آلام الركبة يعاني منها الكثير من الأشخاص، ومن فئات عمرية مختلفة، لنعرف كيفية تشخيصها، وماذا علينا أن نعمل سنتحدث مع الدكتور/ رائد العودات، استشاري جراحة عظام، ومفاصل وكسور.
كيف تتركب الركبة؟
قال الدكتور/ رائد العودات “استشاري جراحة عظام، ومفاصل وكسور”: آلام الركبة هي آلام عامة، ومنتشرة جدًّا، المرضى الذين يأتون إلى العيادة نسبة كبيرة منهم يشتكون من ألم في الركبة، وكل شخص أكيد في يوم من الأيام شكا من ركبته.
فألم الركبة ألم عام مثل وجع الرأس، يعني ما في شخص إلا وشكا من وجع رأسه، وألم الركبة نفس الشيء.
فحتى نفهم ما هي أسباب آلام الركبة لا بد أن نفهم ما هو الوضع التشريحي للركبة، وما هي الأعضاء الْمُكَوّنة للركبة.
طبعًا ركبة الإنسان تتكون من التقاء نهاية عَظمة الفخذ وأعلى عَظْمة الساق، فهي التقاء عظمتين، ومُحاطة بأربطة جانبية من الناحية الداخلية، وأربطة جانبية من الناحية الخارجية، وعندنا أربطة داخل الركبة وهي ما تسمى بالأربطة الصليبية (الرباط الصليبي الأمامي، والرباط الصليبي الخلفي)، وعندنا الأوتار المحيطة بالركبة، ومن أهم هذه الأوتار وأقواها هو الوتر الذي يكون حاضنًا لعَظْمة الصابونة.
وهي أيضًا مُحاطة بعضلات، مُحاطة بشرايين وأوردة وأعصاب.
وداخل الركبة يوجد مكونان أساسيان:
• الـ cartilage وهو المادة الملساء التي تُغَلّف نهاية العظمة.
• وعندنا الغضاريف: عندنا غضروفين: الغضروف الأُنسي (الداخلي)، والغضروف الوحشي (الخارجي)، والغضاريف شكلها مثل شكل الهلال، والغضاريف وظيفتها أنها تمنع احتكاك العظم ببعضه.
فإذا فهمنا ما هو التكوين التشريحي للركبة نستطيع أن نعرف أسباب الآلام التي تُصيب المريض.
فالركبة عَظْم بعضلات بأنسجة بأوتار بشرايين..
كيف يمكن للطبيب أن يُشخص بطريقة صحيحة؟
قال الدكتور/ رائد العودات: أي مريض يأتي عندي على العيادة يشكي من ألم هناك ثلاثة أشياء مهمة ورئيسية لا بد أن أعرفها أنا كطبيب:
-أول شيء: عُمر المريض؛ لأن كل فئة عمرية لها أسبابها الخاصة في آلام الركبة.
-السؤال الثاني المهم: ما هو سبب هذا الألم؟ تسعين أو خمسة وتسعين بالمائة من آلام الركبة لا بد أن يكون لها سبب؛ سقوط، وقوع، التواء بالركبة، فلا بد من وجود السبب، فعندما يقول المريض السبب يُسهّل عليّ أنا كطبيب أني أُشَخّص الحالة.
في 10% لا يكون أي سبب، المريض يقول: ركبتي تؤلمني ولكن ما في سبب، لم أسقط ولا شيء.
-والسؤال الثالث المهم: نسأل المريض: ما هي طبيعة الألم؛ هل هو ألم مستمر، هل هو ألم يأتي في الليل فقط، هل هو ألم مع الحركة أو في الراحة، هل ألم بممارسة الرياضة، وهل هذا الألم مصاحب لأعراض أخرى في الركبة، مثل تَوَرّم في الركبة أو مثل تَشَوّه في الركبة، أو مثل تحديد في حركة الركبة.
هذه الحقائق الثلاثة التي تحدثنا عنها تُسهّل على المريض أنه يعرف ويُشَخّص سبب ألم الركبة.
لماذا السيدات اللائي يصعدن على التريدميل يؤدي إلى وجه في الركبة؟
قال الدكتور/ رائد العودات: ألام الركبة نريد أن نوزّعها حسب الفئة العمرية للمرضى:
الآلام التي في الأطفال طبعًا لها أسباب كثيرة، لكني أريد أن أُرَكّز على خمسة أسباب لآلام الركبة في الأطفال، وأريد أن أبدأ فيها من الأكثر خطورة للأقل خطورة:
كثيرًا ما يأتينا الأطفال بهم تورم في الركبة واحمرار في الركبة وألم وحرارة في جسم المريض، وهذه واحدة من الأسباب المهمة التي تستدعي تدخّل من الطبيب أن المريض يدخل المستشفى، ويعالجه علاجًا ممتازًا، لأن أسبابها ممكن تكون التهاب بكتيري داخل الركبة، وممكن تكون التهاب روماتيزمي.
وفي كلا الحالتين هو بحالة أن الطبيب يُدخِل مريضه المستشفى ويعالجه، لأن الالتهاب البكتيري ممكن أن يؤثر على مناطق النمو في الطفل، ويؤثر على نُمو الركبة.
فهذا السبب مهم جدًّا، ولا بد أن يتنبه الأهل له، أي ورم في الركبة لطفل صغير مع احمرار مع حرارة لا بد أن يذهبوا إلى طبيب الأطفال مباشرةً أو طبيب العظام.
السبب الثاني المهم في الأطفال: ألم في الركبة، فعندما يفحص الطبيب الركبة ما يرى أي سبب في الركبة، لكن السبب يكون من الحوض، يعني في مشكلة في الحوض لكن المريض لا يشتكي من ألم في الحوض، ولكن يشتكي من ألم في الركبة، وهذه واحدة من الأسباب المهمة جدًّا، التي لا بد أن ينتبه لها طبيب العظام؛ لأنه الطفل سيكون عنده مشكلة اسمها perthes disease نقص تروية رأس عَظْم الفخذ، هذا في الأطفال، وهذه مهم جدًّا أن الطبيب يشخصها.
من الأسباب الثانية للأطفال: عالِم اكتشفها وسموها باسمه، اسمها Osgood schlatter syndrome، وهي النتوء العظمي الموجود تحت الركبة، يشتكي الأطفال من ألم شديد بها.
وسببها: أن منطقة العظم الموجودة هنا هي منطقة نمو، وتكون لم يحدث بعد فيها تكلس في عُمر الأطفال، فأي شد من هذا الوتر القوي عليها تتسبب في آلام للأطفال، وهذه واحدة من أسباب آلام الأطفال.
أيضًا لا ننسى أن الطفل من الممكن أن يسقط، من الممكن أن يقع، ومن الممكن أن يكون عنده كسور غير مرئية بالأشعة فلا بد أن ينتبه لها الطبيب جدًّا.
وواحدة من الأسباب التي نسمعها بالأطفال: إن الطفل يشعر بآلام في الركبة عند النوم، مع أنه بالنهار يلعب ويجري بدون أي ألم.
طبعًا نحن نقوم بعمل جميع الفحوصات المفروضة، ونرى أنه لا يوجد أي سبب للألم، فعندئذٍ يكون ألم النمو، أنه عندما ينمو الطفل فمناطق النمو في الركبة عملها نشيط جدًّا وتريد أن تنمو فتتسبب في بعض الآلام.
فهذه هي الخمس الأسباب الرئيسية أو الشائعة في آلام الركبة عند الأطفال.
وماذا عن الشباب؟
قال الدكتور/ رائد العودات: الشباب أصبح عندهم مجال للنشاط أكثر، المدى الحركي أصبح أكبر، الكثير منهم يميلون للرياضة، فَهُم مُعرضين للإصابات الرياضية.
الإصابات الرياضية طبعًا مثلما قلنا ممكن أن تصيب أي وتر أو أي رباط في الركبة، الغضاريف، الرباط الصليبي الأمامي أو الخلفي، فهذه كلها هي إصابات الشباب.
ومعظمها ممكن نعالجه بالعلاج الفيزيائي أو بالأدوية، لكن منها أسباب لا بد أن تُعالَج بالتدخل الجراحي؛ مثل: قَطْع الرباط الصليبي الأمامي مثلما نرى بالإصابات الرياضية، أو قَطْع بالأربطة الجانبية، سببها: أنه كان يلعب بطريقة عنيفة وطريقة خاطئة.
وتابع الدكتور/ رائد العودات: أنا دائمًا أقول لمرضاي أن الرياضة ممتازة جدًّا، لكن عندما تمارس الرياضة بطريقة خاطئة فهذا يتسبب في تدمير للركبة وللجسم كله.
أو أنك تمارس الرياضية بطريقة عنيفة، فأنت من الممكن أن تُجهد عضلاتك وأربطتك التي حول الركبة، وحول الجسم كله، الأفضل أن لا تمارس الرياضة إذا كنت ستمارسها بطريقة عنيفة أو بطريقة خاطئة.
أيضًا في فئة الشباب وكثيرًا ما نرى هذا في الصبايا والشباب: أنني أشعر بألم في الركبة عند النزول أو الصعود على السلم، وأيضًا إذا صعدت على التريد ميل أشعر بألم في الركبة..
طبعًا هذا تشخيصه معروف عندنا -أطباء العظام- ونسميها chondromalacia patella والمقصود بها: أنه عندما ننظر إلى عَظمة الصابونة هي مدفونة في الرباط للعضلة الرباعية، عضلة الفخذ الرباعية.
سموها عضلة رباعية لأنها تتكون من أربع عضلات، تلتقي بهذا الوتر القوي جدًّا، الصابونة تكون مدفونة في هذا الوتر، وحركة الصابونة تكون على نتوء عَظمي أو تجويف عظمي، ربنا سبحان الله خلقه يُشابِه عَظمة الصابونة تمامًا، فالإنسان عندما يريد أن يثني ركبته أو يمدها فهذه الصابونة التي المفروض أن تمشي بالضبط على السكة التي خلقها لنا ربنا.
والذي يتحكم بحركة الصابونة (العضلة الرباعية)، إذا كانت العضلة الرباعية قوية فالصابونة تمشي في مكانها الذي خلقه لها ربنا، فالإنسان ما يشعر بأي آلام، سواء صعد على السلم أو نزل على السلم، أو لعب على التريدميل.
لكن إذا ضعفت هذه العضلة في هذه الحالة تضرب الصابونة تضرب بأطراف العظم الخاص بالركبة فيؤدي إلى تهيج في مفصل الصابونة، وهنا نحن نسميها الـ chondromalacia patella.
بالنسبة لكبار السن: مع الأسف كل شيء يكبر معنا، حتى رُكبنا تكبر معنا، مما يؤدي إلى جفاف المادة السائلة للركبة التي خلقها لنا ربنا لتليين الركبة، واحتكاك بمفصل الركبة؛ هذان السببان الرئيسيان في الألم، وعلاجهم كبير جدًّا، نبدأ بالأدوية، وعلاج فيزيائي لتقوية العضلات، وينتهي لتبديل مفصل صناعي للركبة.