الأسئلة هي: لماذا كان الإسراء والمعراج ليلا وليس نهارا؟ وكيف رأى الرسول ﷺ في النار أشياء ستحدث يوم القيامة وهذا اليوم لم يأت بعد؟ وما معنى قوله ﷻ ﴿مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى﴾؟ وكيف كانت صلاة النبي ببقية الرسل قبل أن تفرض الصلاة؟ وهل هناك حديث عن السيدة عائشة أن من قال: إن الرسول رأى ربه رأي العين فقد كفر؟
وقد تفضَّل بالإجابة عن هذه الأسئلة- بإيجاز- الشيخ محمد سيد طنطاوي -رحمه الله-؛ ونحن قُمنا بنقل هذه الأجوبة عنه؛ فتابعوا القراءة…
كان الإسراء برسول الله ﷺ ليلا، لأنه إسراء وليس سيرا، فقد قال الله ﷻ: ﴿أسرى﴾ ولم يقل سار. ففي اللغة الإسراء هو السير بالليل، أما السير بالنهار فلا يسمي إسراء.
وقد أراد الله ﷻ أن يكون ليلا ليكون سرا وفي خفاء عن أعين الناس لنتعلم أنه تم بروحه وجسده معا، لأن الروح لا تحتاج إلى الإخفاء حيث إنها مختفية بطبيعتها ولا تُرى بالعين ولا تُسمع بالأذن ولا تُشَم بالأنف. وقال ﴿ليلا﴾ بالتنكير ليدل على أن الإسراء قد تم في جزء صغير من الليل.
وأما رؤية أحوال الآخرة في ليلة الإسراء وهي لم تأت بعد، فذلك لأن فاعل الإسراء به هو الله، والله ﷻ من خصائصه أن فعله لا يحكمه الزمن، فهو بالنسبة لنا لم يأت بعد ولكن بالنسبة لله واقع ومعلوم مرئي، كقوله ﷻ ﴿أَتَى أَمْرُ اللَّهِ﴾ أي قامت القيامة -وهي لم تقم بعد- ويمكن أن نقول إن الله ﷻ قد عرض على سيدنا محمد ﷺ ما سيكون بعد من الصور التي هي من صور الآخرة.
وأما قوله ﷻ ﴿مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى﴾ فيعني: ما جاوز الحقيقة ولا تحول عنها، بل تحقق من الشيء الذي رآه بعينه.
أما صلاته؛ فلكل دين ونبي كيفية خاصة لصلاته، وكان نبينا ﷺ قبل يوم الإسراء يؤدي الصلاة على طريقة سيدنا إبراهيم -عليه السلام-.
وأما صيغة الحديث الذي روي عن السيدة عائشة- رضي الله عنها- فهو الآتي: من زعم أن محمدا ﷺ رأى ربه ليلة الإسراء فقد أعظم على الله الفرية. وهو جزء من حديث طويل.
هل هل تعرف.. لماذا حرص المسلمون على تدوين السيرة النبوية وفقهها؟