التفكير المفرط
يقول الاختصاصي في علم النفس العيادي الدكتور “فيصل الطهاري”: أن التفكير الصحيح والصائب هو التفكير الذي تتعلق جودته بالكيف، والذي يمكن أن نخرج منه بقرارات حقيقية، فالتفكير السليم هو التفكير الوجيز، والمنطقي، والصائب، الذي نستدعي فيه مجموعة من الدوافع والأسباب، والعوامل ثم النتائج.
ولكن التفكير المفرط أو الوصول حد الإدمان على التفكير هو بالطبع عادة سيئة ويمكن أن ننتقل حتى من وجود هذا التفكير المطول أو التفكير الزائد من العادة السيئة التي يمكن أن يصل الإنسان إلى الإدمان عليها إلى حد ظهور بعض الأعراض المرضية لهذا التفكير.
وبطبيعة الحال فإنه كلما كان الإنسان يفكر أو يستعمل تفكيره بطريقة جيدة من الناحية الكيفية لا من الناحية الكمية؛ بمعنى أنه لا يفكر بشكل مطول؛ وإنما هو تفكير بشكل موضوعي وفي وقت محدد، وفي مواقف معينة، ويعطينا فكرة أو مجموعة من الأفكار الصائبة، والأمر هنا لا يتعلق بأن يصبح التفكير إدماناً لدى الإنسان.
ومن الجدير بالذكر أن الإدمان على التفكير غالباً ما يكون في أمور سلبية، فالتفكير الايجابي يعطينا دفعة للعمل، وللتغيير، ولتطبيق هذه الأفكار على أرض الواقع، كما أن ما نفكر به في حالة التفكير المفرط أو التفكير الزائد لا يحتاج إلى كل هذا الوقت من التفكير، فعلى سبيل المثال قد يستغرق قرار معين بسيط أياماً إلى شهور في التفكير حتى انه قد يصل إلى المرحلة المرضية، فيصبح الشخص يفكر حتى في أوقات الراحة مثل النوم على سبيل المثال، ولا يستطيع الشخص هنا التحكم في عمل الدماغ، فيصبح أمراً مرهقاً جسدياً، ونفسياً.
من هم الأكثر عُرضةً للتفكير المفرط؟
قد يعاني من التفكير المفرط الأشخاص القلقون بشأن المستقبل بشكل مبالغ فيه، وكذلك من لديهم ضعف في تقدير الذات والثقة بالنفس، ومن الجدير بالذكر أن هناك بعض الأشخاص عادة ما يكونون مفرطي التفكير أكثر من غيرهم، والذين غالباً ما تكون لديهم معاناة حقيقية واضطراباً في شخصياتهم، مثل:
- الأشخاص الذين يبحثون دوماً عن المثالية والكمال.
- الأشخاص العاطفيين أكثر من الأشخاص العقلانيين.
- الشخصيات شديدة الحساسية في التعامل مع المواضيع.
ما هي التداعيات الصحية للتفكير المفرط؟
يؤكد الدكتور “فيصل” على أنه هناك العديد من التداعيات النفسية، والجسدية التي قد تنتج بسبب التفكير المفرط، ومن بين تلك الأعراض:
- الصداع المزمن.
- اضطرابات المعدة والجهاز الهضمي عموماً أثناء فترة التفكير التي قد تستمر أيام، وأسابيع، بل وشهور في أشياء لا تستحق.
- الانعزال والانطواء: فيعتقد الشخص أنه كلما كان وحده منعزلاً كلما استطاع التفكير بشكل أفضل، وهذا أمر خاطئ.
- العجز عن ممارسة النشاطات اليومية العادية، مثل: الذهاب إلى العمل، أو حتى الاستفادة بأوقات الراحة كالنوم والسفر والتنزه برفقة الأصدقاء وغيرها.
- اضطراب القلق العام.
- الاكتئاب.
- الشك في الأفكار، والذي بدوره قد يتحول إلى الشك في الأشخاص أيضًا.
كيف يمكن التخلص من التفكير المفرط؟
هناك مجموعة من النصائح يقدمها الدكتور “فيصل” لتساعد في التخلص من التفكير المفرط، ومن أهم تلك النصائح:
- عليك أن تعلم أنّ الوعي هو الخطوة الأولى للتحرّر من التفكير المفرط.
- عليك ألّا تفكر في الأخطاء التي قد تحدث، لكن فكّر بما ستنجح في تحقيقه.
- كُن على يقين أنك لا تستطيع التنبؤ بالمستقبل ولا تضخم الأمور.