وددتُ لو أن لي بيتًا صغيرًا في منازل بني النجار في يثرب، وأني رأيت محمدًا ﷺ قادمًا مع الصدِّيق راكبًا ناقته، وأني أنشدت أرحِّب به، وسرت بجوار الركب في صحبة أم سليم –رضي الله عنها– لنُبَايعه.
وددت لو أنني تلفَّحت بمرط، وخرجت أصلي خلفه العشاء والفجر، واقفة بجوار زوجة عمر بن الخطاب – رضي الله عنه.
شغف التمني
وددت لو أنني يوم بدر شمَّرت أسقي الجرحى، وأُعِين نساء النبي ﷺ أو أنني يوم أُحُد أطحتُ بسيفي رأسًا من رءوس الكفر، ونصرت الله ورسوله مع نسيبة –رضي الله عنه–، فنالتني دعوة رسول الله ﷺ لنساء الأنصار بالرحمة.
وددت لو أنني سلَّمت على أبي بكر، وجادلت عمر، وزرت بيت علي وفاطمة، واستمعت لعثمان يتلو القرآن الكريم، وصاحبت أبا ذرٍّ على دربه الذي سار عليه وحده –رضي الله عنهم– أجمعين.
وددت لو أنني جمعت عليّ ثيابي، وذهبت أشكو لرسول الله ﷺ لكع ابن لكع، والمتفيهقين، وودت لو بكيت بين يديه ونفسي تكاد تذهب حسرات على الغافلين القاعدين، وودت لو شهدت فتح مكة، وضربت بمعولي أصنام الجاهلية، وكانت حجتي هي حجة الوداع، وألقيت نظرة على أبي القاسم ﷺ قبل أن يواريه الثرى في المدينة المنورة.
اللهم إني أشهدك أني أحب محمدًا ﷺ فهل تغفر لي ذنوبي بذلك؟.
بقلم: د. هبة رؤوف عزت
⇐ واقرأ أيضًا في المقترحات: