بداية ً، ما هو القولون ؟ وما وظيفته ؟
يقول د. محمد رشيد “إستشاري أمراض الجهاز الهضمي والكبد والتنظير”، بأن القولون من المشاكل الكثيرة في الجهاز الهضمي التي يعاني منها المرضى، والقولون هو أخر جزء من الأمعاء الغليظة يبدأ من نهاية الأمعاء الدقيقة حتى فتحة الشرج وهو عبارة عن أنبوب طويل ومخزن للعضلات وهو أخر جزء في عملية الهضم وطوله على حسب طول الشخص حيث يتراوح من 80 إلى 130 سم وهو موجود بعرض البطن فأي ألم موجود في البطن من الممكن أن يكون في القولون.
وتابع الدكتور، بأن وظيفة القولن بالطبع مهمة جداً حيث يتم إمتصاص الماء منه تقريباً من 1 إلى 1.5 لتر ماء باليوم لأن معظم إمتصاص الماء في اليوم بالأمعاء الدقيقة بالإضافة إلى أنه يكون هناك نوع من إمتصاص الأملاح والفيتامينات الموجودة بمساعدة البكتيريا الموجودة في القولون لأن القولون عبارة عن مخزن للبكتيريا وهي من البكتيريا النافعة المهمة التي لها توازن مع جسم الشخص فهي مهمة بعملية الأيض وعملية إمتصاص الأغذية.
فبالتالى القولون جزء مهم في الأمعاء وهو المسئول عن الذهاب إلى دورة المياه بطريقة منتظمة مثلاً مرة أو مرتين في اليوم، فالأشخاص الذين أزالوا القولون أو لديهم كيس في البطن تكون عندهم عملية الخروج ليست صلبة وليس هناك تحكم في عملية الخروج، فالقولون مهم جداً للتخلص من الفضلات الناتجة من عملية الأيض والهضم الموجودة بالجسم.
أما عن أبرز المشاكل أو الأعراض للقولون، فواصل الدكتور بأن أعراض القولون بشكل عام متنوعة مثل الألم في البطن والإنتفاخ والإمساك والإسهال والنزيف من فتحة الشرج والتعب العام حيث يشعر المريض بالضيق والألم بعد الأكل، ومن أكثر المشاكل للقولون هو القولون العصبي وإلتهابات القولون التقرحية أو داء الكرونز وأيضاً مع الإمساك المستمر من الممكن أن يحدث نتوءات بالقولون ولها علاقة بطبيعة الأكل الغير موجود به ألياف أو مواد خضراء وأخيراً أورام القولون أو الحميات في القولون.
تقول سائلة: أنها عندما تأكل تشعر بإنتفاخ في البطن وألم شديد أو عند شرب المياه وتريد أن تخرجه لا تستطيع، فما الحل ؟
يقول الدكتور: أن هذه بالطبع من أعراض القولون العصبي الذي هو عبارة عن عدم إستجابة الجسم للأكل الذي يدخل جسم الشخص وهو أمر له علاقة بطبيعة الحياة وطبيعة الأكل وممارسة الرياضة، وإذا قمنا بعمل فحص لقولون هذه السائلة سنجده سليم 100% ولكن المشكلة تقع في إنقباضات القولون الموجودة وتكون إما القولون حساس جداً أو هناك نوع من الكسل، والنصيحة للسائلة هو بتغيير نمط أو أسلوب الحياة مثل تجنب الأشاء الخضراء أو البقوليات وأكل خمس وجبات باليوم بكميات بسيطة وشرب سوائل كثيرة وأيضاً توازن الأكل وممارسة الرياضة وتجنب المشروبات الغازية لأنها تسبب تلك الإنتفاخات وشرب النعناع السخن والمياه الفاترة.
وأشار الدكتور إلى كيفية المحافظة على صحة الجهاز الهضمي والقولون بشكل أخص، فالجسم غير مهيئ لأكل وجبة كبيرة بها 1500 سعرات حرارية في مرة واحدة لأن عملية الهضم نفسها تحتاج إلى هرمونات وتكسير وإمتصاص الطعام، فالجسم يظهر عليه أعراض مثل عسر الهضم والإنتفاخ وأمراض السكري فأحسن الأمور هو أكل وجبات خفيفة متقطعة أي كل ثلاث أو أربع ساعات وجبة.
تقول سائلة: أن إبنتها قامت بعمل منظار وكانت قد شربت شربة قبلها بيومان وظهر بالتنظير كتلة وفي الأخير وضح أنه كسل في الأمعاء، هل يمكن تفادي هذا الكسل مع العلم بوجود إمساك شديد والفضلات تخرج بشكل غليظ ؟
يقول الدكتور: أن القولون له توقيت معين هذا التوقيت كلما طال كلما أصبح هناك إمساك أكثر وهذا الشئ يحدث كثيراً للبنات من 20 إلى 30 سنة حيث يقولون أنه كل خمس أيام يذهبون لقضاء الحاجة مرة لذلك وقت التنظير لم يكن القولون نظيف بشكل كافي وهذا شائع جداً، فأهم شئ هو التأكد من عدم وجود مشاكل طبية أخرى لكسل الأمعاء مثل السكري ووظائف الغدة الدرقية أو أمر له علاقة بالكورتيزون، وأيضاً هناك حلان أولهما أسلوب الحياة وطبيعة الأكل من غذاء سليم أو ممارسة الرياضة وثانياً أخذ الأدوية والعلاجات، والمهم أيضاً هو التفرقة بين إن كانت هذه الأعراض هي كسل في الأمعاء أو صعوبة في الخروج للفضلات ولكل منهما حلول بالأدوية.
يقول سائل: بأنه لديه أعراض نزيف وإمساك وإنتفاخ وقام بعمل تنظير وقالوا بأن لديه تقرحات في الأمعاء وجدار المعدة، فما الحل ؟
يقول الدكتور: هناك نقطة أخرى مهمة جداً وهي متي نعرف أن هناك شئ ما خاطئ في القولون ألا وهو تغير طريقة الخروج فالطبيعي مثلاً الذهاب للمرحاض مرة أو مرتين في الأسبوع وأصبح مثلاً الذهاب بدل المرة أربع مرات أو حدث نزيف دم أو خسران في الشهية أو الوزن وعلى الأغلب 75% لا يكون شئ خطر ولكن يجب الإنتباه لها، أما بالنسة لتقرحات المعدة فليس لها علاقة بتقرحات القولون فتقرحات القولون شئ مختلف فهناك أكثر من نوع لتقرحات القولون كإلتهابات القولون التقرحية أو داء الكرونز فيجب أن نميز سبب التقرحات لأن كل نوع له علاج معين.
وواصل الدكتورالحديث، بأن أعراض القولون كثيراَ ما تظهر في الصباح فتجد المريض عند إستيقاظه عند الفطور يجب الذهب للمرحاض ويكون لديه آلام خصوصاً الأشخاص الذين لديهم ضغوطات عمل فتجد لديه ألم في القولون وعند الذهاب للمرحاض يرتاح كثيراً، وهذه معظمها أعراض قولون عصبية ولا تستدعي القلق وتعالج بشرب النعناع السخن بالإضافة إلى الإنتباه لطبيعة الأكل في العشاء والفطار.
هل هناك أنواع من الطعام تسبب ألم القولون ؟
أكد الدكتور، على أن هناك دراسات علمية على أنواع الأطعمة التي تعمل على زيادة آلام القولون العصبي وأيضاً على أنواع الأطعمة التي من المفترض تجنبها مثل البصل والثوم والزهرة والفلافل والباذنجان.
ولكل شخص أو مريض أطعمة معينة، فيقوم الدكتور بعمل بحث لكل حالة لأسبوع كامل عن نوع الطعام الذي يأكله المريض ومعرفة الذي أراح المريض والذي أتعب المريض وفي الأخير يتوصلوا إلى أن الأطعمة التي أتعبت المريض بإجتنابها وهذا أسهل حل بالإضافة إلى تغيير أسلوب ونمط الطعام والتنسيق مع أخصائي الأغذية، بالإضافة إلى شرب الماء وممارسة الرياضة.
والتدخين من الأشياء الضرة لصحة الجهاز الهضمي أيضاً ويسبب مشاكل بالقلب بالإضافة إلى سرطانات الجهاز الهضمي بشكل عام والبنكرياس وسرطانات القولون فتجنب التدخين يقلل من حدوث هذه السرطانات والنيكوتين له مضاعفات على إنقباضات القولون ويعمل على زيادة الضغوطات وزيادة آلام البطن.
تقول سائلة: أنها لا تستطيع أكل أي شئ إلا مع شربها الماء وعند أكلها أي طعام تشعر بالضيق، فما الحل ؟
يقول الدكتور: بأن هذا الموضوع له أسباب كثيرة منها التقرحات في المعدة ومشاكل في الكبد وفي العصارات الصفراوية والبنكرياس والأمعاء الدقيقة بالإضافة إلى مشاكل في القولون، فمن الصعب تحديد نوع المشكلة التي لديها بدون زيارة الطبيب ومعرفة المسببات للأعراض التي تحدث لها، وبالطبع الإمساك بشكل عام يضايق الشحص إذا لم يذهب للمرحاض مرة كل 6 أيام فهذا يؤدي إلى آلام في البطن، والحل في هذه المشكلة ليست بالضرورة في القولون.
فالقولون من أكثر الأشياء التي تم إستعمالها للتعبير عن أي ألم في البطن ومن الممكن أن تكون المشكلة بالمرارة فيجب الإنتباه بزيارة المريض أما عن شرب المياه مع الأكل هي مسألة تعود يجب التخلص منها.
وأنهي الدكتور حديثه، بأن سرطان القولون له العديد من الأسباب فمن الممكن أن يكون سبب جيني ليس لنا تدخل فيه أوسبب له علاقة بالبيئة مثل التدخين وطبيعة الأكل وزيادة الوزن والمواد المسرطنة التي نأكلها، وبالطبع نحن ننبه أنه بعد سن الخمسين يجب على الشخص إذا شعر بعرض من الأعراض السابق ذكرها خصوصاً نزيف دم أو خسران الوزن فيجب زيارة الطبيب