ماذا يُقصد بزراعة الأسنان؟
بدأ الدكتور “/ طارق أبو صالح – استشاري جراحة اللثة وزراعة الأسنان” حديثه أن زراعة الأسنان هو مفهوم لأحد التخصصات والإجراءات في طب الأسنان والتي هدفها الرئيسي هو تعويض الأسنان المفقودة لدى الإنسان.
هناك صور منذ آلاف السنين والتي تعبر عن هدف الإنسان من تعويض الأسنان وهي إما أهداف وظيفية مثل الكلام والنطق وغيرها لأهداف شكلية مثل شكل الوجه وغيرها..
إلى جانب ذلك، هناك أهداف سيكولوجية ونفسية لزراعة الأسنان حيث أنه مع تقدم العمر يمكن أن يحدث ترهل في الأسنان.
وتابع الدكتور ” طارق أبو صالح “: تنقسم زراعة أو جراحة الأسنان إلى شقين أحدهما جراحي والآخر تركيبي بمعنى أن هناك إجراء جراحي يتكون من برغي مصنوع من مادة التيتانيوم كما أن له دعامة يوجد أعلاها السن.
يتم غرس البرغي داخل العظم وترتبط الدعامة بقوة كبيرة مع البرغي.
يمكن للمريض أن يرى السن فقط لأن الجانب الأول مخفي داخل العظم والجانب الثاني يكون موجود تحت السن وتكون الأبعاد الحقيقية من 8 إلى 12 ملم.
في الصورة يظهر شكل الفك ويتم زراعة الأسنان في الفراغات المفقودة يوم خلع السن. تظهر الزرعة مغلفة بهذا الشكل حتى تكون معقمة بنسبة 100%.
ما هي المخاوف من زراعة الأسنان؟
تم تطوير الشكل الحديث للموديل حتى أصبح شائعا في العالم أجمع في الثمانينات إلى جانب أنه بدأ في الأردن في بداية التسعينات وتم انتشاره في الألفين وبالتالي نحن أمام إجراء قديم مبني على دراسات قديمة له نسبة نجاح 95%، لذلك فلا تخوف من هذا الإجراء في زراعة الأسنان.
على الرغم من ذلك، فإن زراعة الأسنان لها محددات حيث أننا نتحدث عن من 10 إلى 12 ملم داخل العظم حيث أنه لا يُسمح لكل الأماكن بعمل حفرة في العظم ويتم فيها وضع هذا الوتد المعدني.
عند فقد السن سابقا كنا نقوم بعمل برد للسن الذي أمامه أو الذي خلفه ونقوم بعمل جسر بينهما، أما حاليا فلا داعي لبرد الأسنان ولكن يتم غرس الزرعة مباشرة داخل السن ويتم فقط تعوض السن الذي تم فقده ويظهر بشكل متماثل مع الأسنان المجاورة.
في حالة فقد أكثر من سن في وقت واحد يمكن عمل وتد معدني أو زرعة من جهة مع عمل وتد من جهة أخرى وعمل جسر بينهما.
في حالة فقد فك كامل أو عدد كبير من الأسنان يتم عمل قطعة كاملة لكامل الفك يتم التعويض بها عن كل الأسنان المفقودة ولا يوجد تخوف من هذا الإجراء.
وأضاف استشاري اللثة وزراعة الأسنان الدكتور ” طارق أبو صالح “: يوجد في الفك العلوي أو في المناطق العلوية للأسنان جيوب فكية موجودة عند الجميع ويتم عمل لها محددات لمعرفة إمكانية عمل الزرعة أم لا.
أما في المناطق الأمامية للأسنان فقد تواجهنا مشكلة تجميلية من ناحية اللثة ومن ناحية العظم مما يضرنا إلى عمل جراحة متوسطة للثة والعظم.
أما في المناطق الخلفية فهناك العصب السني والذي يجب أن نحرص على الابتعاد عنه إلى جانب رقة العظم ووجود تجويف في الأسنان الأمامية والتي يمكنها أن تؤثر على زراعة الأسنان، ويجب التأكد من كمية وكثافة العظم الموجود في كلا الفكين عند الزرعة عن طريق الفحص والتشخيص الدقيق.
ما الإجراءات المسبقة قبل الشروع في زرع الأسنان؟
هناك أكثر من 60 عامل يجب وضعه في الاعتبار قبل زرع الأسنان ويمكن تقسيمها إلى ثلاثة أقسام أولها هو القسم الذي له علاقة بمنطقة الزرع نفيها وهي اللثة والعظم والثاني له علاقة بالمنطقة ككل من حيث مستوى البلاك أو وجود تسوسات أمراض لثوية والتي يمكنها أن تؤثر على نسبة نجاح الزرعة إلى جانب القسم الذي له علاقة بالجسم ككل من حيث وجود بعض الأمراض التي يمكن أن تؤثر على زراعة الأسنان مثل وجود أمراض كالقلب والسكري والضغط وغيرها من الأمراض التي لها علاقة بالنزيف بشكل عام.
