ما هي الدوخة وما أسبابها؟
يقول “الدكتور طارق خريس استشاري أنف وأذن وحنجرة” أن الدوخة هي انعدام التوازن والشعور بالدوران ، فنحن نتوازن عن طريق عدة أجهزه في الجسم، أولها النظر والذي يعطي اشارة للدماغ اننا نمشي في اتجاه معين وهذه تتوافق مع الاشارات التي تأتي من مراكز المدسات العصبية في العمود الفقري أو المفاصل أو العضلات مع الاشارات الناتجة من جهاز التوازن في الأذن، كل هذه هي الاشارات الرئيسية التي تأتي للدماغ وتتحلل في المخ والدماغ، فتوازن هذه الاشارات تعطي الانسان احساس بالتوازن، ومن الأشياء التي تعطي الانسان شعور بعدم التوازن والدوخة وكلنا نمر بها مثل التعب وعدم النوم جيدا وشرب القهوة بطريقة كثيرة يؤدي ذلك الى دوخة وانعدام توازن بسيط، فهذا الشعور في حد ذاته واستمراره مع عدم وجود سبب واضح وفي غياب هذه الحالات، فإن الشعور الطويل بعدم الاتزان هو مرضي في الغالب وبحاجة للبحث والتدقيق، فعندما يكون الشخص مريض لا تستطيع الدماغ تحليل الاشارات التي تأتي بشكل واضح فبالتالي يشعر بعدم توازان.
كيف يتم تشخيص الدوخة؟
أردف “د. طارق” أن الدوخة تنقسم الى مراحل أولها الدوخة الخفيفة وعدم الاتزان الذي يطول لفترة وليس له مبرر، يمكن للشخص أن يحاول الارتياح قليلا وأخذ قسط كافي من النوم، وأخذ سوائل ويتوقف عن تناول المنبهات والنيكوتين والأكل غير الصحي، فمع هذه الاحتياطات لم تذهب الدوخة بعد يومين أو ثلاث الحل المبدئي أن يفحص العلامات العامة للدوخة، مثل قوة الدم ونقص الفيتامينات والأملاح الأساسية مثل الماغنيسيوم والكالسيوم، يجب عليه الذهاب الى الطبيب بداية للتأكد من المؤشرات الرئيسية للصحة مثل ضغط الدم والسكر وكل هذه الأشياء يمكن أن تكون بدايتها شعور بعدم الاتزان.
أما الحالة الثانية وهي الدوخة الحادة التي تصيب المريض حيث يشعر فجأة بدوران شديد وعدم القدرة على التوازن، فبالعادة هذا الشعور يرافقه نبضات قلب سريعة وجهد وعرق ويشعر المريض أنه بارد، هذا الشعور يكون مزعج ومخيف ويمكن للشعور نفسه أن يرفع الضغط لذلك يجب أن يذهب لطوارئ المستشفى فورا في هذه الحالة إذا كان الشعور بالدوخة حاد وشديد يجب أن يذهب لطوارئ المستشفى لأن هذه الإشارة يمكن أن تنطوي على مشاكل مثل مشاكل القلب، وخاصة الكبار في العمر اذا لازمهم هذا الشعور يجب أن تكون أول خطوة التأكد من عدم وجود جلطة أو احتشاء بعضلة القلب والتأكد من أنه لا يعاني مشاكل في الدماغ، والمرضي الذين يعانون من مشاكل مثل السكر يمكنهم أخذ إبرة انسولين أو حبوب خافضة للسكر لأنها تعطي أعراض مشابهه جدا لهذه الأعراض، فشخص يعاني من جفاف واسهال أو ضربة شمس يمكن أن يشعر بنفس الشعور من الدوخة وعدم التوازن، فالحل الأمثل للدوخة الحادة هو التأكد أنه لا يوجد شيء طارئ خطير من خلال زيارة طوارئ المستشفى، وهناك الطبيب بإمكانه توجيهه من خلال فحص الأشعة الأساسية بعدها يستطيع توجيهه إذا كانت حالته خطيرة أو لا.
وأضاف “د. طارق” أن الحالة الثالثة هو الشعور بالدوران لفترات طويلة وتكون مزمنة ومتكررة يجب أن يذهب لأطباء الاختصاص وأهمهم أطباء الأنف والأذن والحنجرة وأطباء الأعصاب والذين يقومون بتوجيهه، فجهاز التوازن بالأذن مسئول تحديدا عن ٧٠% من الاشارات التي تأتي للدماغ التي تسبب التوازن، فهي أكثر عضو معرض للتأذي وإعطاء الشعور بعدم الاتزان والدوخة.
هل الجيوب الأنفية لها علاقة بالدوخة؟
بالضبط، فواحدة من المشاكل التي يشكو منها كثير من الناس أنه بعد الزكام الحاد يشعر بثقل في رأسه، ويندرج هذا تحت احتقانات وانسداد فتحات الجيوب الأنفية، فالجيوب الأنفية هي عبارة عن تجويفات في الجمجمة فيها هواء، لها كثير من الأهداف من ضمنها ان يصبح وزن الرأس خفيف حيث تعطي شكل الجبين والخدين والوجنتين وبين العين والأنف، فإذا انسدت فتحات الجيوب الأنفية يمكن أن تمتلئ بالسوائل والمخاط والافرازات، فهذا الشعور يمكن أن يعطي الانسان شعور بعدم الاتزان لأنه متعود على امتلاء الجيب بالهواء، فعندما يختلف الوزن الراس أو كثافة المادة الموجودة في الجيب تعطي شعور بعدم الاتزان، الحساسية أيضا أحد الأمثلة التي تسد فتحات الجيوب وتعطي شعور بعدم الاتزان.
