الإحليل السفلي “التحتي” هو عبارة عن عيب خلقي يصيب بعض الذكور عند الولادة ويؤثر على موقع فتحة البول، ويظهر هذا العيب الخلقي على جسم الجنين الذكر في الفترة الواقعة بين ٨-١٤ أسبوع من فترة الحمل تحديداً.
وكما هو معروف فإن صحة الطفل تشكل هاجساً كبيراً بالنسبة للأم خاصةً الطفل الأول، الذي يعتبر حقلاً للتجارب بالنسبة لها، كما أنه أي مشكلة صحية حتى وإن كانت بسيطة تعتبر نقطة ضعف كبيرة بالنسبة لها أيضاً.
كيف يمكن تعريف الإحليل السفلي؟ وكيف يمكن اكتشافه؟
يقول الدكتور “مصعب المومني” الاختصاصي في جراحة الكلى والمسالك البولية: أن مصطلح الإحليل السفلي هو المصطلح الشائع استخدامه للمرض في الأوساط الطبية، أما بين المرضى عموماً يطلق على هذا المرض اسم “الطهور الملائكي” أو “الطهور الرباني”، وكذلك يطلق عليه اسم “الطهور النبوي”، وبشكل عام يمكن تعريف المرض على أنه وجود فتحة البول على الجزء الأسفل من العضو الذكري للمولود وليس في طرف العضو الذكري كما هو عند الأطفال الطبيعيين.
وبمعرفة أن العضو الذكري الطبيعي تكون فتحة البول خاصته موجودة عند الجزء الطرفي أو الأخير منه، وكذلك لابد وأن يكون العضو الذكري مستقيماً، كما أن الجلد المغطى لرأس العضو الذكري يكون شاملاً الرأس بأكمله ولا يكون مغطياً للجزء الخلفي وتاركاً الجزء السفلي مكشوف، يمكن أن يتم اكتشاف الإحليل السفلي؛ حيث قد تكون فتحة البول في مكان غير طبيعي على العضو الذكري، أو قد يكون هناك انحناءً أو تقوساً في العضو الذكري نفسه، أو قد يكون هناك خللاً في تكوين الجلد المغطى لرأس العضو الذكري.
فكل هذه يمكن اعتبارها علامات تدل على الإصابة نظراً لاختلافها عن الشكل الطبيعي والخلقي للعضو الذكري للذكور.
كيف يمكن أن يؤثر الإحليل السفلي على صحة الإنسان؟
يعتبر الإحليل السفلي مرضاً شائعاً بالنسبة للعيوب الخلقية عموماً؛ حيث يكون هناك حالة مصابة بالإحليل السفلي كل ٢٠٠-٣٠٠ مولود تقريباً.
ويؤكد الدكتور “مصعب” أنه قديماً كان يتم اعتبار هذا العيب الخلقي إضافة تجميلية للعضو الذكري ما لم يكن هناك أي خللاً آخر، ومؤخراً تم اكتشاف أن هذا الكلام ليس صحيحاً؛ حيث وجد أن للإحليل السفلي أثراً على الصحة النفسية للطفل لاحقاً، حيث يبدأ الطفل عند سن معين في اكتشاف أن هناك اختلافاً بينه وبين الأطفال العاديين، مما يؤدي إلى حدوث مشاكل في تكوينه النفسي.
كما أنه إذا كانت فتحة البول في مكان بعيداً عن طرف العضو الذكري، فقد يؤدي ذلك إلى حدوث صعوبة بالإنجاب في المستقبل، كما أنه إذا كان هناك تقوساً بالعضو الذكري، فقد يؤدي ذلك إلى وجود صعوبة في ممارسة الجنس بشكل طبيعي عند الزواج.
ما هي أنواع الإحليل السفلي؟ وهل هناك عوامل قد تزيد من فرص الإصابة به؟
يوضح الدكتور “المومني” أنواع الإحليل السفلي قائلاً أنه طبياً يمكن تقسيمه إلى عدة أنواع تبعاً لمكان وجود فتحة البول: فهناك أنواع خفيفة أو بسيطة من الإحليل التحتي، والتي تكون فتحة البول فيها بعيدة مسافة صغيرة جداً عن طرف العضو الذكري، وهناك الأنواع صعبة الترميم؛ حيث تكون فتحة البول موجودة بين الخصيتين أو حتى خلف كيس الصفن وأمام فتحة الشرج تقريباً. وما بين هذا النوع وذاك هناك أنواعاً ودرجات تبعاً لمكان وجود فتحة البول.
وعن عوامل الإصابة، فيؤكد الدكتور “مصعب” أنه لم يثبت فعلياً وجود أسباب قد تؤدي إلى حدوث هذا الخلل التكويني أثناء فترة الحمل.
وأخيراً فإنه يمكن اعتبار الإحليل السفلي خللاً چينياً وليس وراثياً، حيث أنه يحدث نتيجة وجود خلل في چينات المولود، ولكن لا يمكن أن ينتقل المرض وراثياً.
ما هي الطرق الجراحية المستخدمة لعلاج هذا المرض؟
هناك عدة طرق جراحية يمكن أن تساعد في علاج مرض الإحليل السفلي، والتي غالباً تكون جراحات يومية؛ حيث يتم تسجيل الطفل في المستشفى صباحاً ويخرج بعد العملية الجراحية بعدة ساعات، وأغلب العمليات الجراحية للإحليل السفلي تتم خلال مرحلة جراحية واحدة.
ولكن هناك حالات شديدة نوعاً ما قد تحتاج إلى عمليات جراحية على هيئة مراحل، إما مرحلتان أو أكثر؛ حيث توجد حالات يمكن علاجها عن طريق استخدام أنسجة من الجلد المحيط برأس العضو الذكري، أو قد يتم استخدام الأغشية الطلائية الموجودة بداخل الفم أو الشفتين.
وينصح الدكتور “المومني” الأهل في حالة اكتشاف الإصابة بالإحليل السفلي أو حتى في حالة وجود بعض العلامات التي قد تم ذكرها ولم يتم التأكد من وجود المرض بعد، ألا يتم حدوث عملية طهور أو ختان للمولود أبداً؛ حيث أن الجلد الذي يتم استئصاله أثناء عملية الطهور قد يكون الطبيب في حاجة إليه حتى تتم عملية الترميم للعضو الذكري في حالة الإصابة بالإحليل السفلي.