لا يكفيك أن تعبر بابتسامة ساخرة تجاه بعض المشاهد الكوميدية التي تحدث في مجتمعنا الرياضي. بكل جوانبه، فمعظم ما نشاهده يوميا يدعوك للضحك والقهقهة بصوت عال. فهذا هو التعبير المناسب للكثير من اللقطات والمتغيرات والمستجدات الرياضية. التي تستفزك للضغط على حرف «الهاء» بقوة في «كيبورد» حياتك. دلالة على السخرية اللامتناهية. والتأزم النفسي الذي نعيشه.
ولهذا فإنني أجزم بأن مجتمعنا الرياضي. يعيش «أزمة ثقة» على مستوى أفراده. لتكون بذلك هي الصفة السائدة للوسط ككل، ولو أن كل فرد مسؤول تشرب الثقة بالنفس. وعمل بمنأى عن الصغائر. لسار الوسط الرياضي بكل ثقة وثبات. تابعوا معي هذه المشاهد واضغطوا على حرف الهاء بكل ما أوتيتم من قوة:
يتحدث المذيع بكل جرأة. وينطلق في حديثه. فجأة «يتعتع» بسبب تدخلات «الأخوة في الكنترول». ويقطع حبل أفكاره. اتصال من أحدهم. أعطاه الضوء الأخضر للحديث. ولسان حاله يقول «تفضل جيب العيد طال عمرك.!» وبالفعل. لا جديد. تصريح مثل كل تصريحاته. الفرق فقط. أنه هذه المرة تحدث باللغة الإنجليزية.!
وفي مشهد آخر بعيدا عن أضواء الإعلام. يجتمع الرئيس والمتحدث وبعض المستشارين. في مواقف «السيارات». أثناء خروجهم من النادي. فهذا النوع من الأحاديث السرية عادة ما يفضلون فتحها في هذا المكان للمزيد من أخذ الحيطة والحذر. لأن مناقشتها في غرفة الرئيس. فيها نوع من المخاطرة. فربما سمعها «عامل النظافة». و «كب العفش» للمتربصين.!
هذا الاجتماع «المظلم». أسفر عن الإجماع بضرورة عدم الاعتراف باللقب الذي حصل عليه مهاجم الفريق. حتى لا يحسب عليهم هذا الاعتراف «ويروحون ملح» أمام جماهيرهم.! فالأهم هو ألا تشعر الجماهير أن الفريق المنافس أفضل من فريقها.
وبالفعل. تم التفاهم مع المهاجم. على هذه الخطوة. وأقنعوه بعدم أهمية اللقب. وأن مرجعيته غير موثوقة. وافق بامتعاض حيث بدا الانكسار واضحا على شخصيته. لأنه كأن يؤمل النفس بالكثير من المكتسبات. والمزيد من الدعم الإداري والجماهيري بعد ما حصل له أخيرا من جهة عمله. ورغم كل هذا. شعر بالخذلان وذهب إلى منزله. وضغط على حرف «الهاء».!
بقلم: حماد الحربي
وهنا تقرأ عن: أفضل لاعب سعودي حاليًا! هل لدينا قائمة أصلا؟