شهر رمضان هو شهر له خصوصيته في كل شيء وله طابع مختلف عن غيره من الشهور، فللعبادة فيه مذاق مختلف، وللقرب من الله لذه خاصة، وللمعصية فيه قبح عجيب، ترفضه كل النفوس السوية والأخلاق القويمة، فحين تقع العين على عاص يجاهر بمعصيته ينقبض القلب ويستنكر المشهد، نشعر بمعنى انتهاك حرمة الشهر، فحتى العصاة والغافلون يستشعرون حرمة الشهر الكريم، ويخجلون من المعصية.
وهنا سنسوق طائفة من العبارات عن شهر رمضان وما يتعلق به من متعة العبادة والقرب ومن دروس الصوم وغيره.
أروع العبارات عن شهر رمضان
- صوم رمضان تجربة تربوية متكاملة تهذب في الإنسان كل شيء، بدْءًا بجوارحه وانتهاءً بقلبه ونفسه، فمتى ملك المسلم زمام الجوارح وحال بينها وبين ما تشتهيه من الرغبات وآثر مرضاة ربه على مرضاة نفسه، فقد قطع شوطًا كبيرًا في تربية نفسه وتزكيتها وتطهير قلبه وهواه.
- رائع أن تستعد لشهر رمضان، وتشحذ الهمم والطاقات وتكثر من القربات والطاعات،ورائع أن تفوز بنفحات رمضان وبركات رمضان والعطاء الواسع
الذي أعد لصائمي رمضان، ولكن الأروع أن يتركك رمضان بحال افضل مما وجدك عليه، وان يمضي الشهر ولا تمضي معه الطاعة، وأن تتمسك بالدرجة التي استطعت بلوغها في رمضان، أروع نتيجة يمكن أن تحققها أن يصبح عامك بعد رمضان كله رمضان، وأن تصوم ما بقي من عامك عن كل ما هو محرم ومستنكر، وأن تعود نفسك أن تقودها أنت لا أن تقودك هي، فلا شيء أفضل من أن يصنع رمضان قبل رحيله مسلمًا رمضانيًا في كل حاله. - الخسائر في هذه الحياة كثيرة ومتنوعة، فقد يخسر المرء ماله أو يخسر بعض أحلامه وأمنياته، وقد يخسر صحبة أو سندًا أو عونًا، أو حبيبًا أو صديقًا ولكن تظل الخسارة العظمى أن تخسر كنوز عمرك وفرص حياتك في الارتقاء بنفسك نحو علاقة أفضل بعقيدتك ودينك، وان تضيع فرصًا قد لا تعوض من تحصيل الأجر ومغفرة الذنوب وطلب النجاة من ويلات يوم اللقاء، فمن يخسر رمضان ويتركه يمضي دون أن يقطع هذا الشوط ويحصل بعض الاجر ويرجوا من الله بعض العفو فذاك الخسران المبين.
- احذروا أن يمضي رمضان دون أن تحسنوا اغتنامه، وكلما فترت القوة وضعف العزم جددوه بتذكير أنفسكم أن من إخوانكم وأحبابكم وذويكم، من طواه الردى وحرم صيام وقيام هذا العام، وأنهم لو خيروا أن يبيعوا الدنيا بأسرها بعودة ليوم واحد يجتهدون فيه في الصيام أو القيام أو تلاوة القرآن لباعوها، وكانوا من الرابحين.
- رمضان طاعة وذكر وجهاد للنفس يهونه رجاء الأجر من الله، وحلاوته في تبادل الود وصلة الرحم وفرحة تدخلها على قلب مسلم، ولكن البعض بدلوا ملامحه وزيفوا جماله فضيعوه في سهر وعبث وصحبة لا تغني ولا تسمن من جوع، فاحذروا أن تغتروا كما اغتروا هم فيفوتكم الكثير والكثير من خيرات الدنيا والآخرة.
- أجمل ما يعلق بالذاكرة بعد مضان اجتماعنا للصلاة، وتنافسنا على ختم القرآن، وحرصنا على أن نتبارى في الصدقة أو فعل الخير، والتفافنا في ساعة واحدة في انتظار موعد الإفطار، وموائدنا المليئة بالخيرات، ونفوسنا الطيبة التي تجد المتعة واللذة في رزق الله، وشعورنا المتجدد كل يوم أننا على الطريق الصحيح، وحمد الله كل يوم على نعمة الإسلام، فندعوك يا رينا أن تحفظ علينا ذكرياتنا مع رمضان وأن تعيده علينا العام بعد العام، وأن تحفظ لنا اجتماع الأهل والخلان، وأن تسعد قلوبنا بالطاعة وتجعل حلاوة الدنيا ولذتها في قربك.
- يا رب ندعوك أن تهدي كل عاصٍ غافلٍ عن شهر رمضان، وتأخذ بيده إلى طاعتك وترده إلى رحابك ردًا جميلًا لطيفا يليق بكرمك وعفوك، ولا تجعل بيننا فقيرًا ولا محروما من نعمة قربك ولا نعيم عبادتك، ولا متاع الدنيا يا كريم.
- الصوم هو مساومة ناجحة وموفقة بين المرء ونفسه، يترك شهواته ابتغاء مرضاة الله فيبدله الله لذة يجدها في كل شيء فرحة أقربها عند فطره، وأبعدها عند لقاء الله.
- اشفق على كل من يستهين بصوم رمضان ويفطر بلا عذر من الحرمان الكبير من فرحة الفطر، ولذة الارتواء بعد الظمأ، ومتعة الطعام بعد الجوع، والراحة بعد المشقة، فكيف بالحرمان من الأجر والثواب والنجاة يوم اللقاء.