ما هي طبيعة الاختلافات في زرع الأسنان؟
قد يعاني شخص ما من زراعة الأسنان وآخر لا يمكنه المعاناة مما يعتبر طبيعيا حيث هناك كما سبق الذكر بعض المحددات التي تحكمنا في ذلك والتي تختلف من شخص لآخر والتي منها حجم الأسنان المجاورة للزرعة حتى يتم التحقق من تنسيق الزرعة معها إلى جانب كمية اللثة وحجكم العظم مع مراعاة أخذ الجيوب اللثوية والجيوب في الاعتبار إلى جانب العصب.
تعتبر درجة التفاوت بين الحالات التي يتم الزرع لها مصاحبا لدرجة تفاوت خبرة الأطباء حيث يمكن عمل إجراء بسيط للزرعة بطريقة معقدة من طبيب غير متمرس أو ليس لديه خبرة وتخصص أكبر في مجال جراحة اللثة وزراعة الأسنان.
في حالة التعرض للسكري تنخفض نسبة نجاح الزرعة حتى 85% مقارنة بالتدخين الذي تصل نسبة نجاح الزرعة فيه إلى 75% إلى جانب أن نسب النجاح تقل في الظروف الغير مناسبة أو الغير مثالية، لذلك فزراعة الأسنان لها علاقة وثيقة بالفم والمنطقة والجسم ككل إلى جانب تقييم الطبيب للحالة.
ما علاقة زراعة الأسنان بزراعة العظم؟
عند خلع السن يحدث ضمورا بسيطا للسن ولا يستدعي هذا الضمور إلى زراعة العظم ولكن أحيانا عند وجود التهابات أو أكياس عند جذر السن أو وجود تآكل فيتم رؤية هذا الخلل في العظم بشكل واضح بعد خلع السن مما قد يمنعنا من زرع الأسنان وبالتالي نلجأ إلى عمل ترميم العظم ثم زرع الأسنان ويصبح الأمر أكثر تعقيدا، ولا يتم عمل ذلك لجميع الحالات حيث أن 50% وأكثر من المناطق الأمامية التجميلية تكون بحاجة للترميم لأن التجميل يكون غير مناسب في حالة ترميم العظم واللثة.
ما هو دور المريض في نجاح عملية الزرع؟
هناك بعض ارشادات للمرضى والتي منها السيطرة على التدخين إلى جانب أن هناك بعض الإجراءات الأخرى التي يتم السيطرة عليها عن طريق الطبيب المعالج مثل عدم انتظام السكر حيث أن السكر له علاقة بنجاح كل الجراحات وليس فقط جراحة زراعة الأسنان.
من الضروري أيضا أن يتم تناول المريض للأدوية بانتظام حتى وان لم يشعر المريض بأي ألم كما يجب التقيد بكل ارشادات الطبيب وبشكل خاص التدخين حتى تزيد نسبة نجاح الزرعة.
وتابع ” طراق أبو صالح “: لا يجب على المريض أن يتوقع أن تكون أسنانه كما كانت من قبل بنسبة عالية كما يجب ألا ترتفع نسبة توقعات المريض عن الحد اللازم حتى لا يُصدم بعد الزرعة.
يعتبر محيط زرعة الأسنان مكونا من العظم واللثة والذي في حالة أي منهما سيثر حتما على عملية الزرعة.
هل تتأثر اللثة بزراعة الأسنان؟
من الضروري المتابعة مع الطبيب بعد الزرعة حيث أن شكل الأسنان قد لا يرضي المريض بعد الزرعة نتيجة تآكل شديد في العظم واللثة وبالتالي يجب على المريض أن يكون على دراية مسبقة بطول الأسنان أو فشل الزرعة فيما بعد.
يعمل النقص بالعظم ونقص اللثة على وجود فراغات كبيرة في الأسنان، ومن هنا تكمن أهمية المتابعة الدورية حتى بعد زرع الأسنان حتى لا تؤثر الالتهابات على محيط الزرعة ( العظم واللثة).
من الضروري أيضا تنظيف الأسنان بشكل دوري بعد الزرعة وقبلها حيث أن التنظيف هو المسئول عن إزالة طبقة البلاك التي تحمل البكتيريا وهي السبب الاساسي لتآكل الأسنان وفشل الزرعات فيما بعد، لذلك لنجاح عملية زرع الأسنان يجب أن تتكامل كل هذه العوامل السابق ذكرها.