اليوم أيها السادة، لم نعد بحاجة لإعداد شطيرة لحم بطول 2 كلم! ولا لتحضير طبق «شوربة» يكفي 45965865 شخصا! ولا لأخرق يبتلع 30 «سحلية» دفعة واحدة! حتى نسجل أسماءنا في موسوعة الأرقام القياسية «جينيس»! فنحن دون ذلك كله نستطيع اقتحامها بال «راحة»!
ألسنا نمتلك دون فخر أطول طابور في الدنيا؟ طابور «صندوق التنمية العقاري»، الذي لا يمكنك الوصول لبدايته إلا بعد تحقيقك للشروط التالية أن يشتعل الرأس شيبا! وأن تصبح معدما! وأن تغدو مؤهلا نفسيا وصحيا لمغادرة الحياة الدنيا!
ألسنا نحتفظ -وبفارق مريح عن أقرب المنافسين- بالرقم القياسي لأطول مدة بناء «نفق» سيارات لم ير النور بعد؟ ولكم أن تسألوا أهالي خميس مشيط عن «نفق» مدينتهم الذي يصبحون ويمسون منذ أربع سنوات مضت، وهو لا يتجاوز كونه «حفر» أصبحت مزارا يقصده الزوار من بعيد ويعودون منه وفي جعبة كل واحد منهم الكثير من حكايات الفشل وسوء التخطيط! فضلا عن التهامها حتى اللحظة عددا من أبنائهم وسياراتهم!
ألسنا أيها السادة نتربع على رأس القائمة، بامتلاكنا للعدد الأكبر من الأزمات الصيفية المتعاقبة؟ فمن أزمة «كهرباء» عند درجة حرارة تصل ل50 درجة مئوية تعلن معها توبتك النصوح إلى الله ﷻ وتدعوه أن يجيرك من نار جهنم! إلى أزمة «ماء» تتحول فيها إلى أفضل صديق ل«برادة» المسجد! مرورا بأزمة «حجوزات» تشطب من بعدها الطائرات من قائمة وسائل المواصلات الحديثة التي تحفظها! وانتهاء بأزمة «القبول في الجامعات» التي تتفهم معها، كيف ينمو عدد العاطلين عن العمل!
ولأن الكل سيزهد في المنافسة على مثل هذه الأرقام القياسية فلكم أن تطمئنوا أو أن تقلقوا حين نظل لسنوات عديدة في الصدارة، وبفارق مريح عن أقرب المنافسين!
بقلم: ماجد بن رائف