سُليمان فتى صغير يدرس في الصف الثاني ويمر في الفترة العمرية التي يؤكد كل علماء السلوك واللغويات أنها الأكثر خصوبة وقابلية لتعلم اللغات، لكنه للأسف يُجاهد كي يتقن هجاء عربيته!
نختلف كثيرا وكثيرا ما يصفني بأنني «أغار منه!» لكننا نتفق على أن نكهة الكولا في «آيسكريم أبو أربعة» هي أفضل النكهات، وأن بناء نظام متين يتطلب رقابة متينة! هو لم يصرح بهذا لكنني أشعر بأنه يشير إلى شيء ما يشبه الـ «هذا».
وبينما هو يسير في طفولته بخطى واثقة – أطال الله عُمره – تزداد أحلامه، كثيرا ما ردد سُليمان بأنه: «عندي حُلم»، مع أنه لم يتلفظ بذلك لكني أشعر بهاتين الكلمتين تتعلقان بنظراته.
هو لا يعرف مارتن لوثر كينج، ولن تتسنى له معرفة تاريخ الحركات العمالية في أوروبا، ولن يمر طوال تاريخ دراسته باسم أول من وطئت أقدامه القمر، ولربما لن يعرف أن القمر قد تمت زيارته في الأساس.
لكنه مع ذلك يتشبث بأنامله الطفولية ويردد: «عندي حُلم!»، صحيح أن أحلامه مضحكة وساذجة لكن يظل في عيني وعين أمنا غزالا على أية حال.
يحلم الفتى المذكور أعلاه في ألا يُشاهد اللصوص الذين يسرقونه على التلفاز، لا يطلب منهم التوقف عن السرقة، لكن فقط ألا يقطعوا نقاء سريرته وهم يتحدثون عن دعم عجلة التنمية على القنوات الفضائية.
يحلم أيضا بألا يتم عرض برامج الفروسية «بالغصب»، فهو يعلم أنه لن يتمكن من شراء تمثال فرس «بلاستيك» عدا أن يشتري فرس «صدقي».
ويتمنى أن تتوقف بعض الكائنات البشرية عن ارتداء النظارات الشمسية في الأماكن التي لا تتواجد فيها شمس! وأن يكون قرار السماح بقيادة المرأة سريا، ودون أن ينتبه أحد، فيضحك!
أحد أهم أحلامه والحديث لُسليمان: أن يتحول في المستقبل إلى «حاشي صغير» أو لاعب كورة.
بقلم: أيمن الجعفري