تفاصيل الاستشارة: أريد أن أحج عن والدتي، فهل يجوز لي أن أسافر لأداء فريضة الحج عن أمي قبل أداء العمرة عن نفسي؟ أو لابد من السفر للعمرة أولاً قبل الحج عن والدتي؟ جزاكم الله خير الجزاء
الإجـابة
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد.. فيقول الدكتور صبري عبد الرؤوف أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر: يقول الله تعالى : ﴿وللهِ على الناسِ حِجُّ البيتِ من استطاع إليه سبيلاً﴾ وهذه الآية الكريمة تؤكد لنا أن الحج لا يجب إلا على المستطيع، فإذا مات إنسان أوصى بأداء فريضة الحج عنه بعد وفاته فإن الواجب على ورثته أن يؤدوا الحج نيابةً عنه، وإذا لم يُوصِ أحدًا قبل وفاته بأداء الحج نيابةً عنه فالورثة بالخيار في أداء الحج نيابةً عنه، وذلك بشرط أن الذي يؤدي فريضة الحج عن الميت يكون قد أدى فريضة الحج عن نفسه أولاً، وهذا هو ما اشترطه الفقهاء فيمن يُقِرُّون الحج نيابةً عن غيره.
لكن الفقهاء لم يشترطوا وجوب أداء العمرة فيمن يريد أداء الحج عن الغير؛ لأن الواجب هو الحج، أما العمرة فهي تطوع، ولهذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «الحج جهاد والعمرة تطوع».
وجزاك الله خيرًا أيتها البنت البارة بأمها لحرصك على برك لأمك وتقديم الخير لها بعد وفاتها، ولا يجب عليك السفر لأداء العمرة أولاً ما دمت ستذهبين بمشيئة الله تعالى لأداء فريضة الحج، وقد سبق لك إن أديتِ فريضة الحج عن نفسك، والرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ حينما سمع رجل يقول: لبيك عن شُبرُمة. قال له الرسول صلى الله عليه وسلم: «ومن شُبرُمة؟» قال: أخي أو قريب لي. قال: «أحَجَجتَ عن نفسك؟» قال: لا. قال: «حُجَّ عن نفسك أولاً ثم عن حُجَّ عن شبرمة».
ولهذا نقول لك أيتها الأخت الفاضلة: إن حجكِ عن والدتكِ صحيح، وأنت غير ملزَمة بالسفر لأداء العمرة أولاً، اذهبي على بركة الله لأداء فريضة الحج والله يتقبل منك هذا العمل ويجعل ذلك في ميزان حسناتك إن شاء الله.
والله أعلم.
⇐ كما أوصيك –أخي الفاضل– بالاطلاع على هذه الفتاوى أيضًا: