مديرة لإحدى المدارس تلزم الطالبات بلون موحد للأحذية «أكرمكم الله»، ومدير لمدرسة أخرى يسن للطلاب عقوبة تقتضي المشي حول سور المدرسة عشر مرات حال التأخر عن موعد الدوام الصباحي.
حين أسمع مثل تلك القرارات والعقوبات والأنظمة المزاجية، أفكر في ضرورة إلزام بعض المرشحين للوظائف، التعليمية منها على وجه الخصوص، باجتياز اختبارات نفسية وعقلية تثبت صلاحيتهم لتبوؤ مثل تلك الوظائف.
ولعل الأمر ليس بتلك الضخامة إذا ما اقتصر على عقوبات كالمشي، ولم يتفاقم إلى الحد الذي نسمع من الطلاب، من أنواع وألوان العقوبات التي تدور حول هوى المدرس أو المدير الذي يعد نفسه مشرعا، كالمدرس الذي يلزم الطالب المخطئ بالوقوف على قدم واحدة لحصة كاملة، أي لخمس وأربعين دقيقة متواصلة، ويصعب الأمر حين يكون طلاب الصفوف الأولية ضحية لمثل تلك الأهواء، تحت تخوف كثير منهم من الشكوى.
على أولئك أن يعوا جيدا أن الطالب خرج من بيته وقصد مدرسته «ليتعلم» فقط، لا لأن يكون وعاء لتفريغ ضغوطهم النفسية، ورواسب أفكارهم التربوية الخاطئة، وأن الطالب ليس هو المسؤول عما إذا كان أستاذ أستاذهم قد تبنى ذاك النهج من قبل، كما يعلل الكثير منهم.
من الضروري استحداث آلية صارمة في التعامل مع مثل تلك الحالات، والكشف عن التجاوزات والتعديات على الصلاحيات، يجب أن تكون هناك جولات ميدانية مباغتة لاستكشاف الأوضاع، لا كما هو الحال مع زيارات الموجهين للمدارس التي ينطبق عليها فعلا وصف «الزيارة» التي تسبق بمواعيد على وجه يشبه الاستئذان، والإذن بالتأهب لتلك الزيارة.
أما عن الاستعدادات التي تبدأ بتوعد الطلاب في بداية الدوام، وتنتهي بوداع يحفه ضباب «البخور».. فحدث ولا حرج..
أتمنى لكل طالب عاما حافلا وآمنا.
بقلم: ود فوتاوي