تعتبر هواية «صيد الأرانب» ظاهرة متجددة بدأت منذ عصور قديمة وتوجد لها طرق متعددة يتفنن بها هؤلاء الهواة لصيد هذا الكائن «الصغير» حجما والسريع حركة، وسرعته وصغر حجمه جعلت البعض يسقطهم بشكل ساخر على بعض المواقف، ولعل أكثرها شيوعا في وسطنا الاجتماعي هي عندما يقوم أحدهم بإطلاق «كذبة» غير قابلة للتصديق فيسخر منه الطرف الآخر متسائلا: شفت الأرنب؟!
في وسطنا الرياضي وخصوصا الإعلامي أصبح الظهور المتكرر لبعض مديري المراكز الإعلامية للأندية الذين استغلوا مواقعهم «للنطنطة» في القنوات الفضائية مقززا جدا، فلا مانع من الظهور ولكن كمية «الأرانب» التي نراها تتوزع بين فترة وأخرى تستوجب وقفة صادقة معها حتى نقلها ثم نمحوها، فهناك بعض الأسماء عندما تتداخل تجزم يقينا داخل نفسك وتردد «أرنب نط» لأنك تعلم أنك ستسمع إما تكذيبا وإما افتراء يمكن كشفهما خلال أقل من يوم بعد مداخلتهم.
خرج أحدهم خلال يومين في نفس القناة ونفس البرنامج بخصوص خبر يتعلق بأحد لاعبي النادي الذي قاد مسيرة شبابية في حائل، في اليوم الأول نفى الخبر وطالب بالاعتذار، وفي المساء نشر خبر نية النادي في مقاضاة الصحيفة التي نشرت الخبر، في اليوم التالي بعد تأكيد الخبر من مصدر أمني تداخل وراوغ وقلل من تأثير الخبر، «حتى الآن ممكن نمشي»، لكن الذي لا يمكن تجاوزه هو أن يقولوا إن رجل الأمن له ميول لأحد أندية العاصمة ولذلك قام بتحرير المخالفة، وهذا «الأرنب» الصغير، أما «الأرنب» الأكبر فهو قوله إن تلك المحافظة لا يوجد بها أكثر من ثمانين مركبة حتى يقوم اللاعب بعمل مسيرة، هنا أتمنى منه كلما ظهر بشماغ أو غترة أن يضبط «اللطمة».
أحد الأمثلة الحية والقريبة، هي عندما كتب مدير مركز إعلامي آخر أن حفل الاعتزال كان «جميلا» وخارقا وفاق التوقعات، والدليل على ذلك استقالة مدير الاستثمار بسبب فشل المهرجان، ولم يكتف بذلك بل نشر خبرا عن طريق جوال النادي زعم خلاله أن لجنة الإعلام والإحصاء نصبت ناديه الأول جماهيريا.
بقلم: عبدالعزيز المحسن
تقرأ أيضًا هنا: أزمة ثقة في المجتمع الرياضي السعودي