في البداية يجدر علينا الإشارة إلى ارتفاع نسبة البدانة عند الأطفال في هذه الآونة على المستوى العالمي حيث وصلت نسبة الارتفاع عالمياً حوالي 5% بينما سجلت دولة لبنان حوالي 6%.
نسبة البدانة في الوطن العربي
قالت “د. رنا صالح” أخصائية في مناصرة السياسات في مركز ترشيد السياسات ك2 بي. تعتبر لبنان من أعلى الدول في المنطقة من حيث ارتفاع نسبة بدانة الأطفال وللأسف فإن ما تشهده لبنان يعتبر أعلى من نسبة الزيادة العالمية حيث تزداد نسبة البدانة في العالم بمعدل 5% بينما في لبنان تزداد حوالي 6% مما يستدعي منا مداخلات سريعة للحد من بدانة الأطفال.
وأضافت الدكتورة “رنا صالح” تتعدد أسباب بدانة الأطفال وتعتبر متشعبة بدرجة كبيرة وبالتالي فإن المداخلات للحد منها لابد لها من أن تكون أيضاً متشعبة حيث على سبيل المثال هناك دولة الإمارات العربية التي لديها برنامج تغذية مدرسية بجانب وجود برنامج سياسي متكامل عن كل ما يخص الصحة الغذائية كما أن دولة قطَر لديها برنامج يهتم اهتمام بالغ بكل ما يخص صحة الطفل، لذلك هناك العديد من الدول العالمية التي تهتم كثيراً بكل ما يخص الصحة المدرسية للطلاب والتي تصل إلى أعلى مستوياتها في كل ما يخص الصحة المدرسية من حيث البدانة واستعمال التبغ والدخان والمشروبات الكحولية إلخ إلخ..
أسباب ارتفاع نسبة البدانة عند الأطفال
هناك العديد من الممارسات الخاطئة التي تؤدي إلى زيادة الوزن عند الأطفال كما يجدر علينا الإشارة إلى أن هناك عادات صحية أخرى غير سلوكيات الطفل يمكنها أن تحدد مدى صحة النمط الغذائي للطفل من عدمه.
على سبيل المثال، هناك العوامل الجينية والوراثية بجانب بعض العوامل التي قد تتعرض لها المرأة الحامل والتي تزيد من نسبة التعرض للبدانة بالنسبة للطفل عند الكبر.
وأردفت “رنا ” هناك بعض السلوكيات الأخرى المتسببة في زيادة وزن الأطفال أكثر من اللازم أهمها هو عدم تناول وجبة الفطور وتناول المشروبات الغازية والمحليات بكثرة بالإضافة إلى عدم الحركة والاعتماد على التكنولوجيا.
على الجانب الآخر، هناك بعض العوامل البيئية التي تزيد من نسبة البدانة عند الأطفال مثل توفر المأكولات الضارة بكثرة وبأسعار زهيدة في المجتمعات مما يكون له أثر مباشر على تدهور صحة الأطفال بجانب أن الوجبات الصحية تعتبر أغلى كثيراً من هذه الأغذية.
بالإضافة إلى ذلك، تعمل الدعايات حول المأكولات الضارة للأطفال على تأثر صحتهم من هذه المأكولات، كما أن غياب النشاط الرياضي والمساحات الخضراء والملاعب على مستوى البلديات وغياب النوادي الرياضية حتماً يؤثر سلباً على صحة الأطفال وتعرضهم للبدانة.
طرق الوقاية والتخفيف من بدانة الأطفال
عند تطرقنا لأسباب البدانة ومحاولة إيجاد حلول لها فإن الدراسات أثبتت أن المدرسة تعبر واحدة من الحلول التي يمكن اللجوء إليها لعلاج وتفادي بدانة الأطفال كما أننا تعاونا مع وزارة الصحة في لبنان بجانب التعاون مع وزارة التعليم العالي من أجل الوصول لسياسات للحد من البدانة عند الأطفال ومن ثم تم توصلنا إلى أن وزارة التعليم لها سياسات خاصة بها تُنفذ في المدارس للحد من بدانة الأطفال قدر الإمكان من خلال التغذية المدرسية السليمة والتي تُطبق في المدارس الرسمية وليس الخاصة في لبنان، لذلك فإننا من خلال الدراسات تم الاتفاق على ضبط معايير التغذية من خلال المأكولات التي تباع في المدرسة حتى يتم التأكد من صحتها وعدم تأثيرها على بدانة الطفل ثم الاتفاق كذلك على دمج البرامج الرياضية والصحية في الكتب والمناهج الدراسية للطلاب حتى يعتاد الطفل على معرفة أنواع الأغذية الصحية بجانب توفير ساعات أكبر لممارسة النشاط الرياضي.
وأضافت “رنا” تم عرض هذه الحلول على صانعي القرار في لبنان كما تم عرضها على أخصائيين ومواطنين من مختلف المحافظات اللبنانية للتأكد من مواءمتها لكل مواطني لبنان، كما يمكننا القول بأن الإعلانات التي يراها الأطفال عن الأطعمة والأغذية المختلفة خارج المدرسة تؤثر بشكل سلبي عليهم، لذلك فإننا نلجأ إلى عملية التسويق للأغذية في المدرسة نفسها دون أن نرتبط في ذلك بشركة معينة.
مدى ارتباط الحالة المادية بالبدانة عند الأطفال
هناك بعض الدراسات التي تثبت أن الدول الأقل دخلاً هي الأكثر عُرضة لبدانة الأطفال، لذلك يمكننا القول بأن البدانة وزيادة الوزن عند الأطفال مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالعامل الاجتماعي للإنسان حيث أن المأكولات الضارة في هذه الدول تعتبر أرخص كثيراً في سعرها عن المأكولات الصحية مما يتسبب لهم في بدانة زيادة للجسم.