الشاعر التونسي الكبير أبو القاسم الشبابي من أكثر الشعراء إبداعاً، وقد كتب قصائد شملت أفكارها تعليم القوة والحرية والمحبة والطموح، وأصبحت اليوم تتردد على كل شفة ولسان في العالم العربي.
متى وأين ولد أبو القاسم الشابي
ولد الشاعر في شهر مارس من سنة 1909 ببلدة الشبابية إحدى ضواحي مدينة توزر كُبرى بلاد الجليد.
وهنا خرج للعالم العربي كافة الشاعر التونسي أبو القاسم الشابي (Aboul-Qacem Echebbi) ليُتحفنا بالمزيد من الجمال.
دراسته وتعليمه
بدأ الشاعر تعليمه في إحدى المدارس التقليدية (الكتاتيب) وهو في الخامسة من عمره، ثم أخذ والده يعلمه بنفسه أصول العربية ومبادئ العلوم الأخرى حتى بلغ الحادية عشرة، وخلال هاتين السنتين طالع شاعرنا كثيراً من الكتب الفلسفية والدينية التي تملأ مكتبة والده.
وفي سنة 1921 وهو في بداية الثاني عشر من عمره أرسله والده إلى العاصمة التونسية حيث التحق بالكلية الزيتونية، واستمر يدرس بها حتى تخرج منها سنة 1927 نائلاً شهادة التطويع وهي أرفع شهاداتها الممنوحة آنذاك، والتحاق الشابي بالزيتونة كان نقطة تحول هامة في حياته فقد وجد كثيراً من الحرية والنشاط الأدبي وبدأ يقرأ كتب جبران خليل جبران، وميخائيل نعيمة، وإيليا أبو ماضي، وأخذ يُطالع كل ما وقعت عليه عيناه من كتب قديمة هامة، او حديثة مشوقة.
حياة الشاعر أبو القاسم الشابي
كانت حياة الشابي لم تكن بالحياة السعيدة بل كانت مليئة بالشقاء عامرة بالأحزان مغمورة بالكآبة، فقد بدأت أولى معاناته بموت والده، وبهذا تغيرت حياته تغيراً تاماً، وأحدث ذلك في نفسه صدمة طفحت بها قصائده، ولكن إلى جانب حزنه كتب قصيدة بعنوان الإيمان بالحياة مطلعها:
ما كنت أحسب بعد موتك يا أبي ** ومشاعري عمياءُ بالأحزانِ
أني سأظمأ للحياة وأحتسي ** من نهرها المتوهج النشوانِ
مرض الشابي
ومع تحمله لأعباء الحياة والمسؤوليات التي ألقت على كاهله أصيب بداء تضخم القلب، وعرض نفسه على كل طبيب متخصص في تونس، فاتفقوا جميعاً على أمرين أولهما أن يكف عن إرهاق نفسه بالكتابة والقراءة، وثانيهما أن يعيش في المناطق الجبلية والطبيعية، وهكذا كان؛ فعاش شاعرنا ثلاثة سنوات وحيداً يجوب صيفاً وشتاءً مناطق تونس الطبيعية الجميلة يتغنى مع الأطيار بحبه، ويُناجي النجوم بأمانيه.
وفي هذه الفترة أخرج الشابي أجمل قصائده الخالدة في وصف الطبيعة والجمال، وسحر الوجود، وحب الحياة. لكنه استمر يرهق نفسه بما نهاه الأطباء عنه فزاد عليه المرض، ونال منه التعب أكثر من أي وقت، وهكذا صارت قصائده ممتلئة بالسخط والأسى والألم.
ما رأيُك أن تقرأ أيضًا المزيد مِنَّا من معلومات عن كُلًّا مِن الشاعر إبراهيم طوقان؛ ومعلومات أُخرى عن الخليل بن أحمد الفراهيدي! نتمنَّى لك أُمسيَة أدبية جميلة.
قصائد أبو القاسم الشابي
قصائد مليئة بالأحزان والأسى ومنها:
- في ظل وادي الموت.
- زوبعة في الظلام.
- الأشواق التائهة.
- أنا أبكيك.
قصائد مليئة بالحب والحياة والطموح والإيمان ومنها:
- صلوات في هيكل الحب.
- أغاني الرعاة.
- قلب الأم.
- أراكِ.
- الساحرة.
- إرادة الحياة.
ومن أشعاره
إذا ما طمحتُ إلى غاية… ركبتُ المُنى ونسيت الحذر
ولم أتجنب وعور الشعاب… ولا كُبة الذهب المستعر
ومن يتهيب صعود الجبالِ… يعش أبد الدهر بين الحفر
وفاته
توفي الشابي فجر الثلاثاء التاسع من شهر أكتوبر سنة 1943 ثم نُقل جثمانه إلى بلدته الشبابية، ولم يكن عند موته قد بلغ السادسة والعشرين عاماً.
وبموته خسرت الآداب المعاصرة أكبر خسارة أصيبت بها في تاريخها الحديث.