مفهوم القرنية المخروطية
قال “د. بهاء الدين جبر” أخصائي جراحة العيون وتصحيح البصر. هناك أكثر من رأي قيل في مفهوم القرنية المخروطية ولكن بشكل مبسطة يعتبر القرنية المخروطية هو مرض يصيب قرنية العين ويغير من شكلها حيث يجب أن يكون شكلها ثابت مع مرور الوقت لأنها تحتوي على مادة الكولاجين وهو نوع من البروتين الذي يقوي ألياف القرنية وفي حالة تعرض الشخص للقرنية المخروطية فإن ذلك يكون نتيجة وجود مشاكل في هذه المادة، لذلك مع مرور الوقت يتم تغيير شكل القرنية وهي الجزء الشفاف الموجود في مقدمة العين مما يؤدي إلى ظهور درجات في العين إما قصر أو انحراف أو طول أو خليط منهم مما يتسبب في تزايد الدرجات عند الشباب الصغار بشكل غير طبيعي ويعمل بعدها على تغيير النظارات بصورة مستمر أو أن مثل هؤلاء المرضى يكون لديهم أحد عوامل الخطورة التي تتسب في ضعف الأداء الدراسي تدريجياً بجانب حدوث بعض مشاكل النظر.
هل يمكن لمريض القرنية المخروطية عمل تصحيح بصر؟
من الصعب على المريض الذي يعاني من القرنية المخروطية عمل احدى عمليات تصحيح البصر وهي الليزك لأن الليزك يعتمد على تغيير شكل القرنية وتغيير سماكتها، لذلك فإن مشكلة مريض القرنية المخروطية في الأساس هي ضعف القرنية وحين نقوم بعمل تصحيح للبصر بالليزك فإن ذلك يزيد من ضعف القرنية.
على الجانب الآخر، يمكن لمريض القرنية المخروطية عمل عمليات تصحيح البصر بطرق وتقنيات أخرى جديدة والتي تحل مشكلة البصر دون اللجوء للعملية التقليدية وهي الليزك وإنما يمكننا كما كان قديماً عمل تثبيت للقرنية بعد نزع الطبقة الخارجية لقرنية العين ووضع مادة من فيتامين B2 ثم بعدها نقوم بتسليط الضوء الأزرق على هذه المادة، ولكن من خلال التقنيات الجديدة يمكننا إجراء هذا الكلام بواسطة قطرة العين بوضعها لمدة 5 دقائق والتي يكون لديها القدرة على الدخول لألياف القرنية دون الحاجة إلى نزع الطبقة الخارجية لقرنية العين وتتم هذه العملية فقط في سبع أو ثماني دقائق وتكون أفضل طريقة بعد عملية تثبيت القرنية لتصحيح البصر هي زرع العدسات اللاصقة داخل العين بواسطة تقنيات حديثة بإجراء قد يستغرق منا خمسة أو ستة دقائق فقط بدون جراحة أو بنج أو إبر أو غيرها.
وتابع الدكتور “بهاء الدين جبر” يعتبر مرض القرنية المخروطية منتشر في البلاد العربية بدرجة تتجاوز العشرة أضعاف انتشاره في العالم وذلك لعدة أسباب منها زيادة نسبة زواج الأقارب بيننا والتي تسهل من انتشار المرض بالإضافة إلى انتشار الرمد الربيعي بدرجة كبيرة بين الأطفال.
يصيب مرض القرنية المخروطية اليافعين أو المراهقين بنسبة أكبر من غيرهم حيث يتراوح أعمار المصابين به من 15 سنة فما فوق كما تقل نسبة الإصابة به للأعمار الأقل من هذا العمر والأعمار الأكبر من 40 سنة كما أن سبب هذا المرض الأساسي هو عدم ارتباط ألياف الكولاجين في العين مع بعضها البعض.
وأخيراً، يعتبر العامل الجيني من الأسباب المؤدية لمرض القرنية المخروطية بجانب أن فرك العين عند الأطفال يُعد من الأسباب الأساسية لهذا المرض، لذلك يجب التركيز على طرق الوقاية من هذا المرض خاصة عند الأطفال.