يعتبر التهاب الأعصاب الطرفية أو اعتلالات الأعصاب الطرفية واحدة من الأمراض الخطيرة التي تصيب الإنسان علماً بأنها تصيب الذكور بنسبة أكبر من الإناث كما أنها تصيب مرضى السكر والذين يعانون من سوء امتصاص الأغذية أكثر من غيرهم.
يتعرض مريض التهاب الأعصاب الطرفية إلى تنميل وخدران في تلك الأعراض كما تختلف تلك الأعراض عن الديسك في أنها تصيب كلا طرفي الجسم ، ويستلزم على المريض سرعة زيارة الطبيب فور الشعور بأية أعراض تخص هذا المرض لأن ذلك حتماً يزيد من سرعة اكتشاف وعلاج المرض.
ما هو التهاب الأعصاب الطرفية؟
يرى الدكتور محمد خريم ” أخصائي أمراض الدماغ والأعصاب ” أن الأعصاب الطرفية هي مجموعة من الأعصاب المتخصصة التي تتجذر من الحبل الشوكي وتقوم بتغذية الأطراف العلوية والسفلية كما أنها تقوم بتغذية الأعضاء المجوفة في تجويف البطن والحوض.
هي تقوم كذلك بنقل السيالات العصبية من وإلى الحبل الشوكي والأطراف العلوية والسفلية والأعضاء في داخل الجسم، حيث أنها تقوم بتغذية الأطراف العلوية والسفلية من ناحية الوظائف الحركية والحسية أيضاً.
أما عن التهاب تلك الأطراف العصبية فتتراوح الأعراض المتعلقة به من خدر وتنميل، ونقصد بالخدر بأنه ضعف في الإحساس أو فقدانه بشكل كامل، ونعني بالتنميل بأنه إحساس بوخز إبر في تلك الأطراف، كما أنه من الأعراض الشائعة في التهاب الأعصاب الطرفية أيضاً الآلام المبرحة أو فرط الإحساس وفرط الألم – وفق ما ذكره الطبيب.
من الممكن أن يؤدي التهاب الأعصاب الطرفية إلى ضعف الأعضاء التي يصيبها سواء كانت الأطراف السفلية أو العلوية كما أنه من الممكن أن يؤدي ذلك إلى الترنح، وفي حال كانت الأعصاب الطرفية التي تغذي أعضاء تجويف البطن والحوض مصابة فيمكن أن يؤدي ذلك إلى إمساك مزمن وإسهال وحسر للبول وفقدان السيطرة عليه.
ما هي أعراض التهاب الأعصاب الطرفية؟
تمتاز أعراض الأعصاب الطرفية بانها متجانسة غالباً ما تبدأ في القدمين بشكل متساوي، وتتقدم الأعراض بمرور الوقت حيث يمكن أن تبدأ الأعراض سواء بالتنميل أو الخدران في القدم لتنتقل تدريجياً إلى الساق ثم إلى الفخذ والأطراف العلوية كذلك لتزداد مع الوقت.
تابع ” خريم “: تختلف أعراض التهاب الأعصاب الطرفية عن الانزلاق الغضروفي في أن أعراض التهاب الانزلاق الغضروفي تبدأ فجأة عكس التهاب الأعصاب الطرفية الذي تبدأ أعراضه تدريجياً وتتطور وتتقدم مع الوقت كما أنها تبدأ خفيفة مع الوقت وتحتاج إلى أسابيع وأشهر لتزداد.
إلى جانب ذلك، غالباً ما تكون أعراض الديسك أو الانزلاق الغضروفي على ساق واحد أو طرف واحد في الجسم بينما الأعصاب الطرفية تكون الأعراض على الطرفين متساوياً مع بعض.
ما هي أسباب التهاب الأعصاب الطرفية؟
هناك أسباب عديدة لالتهابات أو اعتلالات الأعصاب الطرفية أهمها هي اعتلالات الأعصاب الطرفية المناعية لأنها ليست نادرة كما أن هناك ثقافة مجتمعية تخصها مثل مرض gbs و cbid ويصير هنالك خلل في الجهاز المناعي ليهاجم بعدها الأعصاب الطرفية ليؤدي إلى التهاب تلك الأعصاب الطرفية.
أما عن السبب الثاني لالتهاب الأعصاب الطرفية فهو الأمراض الروماتيزمية كمرض الحمى الذئابية أو حتى الروماتيزم، بينما السبب الثالث يكمن في الأمراض الأيضية وهنا لابد من التذكير بها والتي من بينها ارتفاع سكر الدم الذي يؤدي إلى اعتلال الأعصاب الطرفية بالإضافة إلى نقص فيتامين b12 ونقص b1 الذي يؤدي إلى مرض يؤدي بدوره إلى اعتلال الأعصاب الطرفية.
من الممكن كذلك أن يؤدي نقص أو زيادة النحاس والزنك في الجسم إلى اعتلال الأعصاب الطرفية بجانب تجمع اليوريا في الجسم وبدرجات عالية نتيجة الفشل الكلوي يمكن أن يؤدي إلى التهاب الأعصاب الطرفية.
