تفاصيل الاستشارة: من المعلوم أن المعدة هي الجهاز الرئيس في عملية هضم الطعام، ومن المعلوم أيضا أن عملية هضم الطعام في المعدة تستغرق من ساعتين إلى أربع ساعات، وربما أكثر حسب نوع الطعام وكميته.. سؤالي هو كيف ومتى ينتقل الطعام من المعدة إلى الجهاز التالي، وهو الإثنا عشر على ما أعتقد؟ واستفساري حول عملية إدخال طعام جديد على معدة ممتلئة على وشك الانتهاء، ونقل الطعام المهضوم إلى الجهاز التالي، وماذا سيحدث مع الطعام الجديد الذي دخل للمعدة، هل سيذهب مع الطعام السابق المهضوم إلى الجهاز الهضمي التالي غير مستكمل الهضم في المعدة، أم أن الطعام السابق المهضوم سوف يتأخر بالانتقال إلى الجهاز الهضمي التالي؟
وهل شرب الماء وقت عملية هضم الطعام في المعدة له تبعات على جودة الهضم؟ وهل ممارسة أي نشاط رياضي يؤثر على جودة عملية الهضم؟ ويا حبذا لو قمتم بشرح ميكانيكية وطريقة هضم الطعام في المعدة بالذات.
أرجو توضيح هذه المسألة بالتفصيل اللازم.. بارك الله فيكم وجزاكم كل خير.
⇐ د. محمد مدحت «استشاري الباطنة والكبد والجهاز الهضمي والمناظير» تفضَّل بالإجابة على السائل؛ فقال: بالرغم من أن سؤالك لا يشير إلى مشكلة صحية بعينها، فإنه سؤال مهم ويشير إلى إحدى العادات الغذائية المنتشرة بين بعض الأشخاص، وهي كما ذكرتها “إدخال الطعام على معدة ممتلئة”.. وأرجو ألا تكون واحدا من هؤلاء الأشخاص.
المعلومة التي ذكرتها في بداية نص سؤالك هي معلومة صحيحة تماما؛ حيث إن عملية هضم الطعام تستغرق من ساعتين إلى أربع ساعات وربما أكثر حسب نوع الطعام وكميته.
وتبدأ تلك العملية في الفم ومنه إلى المعدة مرورا بالمريء، وبعد ذلك تنتقل إلى الإثنا عشر، ومنه إلى الأمعاء الدقيقة، ثم إلى الأمعاء الغليظة بعد حوالي 5 أو 6 ساعات.
وما يجب الإشارة إليه هو أن عملية الهضم ليست عملية روتينية، فإذا ما وجد طعام في المعدة فعملية الهضم مستمرة، وإذا تم إدخال الطعام على معدة ممتلئة فالنتيجة الحتمية هي إعاقة عملية الهضم إلى حد كبير.
فالامتلاء الشديد يعوق عمل المعدة، وبالتالي فإن مدة عملية الهضم تستمر لمدة أطول من 5 ساعات، ومن يعتاد على “إدخال الطعام على معدة ممتلئة” فإنه سيعاني باستمرار من سوء الهضم والانتفاخ، وقد يصل الأمر في بعض الحالات إلى غثيان وقيء وربما ارتجاع في المريء.
وأكثر شيء يعوق عملية الهضم هو شرب الماء أثناء الأكل، وقد يفقد المعدة وظيفتها ويقلل من كفاءتها في هضم الطعام إلى حد كبير؛ حيث يؤثر على عمل الإنزيمات الهاضمة.
وبالنسبة لممارسة النشاط الرياضي فإنه يحسن من عملية الهضم، ولكن شريطة أن يكون قبل الأكل أو بعد الأكل بثلاث أو أربع ساعات، فالرياضة أثناء الأكل أو بعده مباشرة تعيق عملية الهضم.
سؤالك الأخير يا عزيزي عن ميكانيكية هضم الطعام في المعدة فببساطة وبدون تعقيد أو كلام نظري لا يفيد فإن المعدة تقوم بعملية هضم ميكانيكي من خلال انقباض عضلاتها على الطعام لمدة أربع ساعات تقريبا، وهناك عملية هضم كيميائي تحدث في نفس المدة من خلال إفراز هرمونات خاصة بالإضافة إلى الحامض المعدي، وفي المعدة تحديدا يتم هضم المواد البروتينية وتحويلها إلى جزيئات صغيرة.
ينتقل بعدها الطعام وهو في صورة شبه سائل إلى الأمعاء الدقيقة، وأول جزء من تلك الأمعاء هو الإثنا عشر، والذي يقوم بعملية هضم للنشويات تحديدا، ومعادلة حامض المعدة، ويتم ذلك من خلال بعض الإنزيمات التي يفرزها البنكرياس.
بعد تلك المرحلة يسهل امتصاص الطعام في باقي الأمعاء الدقيقة، وتحديدا يتم هنا امتصاص الدهون والسكريات والبروتينات، وتستمر عملية الامتصاص بعدها في الأمعاء الغليظة، ولكن بنسبة ضئيلة؛ حيث يتم امتصاص الماء والأملاح المعدنية هناك، وينتقل بعدها الطعام إلى المستقيم، ومنه إلى فتحة الشرج في صورة براز.
أرجو أن نكون قد أجبناك إجابة شافية وكافية على كل تساؤلاتك.. داعين الله لك بموفور الصحة والعافية.