إن المؤمن الفَطِن الحريص على طاعة ربه والتقرّب من مولاه في كُل وقته قدر استطاعته، لا يفوته الذكر في كُل يومه، فهنا نطرح عليكم أذكار الاستيقاظ من النوم وسنُبيّن فضلها الذي جاء في السُّنَّةِ النبوية المُطهَّرة، من قول أو فعل من النبي صلى الله عليه وسلم.
فوائد أذكار الاستيقاظ من النوم
إن المُسلم لابُد أن يداوم على ذِكر الله دومًا؛ وقد ذكرنا آنفا أذكار الصباح والمساء وبيَّنا ما كان وما صحَّ من الأذكار الواردة عن رسول الله ﷺ؛ والآن نتناول أيضًا أذكار الاستيقاظ من النوم التي وردت عنه صلى الله عليه وسلم.
وكذلك ستقرأ الفضل العظيم من تلك الأذكار، وخاصَّة أمر استجابة الدعاء، والذي -بلا ريب- ينشده كُل مسلم من ربّه -جل وعلا- في كل حياته.
أذكار الاستيقاظ من النوم
من السنة النبوية
(الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا، وإليه النشور) ~(صحيح البخاري).
فعن حذيفة بن اليمان قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن ينام قال: (باسمك اللهم أموت وأحيا)، وإذا استيقظ من منامه قال: (الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور).
(لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، رب اغفر لي) ~(صحيح البخاري).
فعن عبادة بن الصامت عن النبي ﷺ قال: (من تعار من الليل، فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، الحمد لله، وسبحان الله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: اللهم اغفر لي، أو دعا؛ استجيب له، فإن توضأ وصلى قبلت صلاته).
(الحمد لله الذي عافاني في جسدي، ورد علي روحي، وأذن لي بذكره) ~(أخرجه الترمذي، والنسائي، وابن السني).
فقد جاء في الحديث عن أبي هريرة، رضي الله عنه، عن رسول الله ﷺ قال: (إذا استيقظ أحدكم، فليقل: الحمد لله الذي رد علي روحي، وعافاني في جسدي، وأذن لي بذكره).
من القرآن الكريم
{إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب | الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار | ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته وما للظالمين من أنصار | ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار | ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد| فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأوذوا في سبيلي وقاتلوا وقتلوا لأكفرن عنهم سيئاتهم ولأدخلنهم جنات تجري من تحتها الأنهار ثوابا من عند الله والله عنده حسن الثواب | لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد | متاع قليل ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد | لكن الذين اتقوا ربهم لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها نزلا من عند الله وما عند الله خير للأبرار | وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما أنزل إليكم ومآ أنزل إليهم خاشعين لله لا يشترون بآيات الله ثمنا قليلا أولئك لهم أجرهم عند ربهم إن الله سريع الحساب | يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون} ~(الآيات من سورة آل عمران).
ففي حديثٍ أن عبد الله بن عباس أخبر أنه بات ليلة عند ميمونة زوج النبي ﷺ وهي خالته فاضطجعت في عرض الوسادة واضطجع رسول الله ﷺ وأهله في طولها، فنام رسول الله ﷺ، حتى إذا انتصف الليل، أو قبله بقليل أو بعده بقليل، استيقظ رسول الله ﷺ، فجلس يمسح النوم عن وجهه بيده، ثم قرأ العشر الآيات الخواتم من سورة آل عمران، ثم قام إلى شن معلقة، فتوضأ منها فأحسن وضوءه، ثم قام يصلي. قال ابن عباس: فقمت فصنعت مثل ما صنع، ثم ذهبت فقمت إلى جنبه، فوضع يده اليمنى على رأسي، وأخذ بأذني اليمنى يفتلها، فصلى ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم أوتر، ثم اضطجع حتى أتاه المؤذن، فقام فصلى ركعتين خفيفتين، ثم خرج فصلى الصبح.