أسباب الإصابة بالصدفية
يقول استشاري الأمراض الجلدية الدكتور “أنور الحمادي” أن مرض الصدفية أولاً لم يعد مرض جلدي فقط، فبالرغم من ظهور الأعراض بشكل أساسي على سطح الجلد، إلا أن هناك العديد من الأعراض المرضية العضوية تصاحب تلك الأعراض الجلدية، لذلك فقد أثبتت الدراسات أن الصدفية مرض عضوي، ومن أبرز هذه الأعراض العضوية التي ترافق هذا المرض:
- ارتفاع ضغط الدم.
- الإصابة بصدفية المفاصل بنسبة ٣٠٪.
- الإصابة بمرض السكري.
- الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
ومن الجدير بالذكر أنّه لم يتمّ إلى الآن تحديد المسبّب الرئيسي للإصابة بالصدفيّة؛ ولكن يفترض أن السبب في حدوث الإصابة بالصدفية، هو حدوث خلل مناعي؛ بما يعني أنه لا يوجد سبب محدد، لكن هناك نشاط زائد في مناعة الجسم، وبالتالي تتكاثر الخلايا بشكل مضطرب؛ حيث يكون تجدد الخلايا الطبيعي كل ٣-٤ أسابيع، أما مرضى الصدفية فتتجدد خلايا الجلد لديهم كل حوالي ٣٦ ساعة، لذلك فتظهر الأعراض على هيئة بقع حمراء تغطيها قشور.
وإلى جانب حدوث خلل مناعي في جسم المريض، فهناك بعض عوامل الخطورة التي قد تزيد من فرصة الإصابة، وتزيد كذلك من شدة الإصابة إن كانت موجودة بالفعل، مثل:
- العوامل الوراثية.
- العوامل النفسية.
- تناول بعض الأدوية التي قد تُثير الإصابة بالصدفية.
- الطقس؛ حيث أنه من المعروف أن شدة الصدفية تزداد في فصل الشتاء.
- وجود التهابات في الجسم قد يزيد من نشاط الصدفية، ويرتبط ذلك خصيصاً بصدفية الأطفال، فمثلاً إذا كان الشخص المصاب لديه التهاب في اللوزتين، فيجب معالجة هذا الالتهاب حتى تتحسن الصدفية.
وغالباً ما تكون أعراض الصدفية مميزة جداً؛ حيث تظهر على هيئة بقع حمراء محددة الأطراف، عليها قشور بيضاء فضية، وتظهر على منطقة الكوعين، والركبتين، وفي فروة الرأس، لذلك فغالباً ما يكون التشخيص من خلال الفحص السريري؛ نظراً لوضوح الأعراض، إلا في بعض حالات الصدفية التي تكون صعبة نوعاً ما في التشخيص، وبالتالي تتطلب إجراء فحص لخزعة جلدية لتأكيد التشخيص، فقد تتشابه قشور الرأس الخاصة بالصدفية، بالقشور الناتجة عن الأكزيما الدهنية.
وبالرغم من كون معظم الأمراض الجلدية معدية مثل قشرة الرأس، والقمل، إلا أن مرض الصدفية يجب التنويه بأنه مرض غير معدي إطلاقاً.
علاج الصدفية
منذ فترة طويلة كان هنالك عدة علاجات للصدفية، ولكن العلاج الفعال لهذا المرض، قد تجد له أعراض جانبية خطيرة، قد تؤثر على باقي أعضاء الجسم، من الكبد، والكلى؛ حيث كانت معظم تلك العلاجات تعمل بشكل أساسي على تثبيط المناعة، لكن يؤكد الدكتور “أنور” على أنه في وقتنا الحالي، ومع التقدم الشاسع في مجال الطب الذي نشهده، فقد تم إيجاد علاجات للصدفية تعمل على اختفاء الأعراض بنسبة تصل إلى ١٠٠٪، لكن يُشترط الاستمرار في تناول العلاج، وتسمى هذه الأدوية بالأدوية البيولوجية، وهما حوالي عشرة أنواع، ويتم استخدام العلاج المناسب تبعاً لنوع الصدفية.
ومن الجدير بالذكر أنه بالإمكان استخدام دواء واحد فقط من هذه الأدوية لعلاج كافة الأعراض الناتجة عن الصدفية، فقد يُستخدم نفس العلاج، لعلاج المشاكل الجلدية الناتجة عن مرض الصدفية، والمشاكل العضوية الداخلية أيضاً، سواء في المفاصل، أو في الأمعاء، أو في أي عضو آخر.
وإلى جانب الأدوية البيولوجية لعلاج الصدفية، هناك العلاج الشائع باستخدام دهان موضعي يحتوي على مادة الكورتيزون بنسب معينة، وهذا يمكن أن يحدث في حالة وجود إصابة جلدية في أماكن محددة فقط في الجسم، أما إذا كانت الإصابة الجلدية تشمل ٧٠٪ من جسم المريض، أو أكثر، ففي هذه الحالة يجب الاتجاه نحو الأدوية البيولوجية بكل تأكيد.