مقدمة: يوضح “د. عصام مارديني” أخصائي جراحة العظام والعمود الفقري، العلاج التجديدي أو العلاج الحيوي هو جديد نسبياً، حوالي ١٠ أو ١٢ سنة فقط، وبدء بأخذ خلايا من الدم ومعالجة الإصابات الرياضية بشكل عام مثل (الركبة، الظهر، .. الخ) بها، ويتطور العلاج سريعاً بوجود التكنولوجيا.
كيف يتم علاج آلام الظهر وخشونة الركبة بالخلايا الجذعية ؟
يشرح “د. مارديني” الخلايا الجذعية هي خلايا بدائية (هي أصل الخلية)، تستخلص إما من نخاع العظم أو شحوم في البطن أو الفخذ، تأخذ كمية من هذه الشحوم، وتنقى ثم تأخذ منها الخلايا النقية (الخلايا الدهنية النقية)، هذه الخلايا إما تستخدم كما هي بوجود الخلايا الجذعية بها، أو يستخلص منها الخلايا الجذعية، وترسل هذه الخلايا الجذعية إلى المعمل وتكثر عددها، ويأخذ الجيد منها، وخلال إسبوعين من الإحتضان بطريقة معينة يستخلص كم هائل من الخلايا الجذعية، وتعقد مكان الإصابة، في الركبة مثلاً.
المعروف أن الركبة بها سائل بسيط (سائل فسيولوجي)، هذا السائل المسئول عن غذاء الغضاريف، وغالباً في أمراض خشونة الركبة يجف هذا السائل، فيستعاد عنه ببعض الخلايا الدهنية، فتحقن الخلايا الجذعية. يمكن أن يحدث ألم أثناء سحب الدم أو النخاع من المريض، لكن المريض يكون مخدراً.
هل يمكن الإستعاضة بالدم الذي يؤخذ من الحبل السري (البنوك الجدد) مستقبلاً في علاج هذه الآلام ؟
وتابع “د. مارديني” هناك أبحاث تجري على هذا الموضوع لكن الأفضل أخذ العينة من نفس المريض. كانت الفكرة في البداية الأخذ من الأجنة وقد نجحت هذه الفكرة إلى حد ما في علاج أمراض مستعصية مثل السكري، بعض السرطانات.
هل تناسب هذه التقنية جميع مراحل المرض، حتى في حالات المراحل المتقدمة من المرض في خشونة الركبة وخشونة المفاصل ؟
واستأنف “د. مارديني” نعم تناسب هذه التقنية جميع المراحل ولكن نتيجة الإستجابة متفاوتة. كلما كان المريض في البداية كلما كان الشفاء تام وأفضل وأسرع. في الحالات المتأخرة قد لا يكون الشفاء تام، ولكن الأطباء يؤخرون العمل الجراحي حتى إلى ٥ سنوات في بعض الأحيان، على حسب تطور الحالة. هناك بعض المرضى لا تسمح حالاتهم بالجراحة، بسبب لديهم مشاكل في الكلى أو في القلب مثلاُ، فالجراحة تكون في المراحل المتقدمة.
كم تستغرق مدة الجراحة ؟
يشرح “د. مارديني” العملية بسيطة وسهلة ولكن يفضل إجراءها في غرفة العمليات، لوجود التعقيم التام، حيث تسحب الخلايا من البطن (جلد البطن)، وهي إبرة بسيطة. لا توجد جراحة في هذه العملية فكلها إبر تأخذ من مكان ما في المريض وتحقن في الركبة أو المفاصل. تستغرق الجراحة ساعة من الوقت ويكون المريض مخدراً تخديراً موضعياً مكان الجراحة فقط، وتتم في نفس اليوم، إلا إذا كان المريض يحتاج إلى كم هائل من الخلايا الجذعية، فتأخذ من المريض وترسل إلى المعمل ثم تعاد بعد إسبوعين، ويتم بعد ذلك حقن المريض بها في العيادة.
هل العلاج بالخلايا الجذعية هو المستقبل أم ما يستخدم الآن ؟
يقول “د. مارديني” في لقائه بقناة العربية: هذه التقنية تم استخدامها منذ سنتين، ولكنها تطور بإستمرار. حتى الآن هي طريقة جيدة جداً وهي العلاج لخشونة الركبة و آلام المفاصل. يمكن استخدام بديل في الحالات البسيطة والمتوسطة، أما الحالات المتأخرة فمازالت هي العلاج الأمثل.
كم تكون نسبة نجاح هذه التقنية في العلاج ؟
وتابع “د. مارديني” هذه التقنية تتفاوت نسبة نجاحها من مريض لآخر، وسبب الخشونة أيضاً فأسباب الخشونة كثيرة، فأسهل الحالات التي تم علاجها هي الإصابات والإصابات الرياضية. لكن مرضى الروماتيزم مثلاً أو الأمراض الأخرى الروماتيزمية مثل النقرس، هؤلاء يأخذون وقتاً طويلاً في العلاج، واستجابتهم تكون في حدود ٦٠٪ إلى ٧٠٪.
يمكن تكرار العملية كل ٦ أشهر أو كل سنة أو سنتين، يمكن أخذ الخلايا الجذعية من المريض وتحفظ في المعمل لمدة سنة أو سنتين، وتعاد إلية الجراحة مرة أخرى بدون أخذ خلايا جديدة.