ما المقصود بمرض الحزام الناري؟
قال “الدكتور / إحسان الشنطي – أخصائي علاج الألم وأمراض العمود الفقري” أن اسم يدل على الحزام الناري على شكل المرض حيث أنه يأتي على شكل حزام ناري من حدة الألم حيث أنه عبارة عن التهاب العصب والجلد فوق هذا العصب حيث أن الإنسان عبارة عن خريطة من الأعصاب التي في حالة إصابة احداها فإن المنطقة التي يغطيها العصب يكون بها طفح أحمر اللون مع الشعور بألم ناري حاد.
وتابع الدكتور ” إحسان الشنطي “: يتم الإصابة بهذا المرض منذ الصغر وهو عبارة عن الجدري المائي أو فيروس الفاريسيلا الذي يسبب الجدري المائي.
يظل هذا الفيروس نائما في جذور الأعصاب إلى أن تضعف مناعة المريض وذلك نتيجة الضغط أو التوتر نتيجة عدة أسباب مثل المشاكل العائلية والامتحانات وغيرها مع ظهور المشاكل النفسية التي تساعد في ظهور الفيروس المسبب للحزام الناري.
إلى جانب ذلك، يمكن لبعض الأمراض أن تؤدي إلى الإصابة بالحزام الناري مثل الحرق والسرطانات والأورام والسكري إلى جانب أدوية الروماتويد التي تخفض المناعة مما تساعد على هجوم الفيروس ويؤدي كذلك إلى حرقة في طريق أو منطقة العصب.
من أكثر المناطق تعرضا للحزام الناري البطن والصدر وعند العيون ويمكن معرفة الحزام الناري كذلك عند الإصابة به في منطقة السرة كما يمكن معرفة وتشخيص الحزام الناري قبل ظهور الطفح بظهور حزام أو خط على جسم الإنسان مع الشعور بلسعة أو ألم معين في العصب.
يمكن للطفح أن يختفي الطفح بعد أسبوعين أو ثلاثة من الإصابة بالحزام الناري وحينها يجب تناول الأدوية قبل مرور 72 ساعة من ظهور الطفح وهي أدوية ضد الفيروسات والالتهابات.
يمكن للمريض أن يشعر بألم بعد زوال الطفح لمدة 3 أشهر بسبب التهاب العصب والجلد فوقه.
في حالة دوام الألم بعد 3 أشهر لمدة سنوات حيث هناك بعض الدلائل لدوامه مثل تعرض امرأة عمرها 60 عاما تعاني من أمراض مزمنة ويكون الألم عندها قد بدأ قبل ظهور الطفح مما يدفعنا للانتباه لتلك الحالة ويجب تكثيف العلاج.
ما هو العلاج التداخلي للحزام الناري؟
ينقسم نوع علاج الحزام الناري إلى قسمين أولهما علاج الفيروس خلال أول 72 ساعة للسيطرة عليه حتى لا يهجم على باقي الجسم كما يمكن تناول مضادات للالتهاب ومسكنات للآلام إلى جانب إمكانية تناول مضادات الصرع حيث أن هذا النوع من الألم يعتبر نوع من الصرع للعصب.
في حالة عدم تحمل المريض لتلك الأدوية أو وجود مشاكل تمنعه من تناولها أو لعدم وجود وقت كافي للعلاج فيجب في البداية تشخيص الألم ومعرفة العصب المصاب ويتم الحقن حول العصب بأدوية قوية وبكمية قليلة عن طريق الأشعة السينية المركزة التي تساعدنا في تحديد مكان العصب مع إمكانية عمل ذلك عن طريق ultra sound.
يمكن تهدئة المرض بعد الحقن بنسبة كبيرة ويختلف في ذلك كل المرضى حسب حالة كل منهم حيث أن 90% من المرضى يمكنهم أن تنجح معهم تلك الأدوية في حالة الكشف والعلاج في أول 3 أشهر من ظهور المرض ولكن في حالة التأخر لسنوات يمكن اللجوء لعلاج أقوى عن طريق الترددات الحرارية حيث يتم ضرب العصب المسبب للألم بترددات حرارية عن طريق مولدات حيث يمكن تسخين حول العصب لدرجة حرارة تصل إلى 80 درجة ويظل العصب متحركا بدرجة جيدة ولكن يهدأ الألم به بدرجة كبيرة نتيجة التعرض للحرارة.
هل يؤثر العلاج التداخلي على حركة العصب؟
يوجد عدة components للعصب حيث يوجد الجزء المسئول عن تحرك العصب إلى جانب الجزء الحسي الذي يتم علاجه بالترددات الحرارية، لذلك عند العلاج بالترددات الحرارية يمكن للمريض أن يشعر ويتحرك العصب عنده ولكن أيضا يتم تهدئة الألم الموجود في العصب ولا يعتبر هذا العلاج علاجا لتسكين للألم.
وأردف الدكتور ” إحسان الشنطي “: يعتبر العلاج بالترددات الحرارية هو التقنية الأحدث في علاج الحزام الناري وعلاج الآلام كما تعتبر الطريقة الأنجح والأقوى للعلاج حيث تستخدم العلاجات التداخلية للآلام منذ 15 عاما في أميركا وتم وصوله إلى الأردن من سنتين إلى جانب نتائجه الجيدة في العلاج.
لم يتم اختراع أي دواء للفيروس حتى الآن ولا يمكن القضاء عليه ولكن يمكن تهدئة الفيروس فقط ببعض الأدوية الموجودة حاليا.
هل يصيب الحزام الناري جميع الأعمار؟
يمكن لمرض الحزام الناري إصابة جميع الأعمار حيث أن العديد من طلاب كلية الطب يمكنهم الإصابة بهذا المرض نتيجة الضغط والتوتر على الأعصاب والخوف والشد النفسي مع وجود آلام.
يتعرض كذلك كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة للحزام الناري بكثرة مما يتسبب لهم بآلام شديدة.
يمكن للحزام الناري أن يأتي فجأة حيث أن الفيروس يظل منظرا في عصب الإنسان حتى يتم تهيئة الظروف المواتية لإحداث الألم.
هل يمكن اللجوء للعلاج التداخلي في بداية الألم؟
من الممكن ومن الأفضل التطرق للعلاج التداخلي للعصب في أول 3 أشهر لأن المشاكل لا تكون كثيرة للألم في هذا الوقت.
يمكن لمريض الحزام الناري أن ينعزل عن المجتمع لأن العطب في العصب لا يظهر على المريض بشكل واضح.
وتابع الدكتور ” إحسان “: يأتي ألم الحزام الناري بدرجة 10 من 10 على مقياس الألم حيث أن ألم الولادة يعتبر مساويا للحزام الناري.
يختلف كل مريض بالحزام الناري عن غيره في شدة الألم لأسباب عضوية أو نفسية أو ثقافية حيث أن الإيطاليين واليهود يشتكون أكثر من غيرهم من ألم المرض على عكس الصينين الذي يشتكون أقل من غيرهم من شدة الألم إلى جانب أن بعض أدوية الألم التي تستخدم لفترة طويلة يمكنها أن تتسبب في التحسس بصورة أكبر حيث أنها توقف ممرات الألم للدماغ مما يجعل الجسم يخلق عدة receptors ويؤدي إلى شعور الإنسان بدرجة أكبر وبصورة عكسية.
وأخيرا، يمكن إعطاء الفاكسين لعلاج الحزام الناري خاصة لكبار السن كما أن من أصيب بالجدري المائي يمكنه التعرض للحزام الناري.