سيكون جُلّ حديثنا بذِكر آيات وأحاديث عن العلم والعلماء، وفضليهما. حيثُ لا يجب أن يخفى عليك أن العِلْم الذي دعاك الله إليه وأثنى عليك به هو ذاك الذي تعمل به وتنتفع به وتنفع الناس به. وانظروا الآن إلى ما وصلت إليه الدول والبلاد التي تولي اهتمامًا للعلم والعلماء، كيف أصبح شأنهم، وكيف ارتفعت رايتهم، وكيف سيطروا على الاقتصاد والطاقة والنفوذ والسُّلطة.
فإن الحديث عن فضل العِلم من الأمور التي بيَّنها -بل وشَدَّد عليها- الإسلام. والآن نحن سنعمل جاهدين على أن نستخرِج من كتاب الله -تعالى- وسُنَّة نبيه –صلى الله عليه وسلم– ما يوضِّح ذلك جليًّا لكل من ينشُد ذلك.
فضل العلم والعلماء
في العصور كلها عامة، وفي العصر الحديث خاصَّة ظهر فضل العلم والعلماء جليًّا وواضِحًا، وهو ما كان ومازال الشغل الشاغل لدول العالم أجمع، وخاصة الذين يريدون وضع بصمةٍ حقيقية في نفع أبناء وطنهم من مكافحة أمراضٍ والتوصل لأساليب جديدة في استخراج المعادن والنمو بالطاقة والرُّقي في كافة المجالات.
إن من ينظر عن كثب على حال العالم الآن يجِد أنه حتى الدول التي كانت أنشطتها قديمًا مُغايرة عن سير الركب العلمي، يرى الآن ما انصاعت له وخضعت له من الاعتراف بفضل العلم والعلماء ودورهم المؤثر القوي الذي لا غِنى عنه؛ في كل زمان ومكان.
آيات قرآنية عن العلم
سنبدأ مع كتاب الله -تعالى-، مع كلمات الحق -سبحانه- في القرآن الكريم، حيثُ نجِد آيات قرآنية تتحدَّث عن العلم والعلماء.
وسيتم ذِكر رقم الآية واسم السورة لتسهيل العثور على تفسيرها لمن أراد، وكذلك إذا كانت لغرض بحث التخرج وموضوعات التعبير والمقالات، ومن هذا القَبيل.
- قال إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم ﴿الآية ٢٤٧ – سورة البقرة﴾
- والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا ﴿الآية ٧ – سورة آل عمران﴾
- شهد الله أنه لا إلٰه إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط ﴿الآية ١٨ – سورة آل عمران﴾
- فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ﴿الآية ٦١ – سورة آل عمران﴾
- قال الذين أوتوا العلم إن الخزي اليوم والسوء على الكافرين ﴿الآية ٢٧ – سورة النحل﴾
- قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ﴿الآية ٨٥ – سورة الإسراء﴾
- إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلىٰ عليهم يخرون للأذقان سجدا ﴿الآية ١٠٧ – سورة الإسراء﴾
- يا أبت إني قد جاءني من العلم ما لم يأتك ﴿الآية ٤٣ – سورة مريم﴾
- وليعلم الذين أوتوا العلم أنه الحق من ربك ﴿الآية ٥٤ – سورة الحج﴾
- وأوتينا العلم من قبلها وكنا مسلمين ﴿الآية ٤٢ – سورة النمل﴾
- بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم ﴿الآية ٤٩ – سورة العنكبوت﴾
- فلما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم ﴿الآية ٨٣ – سورة غافر﴾
- قال إنما العلم عند الله وأبلغكم ما أرسلت به ﴿الآية ٢٣ – سورة الأحقاف﴾
أحاديث عن العلم وفضله
وهنا مع الأحاديث النبوية عن رسول الله -عليه الصلاة والسلام- التي تُبيِّن فضل العلم والعلماء وما يحمله الأمر من قدرٍ كبير وعظيم من الأهمية.
روى أنس بن مالك -رضي الله عنه- في حديث عن فضل طلب العلم؛ أن النبي ﷺ قال (اللهم انفعني ما علمتني، وعلمني ما ينفعني، وارزقني علما ينفعني، وزدني علما، الحمد لله على كل حال، وأعوذ بالله من حال أهل النار) ~ إسناده حسن.
وفي حديث عن فضل المعلم -صحيح- رواه أبو كبشة الأنماري، أن رسول الله ﷺ قال (إنما الدنيا لأربعة نفر؛ عبد رزقه الله مالا وعلما فهو يتقي ربه فيه ويصل فيه رحمه ويعلم لله فيه حقا فهذا بأفضل المنازل).
وفي حديث صحيح أيضًا رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- أن نبينا محمد -عليه الصلاة والسلام- قال (من سئل عن علم فكتمه ألجمه الله بلجام من نار يوم القيامة).
ولطلابنا، إذا أرادوا حديث شريف عن العلم للإذاعة المدرسية؛ فهنا عن أم سلمة -رضي الله عنها- أن الرسول ﷺ (كان إذا أصبح قال: اللهم إني أسألك علما نافعا، ورزقا طيبا، وعملا متقبلا)؛ وقد ذكرناه في أذكار الصباح والمساء.
وجابر بن عبدالله -رضي الله عنه- أيضا روى أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال (سلوا الله علما نافعا وتعوذوا بالله من علم لا ينفع) ~ صحيح ابن ماجه.
وفي حديث عن فضل العلماء أيضًا، عن عبدالله بن عمرو -رضي الله عنهما- أن رسول الله ﷺ قال (إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا، فسئلوا فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا) ~ البخاري ومسلم.
وفي حديث صحيح أيضًا عن إبراهيم بن عبدالرحمن العذري أن المصطفى ﷺ قال (يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الجاهلين وانتحال المبطلين وتأويل الغالين).
وفي صحيح مسلم عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أن النبي ﷺ قال (من أشراط الساعة أن يرفع العلم، ويثبت الجهل، ويشرب الخمر، ويظهر الزنا).
وفي صحيح البخاري من رواية أبو موسى الأشعري أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال (إن بين يدي الساعة أياما، يرفع فيها العلم، وينزل فيها الجهل، ويكثر فيها الهرج والهرج: القتل).
وفي نص حديث إن العلماء ورثة الأنبياء؛ الذي ورد في صحيح أبي داود أن النبي ﷺ قال (من سلك طريقا يطلب فيه علما، سلك الله به طريقا من طرق الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضا لطالب العلم، وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض، والحيتان في جوف الماء، وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما، ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر).