يعتبر الإقلاع عن التدخين من أفضل القرارات التي يتخذها الشخص المدخن في حق نفسه وبحق من حوله لما للتدخين من مضار جسدية عديدة بالإضافة إلى ما يسببه التدخين من تلوث بيئي.
ما هي أحدث طرق الإقلاع عن التدخين؟
قالت “د. إيمان علي موسى” رئيس قسم البرامج في إدارة التثقيف الصحي. تختلف طرق الإقلاع عن التدخين من شخص لآخر وتبدأ باتخاذ المدخن ذاته قراراً بتغيير سلوكه ووضع نهج جديد في حياته خالي من التدخين ثم بعد ذلك يدخل المدخن في الخطوة الثانية وهي استشارة مختص في أمور الإقلاع عن التدخين الذي يبدأ بوضع خطة علاجية مناسبة من خلال الأدوية والمهيات الأخرى التي يمكن من خلالها التخفيف من جرعات النيوكتين وبالتالي يكون لديه قدرة أكبر في التحكم في الإقلاع عن التدخين.
على الجانب الآخر، هناك طرق أخرى حديثة للإقلاع عن التدخين ترتكز على قرار الشخص نفسه ويكون ذلك هو الحل الأمثل لحل هذه المشكلة الجذرية التي تؤثر سلبياً على الصحة الجسدية والنفسية للشخص.
لماذا يصر العديد من المدخنين على هذه العادة المضرة؟
من أهم عوامل زيادة أعداد المدخنين بشكل يومي هي طرق سيطرة شركات التبغ على حياة المدخن وشخصيته حتى يمكنها عدم الإفلاس وذلك على الرغم من وجود ضرائب باهظة على موردي التبغ لكن مازال هناك إقبال كبير على التدخين لأن مثل هذه الشركات تبحث دائماً عن وسائل جديدة يستدرجون بها المدخنين خاصة صغار السن، ومن أهم الطرق الحديثة المستخدمة من قبل هذه الشركات هي وجود التدخين الالكتروني ووسائل أخرى للتدخين مثل الشيشة المنكهة إلخ إلخ.
وتابعت الأستاذة “إيمان علي موسى” يعتبر التدخين الالكتروني والتقليدي لهما نفس المضار الصحية على الإنسان لأنهما يحتويان على العديد من المواد الكيميائية التي يتكون منها التبغ.
كيف يمكن عدم الرجوع مرة أخرى للتدخين؟
بعد أخذ القرار بعدم التدخين يجب على الشخص تغيير نمط حياته بشكل كامل كما يجب تعويض سلوكياته الخاطئة التي منها التدخين بسلوكيات أخرى صحية حتى لا يشعر الجسم بالفراغ.
على سبيل المثال، يمكن للمدخن بعد الإقلاع عن التدخين استبدال التدخين في وقت محدد بممارسة نشاط رياضي ما في نفس الفترة أو تناول أكلة معينة في هذا الوقت أو مسك القلم أو ما شابه حتى تُشغل اليد ويشعر الدماغ أن اليد بها شيء ما بديلاً عن السيجارة.
على الجانب الآخر، يجب أن يبتعد الشخص المدخن بعد الإقلاع عن التدخين عن البيئة المدخنة والأشخاص المدخنين من حوله وتغيير هذه الأجواء والجلوس مع الأشخاص الغير مدخنين مع اكتساب عادات وسلوكيات صحية جديدة والتي تحتاج من 3 إلى 6 أشهر حتى يكون الجسم قد تعود على نظام صحي جديد وحينها سيشعر الشخص بتغيير نظامه الصحي في قدرته على التنفس والنشاط وقدراته الذهنية والبعد عن العصبية التي يشعر بها خلال فترة التدخين.
هل الإقلاع عن التدخين تدريجياً أكثر فعالية من الإقلاع مرة واحدة؟
تعتمد فعالية الإقلاع عن التدخين على الشخص نفسه وقدراته الشخصية في اتخاذ هذا القرار، لذلك فإن قطع التدخين تدريجياً قد يكون مناسباً لبعض الأشخاص بينما قد يتناسب القطع الكلي مع البعض الآخر.
على سبيل المثال، هناك بعض الأشخاص الذين قد يتعرض أبناؤهم لآثار التدخين السلبية كوجود مشكلة على الرئة أو ما شابه مما يدفع هؤلاء الأشخاص باتخاذ قرار الإقلاع عن التدخين مرة واحدة دون التفكير في الرجوع إليه مرة أخرى ويكون الأبناء حينئذ هم المحفزين للأب المدخن على الإقلاع عن مثل هذه العادات السيئة.
أضرار التدخين السلبي على صحة الفرد
عندما يدخن الشحص فإنه يكون منفر لمن حوله ولا يكون مقبولاً اجتماعياً بين أقربائه لأنه يتسم عادةً بالرائحة الغير مستحبة، لذلك يجب على الشخص المدخن الابتعاد عن من حوله من الناس عند القيام بهذه العادة السيئة حيث أن مستنشق التدخين يعتبر شخص مدخن ويتأثر سلباً بهذه العادة السيئة.
وأردفت “إيمان موسى” بالإضافة إلى ذلك، يجدر الإشارة إلى أن أكثر من 70 مادة كيميائة قد أثبتت فعاليتها السلبية على صحة الإنسان الغير مدخن من أصل 7300 مادة من مواد التدخين والمرتبطة ببعض الأمراض السرطانية كما يمكن أن يصاب الشخص الغير مدخن بالربو نتيجة استنشاقه لدخان السجائر المحفز للالتهابات الرئوية، لذلك يُنصح بانفصال الشخص المدخن عن غيره من الأشخاص غير المدخنين.
وأخيراً، هناك العديد من المنتجات التي تساعد على الإقلاع عن التدخين مثل باصقة النيكوتين التي تجدي نفعاً بشكل نسبي في هذا الغرض ولكن لا يجب الاعتماد فقط على هذه الأدوات وإنما يجب اتباع سلوكيات أخرى مهمة مثل ممارسة الرياضة وغيرها من السلوكيات التي تجدد الروح والنفس دون أن يُقبِل الشخص على التدخين مرة أخرى مع أهمية اتخاذ المدخن القرار الثابت بعدم الرجوع مرة أخرى للتدخين.