يُعد التقيؤ بشكل عام والتقيؤ الدوري بشكل خاص من أهم الأمراض التي تصيب الأطفال وصغار العمر كما تكمن خطورة هذا المرض في أنه قد يتسبب في جرح المريء الذي بدوره قد يزيد من حدة الأعراض التي يعاني منها المريض.
إلى جانب ذلك، تكمن خطورة هذا المرض في أن ليس له أية أسباب واضحة ومعروفة حتى الآن وهو ما يجعلنا نعتمد في علاجه على علاج الأعراض التي يشعر بها المريض فقط.
ما هو التقيؤ الدوري وما هي أعراضه
يقول أخصائي الجهاز الهضمي والكبد وتنظر المعدة والقولون “نزيه نخلة”، يجدر الإشارة في البداية إلى أسباب التقيؤ بشكل عام حيث أنه في الطب يمكن تقسيمها إلى قسمين رئيسين أولهما هو الأمراض العضوية والقسم الثاني هو الأمراض الوظيفية.
أما بالنسبة لقسم الأمراض العضوية بالأغلبية منها تتمثل في الالتهابات بشكل عام مثل قرحة المعدة والتهاب المرارة والتهاب الكبد ومشاكل في المريء ومشاكل في الأمعاء الدقيقة بالإضافة إلى بعض الأمراض التي تصيب المناطق خارج الجهاز الهضمي أهمها أمراض الأذن الداخلية وأمراض الدماغ التي تؤدي في بعض الحالات إلى الاستفراغ.
أما القسم الثاني المتمثل في الأمراض الوظيفية فمنه التقيؤ الدوري وهذه الأمراض تصيب الجهاز الهضمي بشكل عام ومن أكثرها شيوعاً القولون العصبي وينتمي إلى هذه المجموعة التقيؤ الدوري.
وتابع ” نزيه “: يُعرَّف التقيؤ الدوري على أنه مرض وظيفي أي لا يوجد له أية أعراض سواء في الفحوصات المخبرية أو التصوير الشعاعي أو التنظير وهو عبارة عن مرض نادر نوعاً ما يصيب فئة الأطفال بنسبة كبيرة ويٌقدر تقريباً بأنه يصيب 3 أطفال من كل 100 ألف طفل ويتميز بنوبات من الاستفراغ تصيب هؤلاء الأطفال بشكل متكرر كما تختلف استمرارية هذه النوبات كل شهر أو شهرين كما تتشابه هذه النوبات بشكل كبير مع أمراض أخرى من حيث مدتها ومن حيث مسبباتها وشدتها ويعاني المريض فيها من غثيان وتقيؤ بشكل كبير – طبقاً لما يراه الطبيب في هذا الأمر.
ما هي طرق تشخيص حالات التقيؤ الدوري
نعتمد في تشخيص حالات التقيؤ الدوري على التاريخ المرضي للطفل ونستبعد أي مرض عضوي يمكن أن يكون الطفل مصاب به كأن يكون مصاب ببعض الجراثيم والبكتيريا والفيروسات التي يمكن أن تؤدي إلى الاستفراغ بجانب إمكانية التعرض إلى التهابات المعدة أو ارتجاع المريء وبعض الحالات الخلقية النادرة التي يمكن أن تؤدي إلى تضيق في المريء أو في الأمعاء.
بالإضافة إلى ذلك، في الغالب يصيب هذا المرض الأطفال بنسبة كبيرة مقارنة بباقي الفئات العمرية الأخرى لكن سُجلت بعض الحالات الأخرى المصابة بهذا المرض من البالغين منهم أطفال نموا بهذا المرض منذ الصغر كما يمكن أن يكون البالغين قد أصيبوا به في مرحلة البلوغ، لذلك فإن هذا المرض يصيب جميع الأعمار خاصة بين سن الثالثة والسابعة كما يمكن أن يصيب الإنسان حتى عمر 70 عاماً.
هل تخف نوبات التقيؤ الدوري مع سن البلوغ، وما هي مضاعفات المرض
بالطبع تخف نوبات التقيؤ الدوري للأطفال عند سن البلوغ مثل باقي الأمراض الوظيفية مثلما هو معروف عن القولون العصبي الذي يخف مع الوقت فإن التقيؤ الدوري كذلك يخف مع كبر السن، وهذا ما يحدث مع الأكثرية أو الأغلبية العظمى من الأطفال.
أما عن مضاعفات مرض التقيؤ الدوري فتنبع من الأعراض نفسها المتمثلة في الاستفراغ الدوري والمتكرر والشديد وهؤلاء المرضى يعانون من حالات استفراغ حادة جداً حيث تتراوح نوبات الاستفراغ من 3 إلى 12 حالة استفراغ خلال الساعة الواحدة كما أن النوبة قد تستمر من ساعات إلى أيام عديدة ولكن في الأغلبية العظمى لا تستمر أكثر من أسبوع وهذا الاستفراغ المتكرر يمكن أن يؤدي إلى بعض المضاعفات على المريض أهمها الجفاف لأنه يخسر كمية كبيرة من السوائل والمعادن الذي بدروه قد يؤدي إلى هبوط في الدم وبعض المشاكل الأخرى التي يصعب حلها.
وأردف الإخصائي، من المشاكل الأخرى التي نواجهها بسبب الارتجاع أو الاستفراغ هو وجود التهاب في المريء بسبب الحامض الذي يرجع من المعدة الذي وفي بعض الحالات الشديدة يمكن أن يؤدي إلى جرح في أسفل المريء الذي قد يتسبب في النزيف الداخلي.
ما هي طرق علاج حالات التقيؤ الدوري
كما هو معروف عن مرض التقيؤ الدوري كما سبق الذكر فليس له سبب محدد وبالتالي فإن علاجه يكون عن طريق السيطرة والتخفيف من الأعراض والتخفيف من حالات الاستفراغ التي يعاني منها المريض ومن ثم نقوم باستعمال السوائل الوريدية لنعوض المريض عن المعادن والسوائل التي يفقدها ونحافظ على ضغط الدم المنتظم كما نستعمل بعض المسكنات في حالة وجود آلام في البطن من أهمها مضادات الاستفراغ وبعض الأدوية التي تقلل من إفراز الحامض الذي يهيج من أعراض التقيؤ عند المريض كما يمكننا اللجوء لبعض الأدوية المضادة للاكتئاب لعلاج مثل هذه الحالات.