الدوار هو التوهم بوجود حركة وهو إحساس بأن العالم كله يدور ويتقلب، كما أنه مؤشر لوجود اضطراب ما في جهاز التوازن.
هناك بعض الأسباب التي تساعد في تعرضنا لهذه الحالة المرضية كوضعية النوم أو وضعية الجلوس أو وجود مشكلة ما تخص الرقبة أو المناطق المحيطة بها، لذلك يجب علينا الانتباه إلى وضعية النوم أو الجلوس أمام الكومبيوتر أو المكتب لتجنب العوارض الخاصة بالدوار. فما هي أسباب الدوخة الدورانية؟ ومتى تكون مرضية أو مشكلة عابرة؟
ما الفرق بين الدوار المرضي والدوران الناتج عن الخلل الوظيفي؟
ذكر الدكتور إيلي مالك ” أخصائي في تقويم العظام والطب الرياضي ” أن هناك نوعان من الدوران هما الدوران المرضي وهو الدوران الناتج عن مشكلة داخل الأذن أو وسط الأذن أو في الأذن الخارجية كالالتهابات أو وجود خلل في منقطة التوازن في الأذن، وهذا الدوران المرضي يشعر فيه المريض بأن العالم كله يدور من حوله ومن السهل التعرف على هذا النوع الذي لا يشعر فيه المريض بأي نوع من أنواع التوازن سواء في المنزل أو في السيارة إلخ إلخ..
أما الدوران الخاطئ أو الخادع فلا تعتبر الأذن سبباً في هذا الدوار وإنما باقي الأعضاء من حول الأذن كالفك والعيون والرقبة هي ما تؤثر بطريقة غير مباشرة على الأذن ومن ثم تخدع المريض ليشعر حينها بالدوار ولكنه في نفس الوقت يشعر بالتوازن نوعاً ما ولا يعاني من هذه الحالة المرضية للدوران التي لا يستطيع فيها المريض المشي أو الوقوف وإنما في هذه الحالة يمكنه المشي ولكنه يشعر كأنه يسير على أرض غير ثابتة دون أن يشعر بالتوازن.
هل لضغط الدم دور في الشعور بالدوار والدوخة؟
تعتبر مشاكل ضغط الدم من العوارض التي لها علاقة بالدوران الخادع ولا تتسبب في الدوار في حد ذاته.
عند الشعور بالدوار فيجب على المريض حينئذ سرعة التوجه إلى الطبيب المختص حيث أن استمرار الدوار والدوخة قد يتسبب في بعض الكسور نتيجة الوقوع أو السقوط على الأرض خاصة إذا كان هذا الدوران عضوي أو مرضي – وفق ما يراه الطبيب.
إلى جانب ذلك، هناك بعض حالات الدوار التي يشعر بها المريض والتي تأتيه أكثر من مرة في اليوم الواحد ويستوجب عليه فيها عدم التحرك من مكان لآخر لعدم قرته على التركيز بصورة جيدة، بينما الدوران المخادع يمكن للمريض أن يتحرك ولكن مع استمرار هذه الحالة لا يستطيع المريض حينها أن يلبي احتياجاته اليومية ليصل إلى مرحلة أخرى شديدة.
هل يمكن للأطفال التعرض للدوران المرضي؟
هناك بعض الأمراض التي يصاب بها الأطفال والتي لها علاقة بالدوار أو الدوخة، كما أن الدوار المخادع يعاني منه ما يقرب من 90% من الناس بعكس الدوار المرضي الذي يعاني منه 10% فقط ويمكن تشخيصه بكل سهولة من جانب الطبيب، بينما يصعب على الطبيب تشخيص الدوار المخادع لأنه يكون عارضاً لخلل ما وظيفي في الفقرات أو في الرقبة التي تتأثر ببعض المشاكل الخاصة بالفك وعضلات العيون مما يتسبب في تشنج الرقبة ومن ثم يشعر المريض بالدوران.
أضاف ” مالك “: يجدر الإشارة إلى أن الدوران المخادع يصعب تشخيصه عبر X- RAY وإنما يتم تشخيصه عبر الفحص السريري بواسطة أخصائي تقويم العظام ومن ثم يمكننا فحص تشنج عضلات الفك أو أي عضلات أخرى ويتم علاجها على الفور ليتم التخلص حينئذٍ من حالة الدوران.
ما هي علاجات حالات الدوار؟
أما عن الخيارات العلاجية للدوار فإنها تعتمد على أسباب المشكلة سواء كانت في الرقبة أو في وضعية النوم أو وضعية الجلوس أمام اللاب توب أو الكومبيوتر أو المكتب والتي تؤثر على تشنجات الرقبة مما يؤدي إلى الشعور بالدوار.
يمكن لوضعية النوم على البطن بصورة تراكمية ولفترات طويلة أن تتسبب في تشنجات فقرات الرقبة، بجانب بعض العوامل التي تؤثر على الرقبة والتي تتسبب في الشعور بالدوران مثل عضلات العيون نتيجة العمل على الكومبيوتر لفترات طويلة مما يؤدي إلى تشنج عضلات الرقبة.
يتم علاج عضلات الرقبة عن طريق العلاج التقويمي مثلما يتم في العمود الفقري أو في الفك أو في عضلات العيون، ويأخذ العلاج التقويمي بعض الوقت ليمتد من جلسة إلى 3 جلسات، ويتم علاج المريض من أول جلسة ولا نضطر حينئذ إلى العلاج لمدة 3 جلسات.
وأخيراً، بالنسبة لعلاج العيون فيتم عن طريق تقويم النظر لأن المشكلة تكمن في خلل داخل عضلات العيون نتيجة التعب الزائد عن الحد ويتم العلاج عن طريق فيزيائي العيون، ويبقى الأساس في علاج الدوران هو علاج مشاكل الرقبة.