أما عن الفئة الرابعة فتكمن في الأمراض المُعدية أو الأمراض الفيروسية التي تؤدي إلى التهاب الأعصاب الطرفية ومثالاً على ذلك مرض الحزام الناري و HIV المسبب لمرض الإيدز والتهاب الكبد الوبائيC والتهاب الكبد الوبائي B أيضاً.
هناك نوع من التهاب الأعصاب الطرفية نادر الحدوث يعود لوجود أورام خفية داخل الجسم كأورام البطن والصدر والغدد اللمفاوية التي يمكن أن تؤدي إلى التهاب الأعصاب الطرفية، كما أن تعرض الجسم لمواد سُمية عالية مثل الرصاص قد يؤدي إلى اعتلال الأعصاب الطرفية أيضاً.
كيف يتم تشخيص التهاب الأعصاب الطرفية؟ وما هو الطبيب الموكل بذلك؟
تعتبر اعتلالات الأعصاب الطرفية من اختصاص طبيب الأمراض الدماغ والأعصاب ولابد للمريض أن يزور الطبيب فور بداية ظهور الأعراض حتى يسهل العلاج وتزيد فرصة الفوائد العلاجية عند تشخيصه مبكراً.
أما عن طرق تشخيص هذا المرض فتبدأ بأخذ سيرة مرضية دقيقة للمريض والفحص السريري ويتم تأكيد المرض عن طريق تخطيط أعصاب كهربائية يتم عمله في العيادة وهذا التخطيط يدل على وجود اعتلال وما هو نوع هذا الاعتلال سواء كان اعتلال عصبي محوري أو اعتلال عصبي آخر مزيل للمايلين، ويتم التفريق بينهما عن طريق الأعراض المختلفة لكل منهما.
قد نحتاج في بعض الأحيان إلى بذل للسائل الشوكي حتى نحدد سبب الالتهاب سواء كان مناعي أو فيروسي، وفي بعض الأحيان نقوم بإجراء فحوصات دم عائدة للروماتيزم والفشل الكلوي والتهاب الكبد الوبائي.
على الجانب الآخر، ليس كل اعتلال للأعصاب هو بالضرورة التهاب لأن هناك أمراض تنكسية أخرى غير التهاب الأعصاب الطرفية تؤدي إلى التهاب الأعصاب الطرفية.
ما هو علاج التهاب الأعصاب الطرفية؟
يعتمد علاج اعتلال الأعصاب الطرفية على المرض المسبب للاعتلال أو لالتهاب الأعصاب الطرفية.
على سبيل المثال، يمكن علاج الأمراض المناعية المسببة لاعتلال الأعصاب الطرفية عن طريق غسل البلازما أو عن طريق إعطاء دواء يُستخرج من مصل الخيول يُسمى IVIG كما يمكن علاجه عن طريق الكورتيزون.
يمكننا علاج نقص B12 عن طريق تعويضه في الجسم كما يتم علاج مرض البيري بيري عن طريق إعطاء الجسم كميات كافية من B1.
تتراوح شدة الإصابة بالتهاب الأعصاب الطرفية على حسب المرض المسبب له والوقت المبكر لاكتشفاه والوقت المبكر لإعطاء العلاج، كما أن جزء كبير من هذه الأمراض يتم الشفاء منها بنسبة كبيرة تصل إلى 100% نسميها بالأمراض الآنية بينما قد تظل بعض الأمراض مزمنة مع المريض طيلة الحياة.
ما هي طرق الوقاية من التهاب الأعصاب الطرفية؟
لابد من الحفاظ على نمط غذائي متزن يحتوي على كافة العناصر الغذائية لأنه كما سبق الذكر يعمل نقص B1 وb12 على التعرض لهذا المرض بجانب نقص الزنك والنحاس.
أما بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من أمراض الجهاز الهضمي التي تؤدي إلى سوء الامتصاص كداء الكرون وغيرها من الأمراض لابد من التأكد منها كما يُنصح لمرضى السكري الحفاظ على نسبة أو معدل السكر في الدم ضمن المعدل الطبيعي لأن ارتفاع السكر يؤدي إلى اعتلال الأعصاب الطرفية.
بالإضافة إلى ذلك، للوقاية من التهاب الأعصاب الطرفية يجب تجنب تناول الأدوية العلاجية بدون استشارة الأطباء لأن هناك بعض الأدوية وبعض المضادات الحيوية التي تؤدي إلى اعتلال الأعصاب الطرفية، ويُنصح فور الشعور ببداية أعراض المرض بمراجعة الطبيب المختص لأن سرعة التشخيص يساعد على سرعة العلاج.
وأخيراً، تصيب أغلب الأمراض المناعية الذكور أكثر من الإناث في مجال الأمراض العصبية المناعية بجانب أن الأشخاص الذين يعانون من سوء امتصاص الأغذية هم أكثر عُرضة لاعتلال الأعصاب الطرفية من غيرهم بالإضافة إلى الأشخاص الذين يقومون بعمليات قص المعدة.