مصر من البلاد التي تتمتع بالكثير من المقومات الطبيعية والبشرية التي تجعلها على رأس قائمة البلاد السياحية في العالم، ليس ذلك فحسب بل إن الله حباها بكنوز طبيعية وأثرية تكشف عنها الأقدار كل فترة، وكأنها تريد أن تثبت للدنيا أن نبع العطاء في مصر لا ينقطع، حتى الطبيعة لايزال في جعبتها الكثير من العطايا والهدايا، التي تخبئها والتي تطالب الإنسان المصري بالاجتهاد الدؤوب والعمل الجاد للكشف عنها.
ومن هذه الكنوز وجود عدة مناطق ساحرة ولها جاذبية سياحية كبيرة جدا، وتكفل لزائريها متعة غير تقليدية وإثارة حقيقية، ومع ذلك فهي لا تحظى بالشهرة التي تستحقها، مع العلم أن هذه المناطق يمكنها أن تجلب عدداً هائلاً من السياح سنوياً، لو أخذ العاملون في السياحة الأمر بجدية واهتمام وسلطو عليها الأضواء بطريقة دعائية قوية ومؤثرة، ومن هذه المناطق:
منطقة وادي الوشواشي بنويبع
منطقة وادي الوشواشي هي منطقة لا تبعد عن نوبيع إلا ما يقرب من خمسة عشر كيلو متر، وهي عبارة عن ثلاثة عيون تتكون مياهها من مياه السيول والأمطار مكونة بحيرات رائعة المنظر وأخاديد شديدة الجمال يزيد من جمالها الأشجار والنباتات التي تنمو في قلب الجبال.
يتكون هذا الوادي المبهر من سلسلة جبال الفيروز وهي تقع على مقربة من شمال نويبع، حيث لا يفصل بينهما سوى أقل من خمس كيلو مترات، في حين يتراوح ارتفاعها من مائة إلى مائة وخمسون مترا، وهذا المكان الذي يضم الجبال والبحيرات المائية التي تحتضنها يعتبر وجهة مثالية للقيام برحلات السفاري، حيث يمكن القذف من أعالي تلك القمم للاستمتاع بالسباحة في البحيرات.
البحيرة الخضراء بوادي الوشواشي
توجد هناك بحيرة يطلق عليها البحيرة الخضراء وهي تتمتع بمياهها المرتفعة الحرارة نسبياً، ويرجع هذ الدفء إلى وجود أحجار الجيرانيت، أروع التجارب التي يمكن أن تستهوي عشاق المغامرات والسفاري هو القيام بالتسلق لمدة ساعة أو أكثر ومن بعدها تستطيع أن تمارس السباحة، ويمكنك الانتقال سباحة من العين الأولى للعين الثانية ومن العين الثانية للعين الثالثة.
ولكن من المؤسف في هذا الأمر أن كل ذلك الجمال وعناصر الإبهار الخيالية لا يدرك المسئولون قيمتها، وربما لا يعلمون الكثير عنها، فالبدو فقط هم من عرفوا قيمتها ومدى ما يمكن أن تحققه من جذب كبير لكثير من السياح المهتمين بالطبيعة والباحثين عن المغامرة سواء من داخل مصر أو خارجها، والدليل على ذلك أن شركات السياحة لا تقوم بتنظيم أي رحلات لهذا المكان، والمسئول الوحيد عن تنظيم الزيارات التي تتجه إلى هذه المنطقة الرائعة هم البدو، فهم الذين يعملون على توفير وسيلة للنقل لهذه المنطقة التي تتميز بوجود طرق غير ممهدة وشاقة بالاستعانة بعربات الجيب وعربات الدفع الرباعي للوصول إليها، كما يوفرون خدمة جيدة وهي العمل على علاج ومداواة الأشخاص في حال تعرضهم لأي وعكات صحية.