قِيل عن أبو القاسم الزهراوي: من أهل الفضل والدين والعلم، أشهر جراحي العرب – ألغت طرقه طرق جالينوس وحافظت على مركزٍ متميز في أوروبا لخمسمائة عام – هو رئيس كل الجراحين.. هذه المقولات لعلماء عرب وعجم، تحدثوا فيها عن شخص قبل ١١١٧ سنة من الآن.
سيرة أبو القاسم الزهراوي
متى ولد الزهراوي؟ ولد نجمنا أبو القاسم خلف ابن عباس الزهراوي في مدينة الزهراء في الأندلس سنة ٣٢٥ للهجرة.
درس وتعلم ومارس الطب في قرطبة، وبرع وبرز.
وتجلّى تميزه في تقديم العديد من الاكتشافات والاختراعات التي ساعدت أبناء هذه المهنة على مساعدة ومعالجة ووقاية الناس من الأمراض والأسقام.
اختراعات أبو القاسم الزهراوي
الدكتور الزهراوي هو من ابتكر الخيط الجراحي؛ ليس هذا وحسب، بل اخترع أُولى أدوات الجراحة كالمشرط والمقص الجراحي، ووضع الأسس والقوانين للجراحة، والتي من أهمها ربط الأوعية لمنع نزيفها، وهو الواضع الأول لعلم المناظير الجراحية، وذلك باختراعه واستخدامه للمحاقن والمبازل الجراحية.
وقد توصل لطريقة ناجحة لإيقاف النزيف، وذلك عن طريق ربط الشرايين الكبيرة، وهو أول من قام بهذه العملية؛ ويكون بذلك قد سبق العالم “باري” بحوالي ٦٠٠ عام.
ابتكر عملية القسطرة ووصفها، كما أنه ابتكر الأدوات الخاصة بها.
ماذا اخترع الزهراوي أيضًا؟
- اخترع آلة دقيقة جدًا تهدف إلى علاج انسداد فتحة البول الخارجية عند الأطفال حديثي الولادة، الأمر الذي ساهم في تسهيل مرور البول.
- اخترع آلة خاصة تهدف إلى استخراج الجنين الميت.
- كما أنه أول طبيب يستخدم الآلات خاصة تهدف إلى توسيع عنق الرحم.
أرأيت؟ حقيقة أعجز أن أُعدد كل ما قام به هذا العالم الجليل في هذا اليوم.
كَتَبَ وكُتِبَ عنه
وبالمناسبة، كتب العديد من الكتب؛ ومن أهمها كتابه “التصريف لمن عجز عن التأليف”. هذا الكتاب ظلَّ عُمدة في فن الجراحة في أوروبا -بعد أن تُرجِم- حتى القرن السادس عشر.
تخيل! خمسة قرون من زمانه.
طبيبٌ أُردني ألَّف كتابًا أسماه (أبو القاسم الزهراوي عميد الجراحين – دراسة علمية معاصرة). فلماذا ألَّف هذا الطبيب؟
هذا الطبيب تتبع المصادر التي تحكي عن أبي القاسم الزهراوي، الطبيب العربي المسلم. وسافر من بلده إلى إسبانيا، واكتشف هناك أنهم وضعوا لأبي القاسم الزهراوي متحفًا خاصًا بأدواته الجراحية التي ابتكرها واخترعها واستخدامها، بل وأطلقوا اسمه على أحد الشوارع هناك.
توفي أبو القاسم الزهراوي سنة ٤٠٣ من الهجرة -عليه رحمة الله-. وقد بارك الله في علمه ونفع به العالم أجمع.