وأردف “د. طارق” أن الدوار الذي يحدث عند القيام من وضعية الصلاة أو من النوم يندرج تحت مسمي الدوار الدهليزي أو الدوخة الموضعية، فالأذن الداخلية التي تكون مسئولة عن التوازن بشكل أساسي تنقسم لقسمين القوقعة وهو الجزء المسئول عن السمع العصبي والدهليز، فالدهليز عبارة عن حجرة مجوفة مربوط فيها قنوات هلالية هذا القنوات والحجرة والقوقعة هم فراغات في الجمجمة على شكل قناة هلالية مملوءة بسائل، وعلي جدران الفراغات سواء في الحجرة نفسها أو على نهاية القناة الهلالية يوجد مجسات عصبية، لأن المجسات العصبية الموجودة في هذه الحجرة مربوط عليه كريستالات صغيرة بمادة جيلاتينية، الهدف من هذه الكريستالات هو الإحساس بالتوازن أثناء التسارع الخطي، فعند المشي بالسيارة بخط مستقيم يتم سحب قصور الكريستالات للخلف بينما الرأس يمشي للأمام، هذه الحالة تحرك المجسات العصبية الموجودة في الجدار والتي تؤدي الى إشارات تصل للدماغ تجعل الانسان يشعر بالاتجاه الذي يسير فيه، بينما القناة الهلالية هي شبه دائرة على نهايتها توجد مجسات عصبية والسائل يتحرك بالداخل وحركة السيارة نفسها تحرك أهداب الخلايا العصبية وترسل رسالة للدماغ بالتوازن.
وأشار “د. طارق” أن في بعض الحالات تكون من ضمن الأسباب أن الكريستالات تفلت من الجدار وتعوم في السائل، فإذا وصلت الكريستالات للقناة الهلالية وتكون الدماغ متعودة على أن حركة السائل تكون ناعمة مثل حركة الموج تحرك الخلايا الهدبية والأعصاب كي ترسل رسالة واضحة للدماغ، فوجود كريستاله في السائل تحدث اضطراب في حالته، فعندما تتحرك الكريستاله تهز الخلايا العصبية نفسها فتتغير الاشارة التي تصل للدماغ وتصبح قوية، وهذه الإشارة مفهومة في الدماغ وهي الشعور بالدوار، فالدماغ استقبلت رسالة من الأذن بالدوار بينما العين والمفاصل تعطي إشارة للدماغ بالثبوت، فهذا الاختلاط في الإشارات هو ما يسمي بالدوخة والدوار، أما الجزء الآخر من التشخيص وهو القيام بسرعة بعد الجلوس، تندرج هذه الحالة تحت موضوع آخر وهو أنه بفعل الجاذبية ينزل الدم للأطراف، فقد يكون نزول الدم بشكل مفاجئ مرضية فهي تؤدي في الوضع الاعتيادي الى انقباض الأوعية الدموية وهي ردة فعل على مستوي الجزع الدماغي والعمود الفقري، فانقباض الأوعية الدموية لإعادة توزيع الدم بحيث ألا تنقص الأوعية الدموية لأقل من ثانية على الدماغ، فإذا كانت حركة انقباضه الأوعية الدموية بطيئة يطلع الدم ببطء للدماغ فيشعر الانسان بدوخة، وتندرج هذه تحت جزئيتين، الجزئية الأولي هو انه في الحياة اليومية إذا توقفنا عن ممارسة الرياضة تصبح ردود الأفعال بطيئة تتناسب مع حركتنا بينما الرياضيين لا يشعرون بها، وقد تندرج لضعف في عضلة القلب أو أحيانا تكون المشكلة في هبوط ضغط الدم، أما السبب الأكثر شيوعا هو الدوار الدهليزي أو الدوخة الموضعية الحميدة بسبب فلتان الكريستاله من مكانها.
ما هي علاجات الدوخة؟
تعتمد العلاجات مبدئيا على التشخيص، فمثلما قلنا في البداية أن الشخص إذا كان يعاني من تعب عام وارهاق يومي وما الى ذلك، فالأولي أن يرتاح قليلا حتي يحسن نمط حياته، لكن إذا كانت الأمور أطول من هذه ويصاحبها خلل في الأملاح أو السكر أو فقر الدم يكون علاجها هو العلاجات الاعتيادية لهذه المشاكل، وهو تحسين الغذاء وتعويض الفيتامينات والأملاح وتناول المدعمات الغذائية على شكل حبوب أو فيتامين (د)، أما إذا كانت المشكلة في الأذن تحديدا يكون لها علاجات خاصة.
هل نمط الحياة بشكل عام يؤدي إلى حالات الدوخة للإنسان؟
الجلوس على المكتب تحديدا أو الجلوس على الكمبيوتر والهاتف المحمول تضعف عضلات الرقبة والعمود الفقري، فالرقبة واحده من أهم جزئيات المفاصل والعضلات المسئولة عن بعث اشارات للدماغ ولها جزء كبير من الاشارات العصبية عن طريق المجسات العصبية للرقبة والعمود الفقري، فاستعمال الهاتف لوقت طويل يضعف الرقبة وتأذي مفاصلها وبالتالي مشاكل الرقبة يمكن أن تؤدي لعدم توازن، كما أن استخدام الهاتف لفترات طويلة ترفع ضغط الأذن الداخلية وهو واحد من أشهر الأمراض التي تؤدي الى عدم التوازن والدوخة وضعف السمع، لذلك يتم نصح المريض أن يبقي الهاتف بعيدا عنه أو استخدام مكبر الصوت والسماعات السلكية وليت البلوتوث، لأن هذا أكثر أمانا من وضع الهاتف نفسه على الأذن.