تنامى الخبر لي عبر صديق كويتي اتصل يحذرني من عاصفة رملية تجتاح مدن الكويت متجهة للخفجي لتمتد جنوبا ناحية الشرقية والبحرين وقطر. في عجالة ذهبت لموقع الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة لأرى إن كان ثمة إنذار مبكر للمواطنين والمقيمين ينبههم لكي يأخذوا الحيطة والحذر، فلم أجد شيئا! ذهبت للقنوات الرسمية الأولى والثانية والإخبارية والثقافية والاقتصادية، وحتى محطة القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف، آملا أن أجد خبرا من هنا أو تنبيها من هناك، غير أني لم أر شيئا على الإطلاق، فالبرامج تمضي بإيقاعها المعتاد، والمذيعون تشق وجوههم ابتسامتهم الجذابة التي نعرفها جيدا! للحظة قلت في نفسي إن الأمر لا يعدو أن يكون مزحة من صديقي الكويتي! أو حركة استباقية لكذبة إبريل التي لم يبق عليها سوى أسبوع واحد!
لم يعتقد أحد أن هدوء الجمعة الماضي سيتحول في ساعاته الأخيرة لكابوس يقطع الرياض والمنطقة الشرقية بوحشية كبيرة، وبلا هوادة أو إنذار مسبق، حين نزلت العاصفة الرملية كالبرق الخاطف قابضة على الناس في أماكنهم دون حراك! ودون سابق إنذار من جهة رسمية مسؤولة تحذرهم من السفر أو الخروج ليلتها من بيوتهم، أو التنقل بين المدن، لاسيما أن كثيرا من العمال يتنقلون في هذا الوقت من كل أسبوع بين العاصمة وبقية المدن الشرقية بأعداد مليونية، ولنا أن نتخيل ما حصل لهم وهم في وسط الطريق البري!
هل علينا أن نشكك مستقبلا في تقارير هيئة الأرصاد؟ أو أن نذهب لتقارير دول مجاورة لنكون أكثر طمأنينة؟ هل يجب أن نختبر إمكاناتهم الميدانية وقدرتهم على رصد الحالة المناخية وتوقعها قبل حدوثها؟ وهل من اللائق أن نتلمس الأخبار بمعزل عنها في زمن أصبحت المعلومة فيه أسرع من ضغطة زر إلكتروني؟ كان علينا أن نعيد أسئلتنا تجاه مسؤولي هيئة الأرصاد التي تنفق عليها الحكومة الملايين من أجل الحفاظ على أرواح الناس وممتلكاتهم، إذ لا يكفي أن نعلق الأمر على القضاء والقدر فحسب، كما حصل في جدة. متناسين الأرواح التي كادت تزهق ليلتها لولا لطف الله بهم!
بقلم: زكي الصدير