تحت عنوان: آيات الله الكونية في سورة النمل. نتعرف الآن على هذه الآيات، ونوضِّح معاني بعض مفرداتها، وتفسيرها.
(قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ | أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ السَّمَاء مَاء فَأَنبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَّا كَانَ لَكُمْ أَن تُنبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ | أَمَّن جَعَلَ الأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ | أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلا مَّا تَذَكَّرُونَ | أَمَّن يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَن يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ | أَمَّن يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ | قُل لّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلاَّ اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ).
تفسير الآيات
- قُلِ الْحَمْدُ لِلَّه: أي قل يا محمد ﷺ الثناء والشكر لله.
- وَسَلامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى: وسلام منه وأمان على عباده الذين اختارهم لرسالته.
- آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ: اسأل مشركي قومك هل الله الذي يملك النفع والضر خير أم الأصنام التي يُشركون في عبادتها؟.
- أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ: واسألهم من خلق السماوات والأرض.
- وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ السَّمَاء مَاء فَأَنبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ: فأنبت به حدائق ذات منظرٍ حسن.
- مَّا كَانَ لَكُمْ أَن تُنبِتُوا شَجَرَهَا: لولا أن الله أنزل عليكم الماء من السماء ما كنتم تستطيعون أن تُنبتوا شجر الأرض.
- أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ: أمعبود مع الله فعل هذه الأفعال حتى يُعبد معه ويشرك به؟ بل هؤلاء المشركون قوم ينحرفون عن طريق الحق والإيمان فيساوون بالله غيره في العبادة.
- وَجَعَلَ خِلالَهَا أَنْهَارًا: وجعل بينها أنهارا.
- وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ: وجعل لها الجبال ثوابت.
- وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا: وجعل بين البحرين العذب والملح فاصلا.
- أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ: أمعبود مع الله فعل ذلك حتى تشركوه معه في عبادتكم.
معاني الكلمات
- بهجة: حُسن ونضارة.
- رواسي: ثابتات وهي الجبال.
وهنا: دلائل عظمة الله ﷻ من القرآن والسنة
عن كثب..
- أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ: أي هل الذي تشركون بالله خير أم الذي يجيب المكروب إذا دعاه؟
- وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الأَرْضِ: ويجعلك تخلفون من سبقكم في عمارة الأرض.
- أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلا مَّا تَذَكَّرُونَ: أمعبود مع الله يُنعم عليكم هذه النعم؟ قليلاً ما تذكرون وتعتبرون.
- أَمَّن يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ: أي من الذي يرشدكم في ظلمات البر والبحر إذا ضللتم الطريق.
- وَمَن يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ: والذي يرسل الرياح مبشرات بما يرحم به عباده.
- أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ: أمعبود مع الله يفعل بكم شيئًا من ذلك فتدعونه من دونه؟
- أَمَّن يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ: واسألهم من الذي ينشئ الخلق ثم يُفنيه إذا شاء، ثم يعيده.
- وَمَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ: ومن يرزقكم من السماء بمثل المطر؟ ومن الأرض بمثل النبات.
- أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ: أمعبود سوى الله يفعل ذلك؟ قل: هاتوا حجتكم إن كنتم صادقين في زعمكم.
- قُل لّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلاَّ اللَّهُ: قل يا محمد ﷺ: لا يعلم ما استأثر الله بعلمه من الغيبيات إلا هو.
- وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ: ولا يدرون متى هم مبعوثون من من قبورهم.
واقرأ كذلك عن الأمن من مكر الله ﷻ: حكمه، الحكمة من تحريمه والحذر من الاستدراج
الاستنباطات وفوائد الآيات
الله ﷻ هو المتكفل بخلقه يُجيب دعائهم ويرزقهم من السماء والأرض، ومحبة الله ﷻ لهداية الخلق، وإن الغيب المطلق كقيام الساعة أو ما سيحدث بتفاصيله ووقته لا يعلمه إلا الله.
كما أن دلائل ربوبية الله واستحقاقه للعبادة كثيرة جدًا، وقد ذَكَرَ الله منها في هذه الآيات جملة من الدلائل، كخلق السماوات والأرض، وإنزال المطر، وكشف السوء وغيرها.
كما نوصيكم بمراجعة: من الأعمال التي تمحو الخطايا وترفع الدرجات
الخلاصة
تعرفنا على آيات الله الكونية، واستنبطنا فوائد الآيات، ومنها أن الله ﷻ هو المتكفل بخلقه يٌجيب دعائهم، ويرزقهم من السماء والأرض، ومحبة الله ﷻ لهداية الخلق.
وأن الغيب المطلق كقيام الساعة أو ما سيحدث بتفاصيله ووقته لا يعلمه إلا الله.
كما أننا ذكرنا معاني أهم الكلمات بالآيات مثل: بهجة؛ أي حسن ونضارة.