١. ما هو ارتفاع معدل الدم بالجسم “فرط حمرة الدم”؟
تقول الدكتورة “سناء السخن” استشارية أمراض الدم والأورام: أن الدم أولاً هو عبارة عن سائل يحمل خلايا وبروتينات، وتعتبر أكبر الخلايا حجماً هي كريات الدم الحمراء وبالتالي فإن ارتفاع معدل الدم “فرط حمرة الدم” هو عبارة عن زيادة في كتلة كريات الدم الحمراء والتي تؤدي إلى زيادة في قوة الدم “معدل الدم”، والتي تقدر بحوالي ١٦.٥جرام / ديسيلتر (٤٩٪) عند الرجال، أو ١٦ جرام / ديسيلتر (٤٨٪) عند النساء.
٢. ما هو الفرق بين ارتفاع معدل الدم وزيادة قوة الدم؟
وتُردف، على أنه ليس هناك فرقاً كبيراً في المفهوم الشائع بينهما، ولكن هناك اختلافاً من ناحية السبب؛ حيث أنه زيادة قوة الدم تكون ناشئة عن زيادة فعلية في كريات الدم الحمراء، أما زيادة معدل الدم قد تكون ناشئة عن زيادة كريات الدم الحمراء أو نقص في كمية السوائل بالدم وبالتالي تؤدي إلى زيادة تركيز الدم، وبالتالي النتيجة النهائية واحدة ولكن المسبب مختلف.
٣. ما هو السبب الرئيسي وراء ارتفاع معدل الدم؟
توضح الدكتورة “السخن” على أهمية تحديد السبب أولاً، فإذا كان ارتفاع معدل الدم ناشئاً عن نقص السوائل، فذلك غالباً ما يكون مؤقتاً كما يكون ناشئاً عن حالة مرضية مؤقتة وهي حالة جفاف الجسم، والتي قد تحدث بسبب ارتفاع درجة الحرارة، أو حدوث تقيؤ أو اسهال مستمر، أو الإفراط في استخدام مدرات البول.
وبالرغم من تشابه الأعراض بين تلك الحالة وبين حالة ارتفاع معدل الدم الحقيقي الناشئ عن زيادة كريات الدم الحمراء إلا أنه يكون مصاحباً بنفس الأعراض، ولكنه يمكن أن يتم علاجه بحل بسيط جداً وهو تناول كميات كافية من السوائل.
أما السبب الرئيسي لارتفاع معدل الدم بسبب زيادة كريات الدم الحمراء قد يكون سبباً أولياً أو ثانوياً: فالسبب الثانوي والأكثر شيوعاً هو التدخين؛ حيث يؤدي التدخين إلى حدوث ارتفاع ملحوظ في معدل الدم وبالتالي يؤدي إلى حدوث مضاعفات صحية خطيرة، وكذلك المشاكل الرئوية التي تؤدي إلى نقص الأكسجين، والسمنة المفرطة، أو وجود أي خللاً أثناء فترة النوم قد يؤدي إلى توقف عملية التنفس بدون أن يشعر المريض وكذلك يكون مؤدياً إلى زيادة كريات الدم الحمراء والذي يعرف باسم “Sleep apnea”، ذلك بالإضافة إلى المنشطات التي يتناولها بعض الرياضيين مثل المنشطات الأندروجينية والمنشطات الستيرويد، والتي قد تحدث مضاعفات بالدم مثل ارتفاع معدل الدم. وأخيراً فإن مشكلات الكلى وأورام الكلى والكبد بعضها يفرز مواداً محفزة للنخاع لبناء كريات الدم الحمراء بشكل أكثر.
وعن الأسباب الأقل شيوعاً، فتقول الدكتورة “سناء” أن الطفرات الچينية الموروثة أو المكتسبة تؤدي إلى إفراط في إنتاج كريات الدم الحمراء من قبل النخاع العظمي بدون سبب واضح سوى وجود طفرة چينية وبالتالي فطريقة العلاج تكون مختلفة نوعاً ما.
٤. ما هي أهم الأعراض الخاصة بارتفاع معدل الدم؟
تقول الدكتورة “السخن” أن الأعراض تكون بسيطة جداً تتلخص في زيادة كثافة الدم، وبالتالي يؤدي إلى نقص التروية لأماكن مختلفة بالجسم كالدماغ مما يؤدي إلى حدوث صداع أو اغماء في الحالات الشديدة جداً، والتي تكون قوة الدم فيها قد وصلت إلى حوالي ٢٠ جرام / ديسيلتر، كذلك يكون هناك تشوش بالرؤية، وأعراض مشابهه لأعراض الذبحة الصدرية، وتخثر الدم في الدماغ أو القلب أو في أي أجزاء أخرى بالجسم، كذلك قد تظهر بعض التقرحات بالجسم. وأخيراً فإن هناك أعراض حكة قد تظهر على المريض خاصة أثناء التعرض للمياه.
وقد يعاني الأطفال من هذه الأعراض في حالة وجود عيوب خلقية في القلب، مما يؤدي إلى نقص وصول الدم إلى الرئة، وبالتالي ينقص الأكسجين فيزيد نشاط النخاع العظمي في إنتاج كميات كبيرة من كريات الدم الحمراء.
٥. كيف يمكن اكتشاف وجود ارتفاع بمعدل الدم في الجسم؟
وتوضح “د. سناء” أن اكتشاف هذا المرض يحدث بطريقة بسيطة جداً من خلال فحص مخبري يمكن لأي شخص أن يقوم به بأقل الإمكانيات المتاحة.
والمعدل المضبوط لقوة الدم عند الرجال قد يصل إلى ١٧ ويكون مقبولاً، وعند النساء يكون مقبولاً عند حوالي ١٦ ، لكن يعتبر هذا الأمر نسبياً يختلف من عائلة لأخرى أو من فرد لآخر.
٦. ما هو علاج زيادة معدل الدم؟
تقول “سناء” أن زيادة معدل الدم يشكل خطراً على صحة الإنسان، والعلاج يختلف تبعاً للمسبب فإن كان ثانوياً فعلاج السبب هنا هو الأهم، وبالتالي لابد من الإقلاع عن التدخين مثلاً في هذه الحالة والذي يعتبر السبب الأكثر شيوعاً للإصابة.
كما يعتبر التبرع بالدم “Blood donation” علاجاً مؤقتاً إذا كان هناك مسبباً، وتختلف الكمية التي يتبرع بها الشخص تبعاً لمعدل الدم، فقد يحتاج الشخص إلى تبرع بالدم كل أسبوع مثلاً، أو كل ثلاثة أشهر كما هو متعارف عليه عالمياً حتى نصل إلى المعدل الطبيعي للدم أو حتى نقوم بمعالجة السبب الرئيسي لارتفاع معدل الدم.
وإذا كان المسبب ثانوياً كالتدخين مثلاً، فإن الدم يبقى طبيعياً تماماً، ولكن المتعارف عليه في بنك الدم أن معدل الدم الزائد عن ١٨ جرام / ديسيلتر غالباً ما يتم التخلص منه تماماً.