، أو لتجاوز مأزق قانوني؛ حيث أنه كانت القوانين منذ وقت قريب على سبيل المثال تسقط أو تقوم بإلغاء الحكم على الرجل الذي قام بالاعتداء على امرأة أو قام بالتحرش بها إذا قام بالزواج منها، ومن حسن الحظ أن مثل هذه القوانين قد تغيرت، ولكن نتمنى أن تتغير بالممارسة.
وتشير الدكتورة “سماح” بالحديث عن القوانين بأنها لا تحمي الفتاة على أي حال، حتى وإن أثبتت الفتاة أن زواجها قد تم بالإكراه فلن يجدي ذلك نفعاً، وحتى رجال الدين قد نجدهم لا يقفون بجانب الفتاة في مثل هذه المواقف؛ فالمجتمع مازال متخلفاً في الكثير من عاداته، وتقاليده.
وفي بعض الأحيان قد يتم الزواج بالإكراه بمحاولة جعل الفتاة تشعر بالذنب كأن يخبرها أهلها بأنها إن لم تخضع لهذا الزواج فإن والدها سيمرض أو سيُصاب بالجلطة القلبية، أو ستُضر العائلة، وستكون سمعتها غير جيدة، وما إلى ذلك.
وبشكل عام تعتبر أسباب ودوافع الأهل لإكراه أولادهم على الزواج متعددة ومختلفة، ويظل السبب المقبول هو “تأمين مستقبل” الفتاة، والدافع المادي للأهل هو أيضاً أحد الأسباب، حيث يأخذون مهراً في بعض الحالات، وغير ذلك يرغب الأهل بتزويج أولادهم الذين يعيشون في الدول الغربية من أولاد عائلات في الوطن الأم ذو ثقافة مختلفة وذلك لتهذيبهم ولتوطيد العلاقات الاجتماعية.
وأخيراً، فتشير الدكتورة “جبر” إلى أن الزواج بالإكراه تتشعب أسبابه، وتكثر ولكن يجب أن نعي أن هذا الظاهرة ليست مقتصرة فقط على المجتمع العربي، ولكنها موجودة في الكثير من أدبيات الغرب أيضاً.
واقرأ عن: ما هي فوبيا الارتباط “رهاب الزواج”
عواقب الزواج بالإكراه
يُسبب الزواج المكره أضرار نفسية وجسدية؛ حيث أنه يمكن اعتبار الزواج بالإكراه بمثابة اغتصاب شرعي قانوني، ويجب أن يحل العقد الخاص به، فهو باطل بالمفهوم الأخلاقي، وعواقب هذا الأمر لا تقتصر على الأنثى فقط، ولكنها تمس شريكها، والأطفال إن كانوا موجودين في الأسرة.
ومن الجدير بالذكر أنه من المفترض أنه حتى وإن كان الزواج قد بدأ بالتراضي، ومن ثم شعر أحد الطرفين بالنفور فإنه يجب أن ينتهي ذلك بالطلاق على أي حال.
وفي حال معارضة الفتيات أو الصبايا للزواج، غالباً ما يؤدي ذلك إلى عقوبات تأديبية والتي تكون بشكل شتائم والضرب، وحتى القتل حرصاً على شرف العائلة، وحتى بعد إتمام الزواج يكون منتظر من الزوجة إطاعة زوجها وأهله، وفي حال عدم تلبيتها لمطالب الزوج قد يؤدي ذلك في أسوء الحالات إلى التعذيب النفسي والجسدي، على سبيل المثال كالتهديدات أو الضرب.
وفي النهاية تؤكد الدكتورة “جبر” على أن الزواج بالإكراه قد يؤدي إلى العديد من العواقب الوخيمة من الاكتتابات وإلحاق الضرر بالجسد وللانتحار وللأمراض النفسية، والأمراض العضوية المزمنة والهلوسة.