“تشير الإحصائيات العالمية إلى معاناة ما يقرب من خمسين مليون شخص من مرض الخرف حول العالم، كما يُتوقع زيادة هذه الأعداد بحلول عام 2050 ميلادية، وأثبتت دراسة علمية قام بها بعض الباحثين البريطانيين أن 35% من حالات الخرف وضعف الإدراك الذهني يمكن تفاديها بتغيير نمط الحياة اليومية عبر الإهتمام بممارسة الرياضة والأنشطة البدنية المُحسنة لعمل القلب والشرايين والتي تسمح بوصول كميات أكبر من الدم والأكسجين إلى خلايا الدماغ، هذا إلى جانب الإهتمام بالقراءة وممارسة التمارين الذهنية المحفزة لنشاط الدماغ، وهذا بالطبع بالإضافة إلى إتباع الأنظمة الغذائية التي تساعد في تنشيط عمل الدماغ. من هنا آثرنا الحديث مع أخصائية التغذية “رُبى مشربش” للتعرف على الأنماط الغذائية الأمثل في الوقاية من الخرف وضعف الذاكرة”.
هل توجد فعليًا أغذية تساعد في تقوية وتحسين الذاكرة؟
بما لا يدع مجالًا للشك توجد العديد من الأصناف الغذائية التي تساعد في تنشيط عمل الدماغ وتحسين الذاكرة، بيد أن هذه الأغذية لا يظهر مفعولها وأثرها على الذاكرة خلال فترات زمنية قصيرة، فما يحدث أثناء أداء الإختبارات الدراسية بالتركيز على أصناف غذائية بعينها قد لا يُتحصل منه على أية نتائج، لأن الأغذية المرتبطة بعمل الدماغ والذاكرة ينبغي أن تكون نمط حياتي متواصل وممتد من الصغر لبيان أثرها ونتائجها عند البلوغ من الكبر عتيًا.
وتابعت “أ. رُبى” قائلة: ومن أهم الأغذية المساعدة في تحسين حالة الخلايا الدماغية والرافعة لدرجات التركيز والمُحسنة للذاكرة وعلاج النسيان هي الأغذية الغنية بمضادات الأكسدة مثل أنواع التوت المختلفة والجوز، والأغذية الغنية بمعدن الزنك، والأغذية الغنية بالحديد، والأغذية الغنية بفيتامين B12، وما سبق ذكره من فيتامينات ومعادن يمكن التعرف على مستوياتها بالجسم بواسطة إجراء فحوصات الدم الخاصة بذلك ومن ثَم اللجوء إلى تعويض النقص بالغذاء الصحي.
ما أثر الدهون على عمل الدماغ؟
أنواع الدهون التي يتناولها الإنسان لها أثر مباشر في تكوين الأغشية المحيطة بخلايا الدماغ، حيث أن هذه الأغشية مكونة بالكامل من الدهون والبروتين، وعليه تتشكل الدهون في هذه الأغشية تبعًا لأنواع الدهن التي يتناولها الفرد، فالدهون الصحية الغير مشبعة تجعل هذه الأغشية أكثر ليونة وبالتالي تصبح أكثر ترتيبًا وسرعة في إرسال وإستقبال الإشارات العصبية، والدهون الغير مشبعة موجودة في زيت الزيتون والمكسرات النيئة كالجوز واللوز والكاجو وكذلك في المصادر النباتية للأوميجا 3 مثل الأفوكادو.
ما العلاقة بين معدن الحديد وتنشيط الذاكرة؟
أكدت “أ. رُبى” على أن عنصر الحديد له دور مهم في تنشيط الذاكرة، ويظهر أثر إنخفاض مستوياته في الجسم على الذاكرة من الأعمار الصغيرة وأثناء تكون الأجنة، فإذا أُصيبت الحامل بفقر الدم فسيؤي ذلك إلى نقص الحديد في جسم الجنين وبالتالي يؤثر هذا النقص على قدرات الطفل العقلية والدماغية. وتجدر الإشارة إلى أن معدن الحديد متوفر في العديد من الأغذية مثل اللحوم الحمراء والكبد والدجاج والأسماك والسبانخ والخضروات الورقية الداكنة اللون وبالتالي يمكن الحصول على الكفاية منه دون مشكلة.
هل يلعب التمر دورًا في تقوية الذاكرة؟ وهل يعتبر مصدر للحديد؟
أشارت “أ. رُبى” إلى أن التمر نوعًا ما يحتوي على الحديد ولكنه ليس المصدر الأمثل، حيث يتطلب الحصول على القدر الكافي للجسم من الحديد من خلال التمر إلى تناول كميات كبيرة منه، والأساس في التمر أنه مصدر للسكريات البسيطة السريعة الإمتصاص وبالتالي هو مصدر سريع للطاقة لكن لا يمكن إعتباره خيار كافي للحصول على حاجة الجسم من الحديد. أما من حيث دوره في تقوية الذاكرة فلم تصل إلينا دراسة علمية واحدة تثبت أنه مفيد في هذا الجانب، فالدراسات المثبتة لأثر الغذاء على تقوية الذاكرة اقتصرت على ذكر العنب بأنواعه والتوت بأنواعه والجوز والأسماك، ولكنها كلها لم تتطرق للتمر كلاعب رئيسي في تقوية الذاكرة.
كم تبلغ كمية السعرات الحرارية في الفاكهة الصيفية؟
إذا ما تحدثنا عن كميات السعرات الحرارية في الفاكهة الصيفية المختلفة فسنذكر بعض الأمثلة في الآتي:
1. أربعة شرائح من الأناناس تحتوي على 85 سُعر حراري.
2. ثمرتين من التين البرشومي يحتويان على 75 سُعر حراري.
3. ثمرتين من التين الشوكي (الصبر) يحتويان على 81 سُعر حراري.
4. الكوب الواحد من الشمام يحتوي على 53 سُعر حراري.
5. ثمرة الجوافة متوسطة الحجم تحتوي على 45 سُعر حراري.
هل تفيد الأقراص المصنعة من العناصر الطبيعية في تحسين الذاكرة؟
اختتمت “أ. رُبى” حديثها بالتنبيه على أن الأقراص الدوائية التي يُشاع أثرها في تحسين الذاكرة عادةً ما تحتوي على بذور الشيا أو بذور الكتان أو الأوميجا 3 أو بذور عباد الشمس، وبشكل عام تعتبر الأوميجا 3 والدهون الصحية الموجودة في هذه البذور المذكورة من العناصر الضرورية لتكوين وتجديد الخلايا العصبية وبالتالي هذه الأقراص الدوائية بهذه الكيفية الصناعية لا ضرر منها، وإن كان من الأولى الحصول على القيمة الغذائية والصحية لهذه الأصناف الطبيعية من تناولها طبيعيًا مع الغذاء وليس عبر الأقراص المصنعة معمليًا.