مما يتكون مفصل الركبة؟ وما هي آلية عمله؟
قال “د. أحمد التونسي” استشاري العظام عن آلام الركبة وأسبابه وعلاجه. يعتبر مفصل الركبة أكبر مفصل في الجسم، وأكثر المفاصل تعرضًا للضغط والحركة، لذلك يكون عُرضة للإصابات أكثر من أي مفصل آخر.
ويتكون مفصل الركبة من إلتقاء عظمتين هما عظمة الساق وعظمة الفخذ، وتُربط هاتين العظمتين بمجموعة من الأربطة وعددها أربعة، وهي الرباط الجانبي الداخلي والرباط الجانبي الخارجي وفي المنتصف يوجد رباطين هما الرباط الصليبي الأمامي والرباط الصليبي الخلفي.
وبين العظمتين يوجد ما يُشبه الوسادة لإمتصاص الصدمات والإحتكاكات وهي الغضاريف الهلالية، وتتكون من غضاريف وأنسجة ليفية مما يُكسبها قوام مثل قوام مادة الكاوتشوك. ويغلف الركبة من الخارج كبسولة وهي عبارة عن كرة تغلف المفصل كاملًا من جميع الإتجاهات، وهذه الكبسولة مبطنة من الداخل بغشاء زلالي يعمل على إفراز وتجديد المادة الزلالية بشكل دائم، والتي تسهل عمل الركبة وتجعلها لينة ومرنة.
ما هي ابرز أسباب الإصابة بآلام الركبة؟
أوضح “د. التونسي” يمكن تقسيم أسباب آلام الركبة إلى عدة تقسيمات وهي:
• نتيجة الإصابات المباشرة وتشمل الكسور بكافة أنواعها.
• تمزق الأربطة ومن أشهر الأمثلة على التمزق هو تمزق الرباط الصليبي الأمامي أو الخلفي عند بعض الرياضيين، ومن الوارد أيضًا حدوث التمزق في أحد الأربطة الجانبية، وينتج التمزق عن الحركة المفاجئة أو الإلتواء الشديد في الركبة. ومن أعراضه وعلاماته: تضخم حجم الركبة وانتفاخها، نزيف داخل الركبة مع وجود الآلام. وغالبًا ما يحتاج علاج تمزق الأربطة إلى تدخل جراحي.
وتمزق الأربطة ينقسم إلى درجات متفاوتة تبعًا لكمية الألياف المتمزقة في الرباط، فيوجد التمزق الجزئي وهو تمزق جزء بسيط من الألياف، والتمزق الكلي وهو القطع لكامل الرباط. والتمزق الكلي للأربطة الجانبية يُحدث عدم ثبات للركبة، وتباعد المسافة بين عظمتي الساق والفخذ.
• تمزق الغضروف الهلالي، ويحدث كنتيجة إلتواء الركبة مع الضغط عليها أثناء النزول أو الوقوف، ويختلف تمزق الغضروف الهلالي باختلاف مكان التمزق، فإذا كان التمزق في الأطراف الخارجية يكون به نسبة من الإلتئام الذاتي، أما إذا كان في الطرف الداخلي غالبًا ما يحتاج إلى جراحة.
مجموعة من الإلتهابات والأمراض المُحدثة للآلام ومنها:
• إلتهاب وتر الردفة، وهو الوتر الذي يربط عظمة الردفة (صابونة الركبة) بعظمة الساق.
• إلتهاب الأكياس الزلالية، وهي أكياس خُلقت لتسهيل ومرونة وليونة حركة الركبة وعمل الأربطة والأوتار، وفي بعض الأحيان نتيجة للحركة الزائدة والضغط تُصاب هذه الأكياس بالإلتهاب مما يسبب الألم.
• بروز عظمي لأعلى عظمة الساق بشكل واضح جدًا، وهي العظمة الموصولة بصابونة الركبة عن طريق وتر الردفة، وعادة ما يحدث وقت البلوغ والنمو، ونتيجة لهذا البروز الشديد تكون العظمة البارزة ضعيفة ويسهل كسرها مع أقل ضغط، وبعد تخطي فترة النمو تثبت العظمة وبنفس درجة البروز.
ما هي أسباب صدور أصوات وطقطقة للركبة؟
أردف “د. أحمد” كما ذكرنا أن من أسباب آلام الركبة مجموعة من التمزقات والإلتهابات، ومن ضمنها الإلتهاب التنكسي أو ما يُسمى الخشونة، وينتج عن تآكل الغضاريف واهترائها، الأمر الذي يحدث معه بروز عظمية وإنكشاف لسطح العظم، الأمر الذي يؤدي إلى إحتكاك العظم ببعضه فتنتج الأصوات والطقطقة المشهورة عند مرضى الخشونة.
كذلك توجد بعض الإلتهابات الأخرى المُسببة للأصوات مثل إلتهاب الأوتار وإلتهابات النقرس الكاذب والروماتويد. فكل هذه الإلتهابات تؤدي إلى عدم سلاسة الحركة والخشونة في عمل الركبة وبالتالي صدور الأصوات.
ومن مسببات الأصوات والطقطقة أيضًا تمزق الغضاريف نتيجة للإصابة. وجود جسم حر طليق داخل الركبة، كأجزاء مكسورة من عظام الركبة.
وقد يحدث صدور أصوات وطقطقة ولكن بدون آلام، وهي تكون غالبًا أصوات أعلى في مستوها، وتحدث نتيجة تحرك وتر على وتر آخر مع حركة العضلة.
هل تعتبر طقطقة المفاصل عمومًا والركبة خصوصًا مفيدة صحيًا؟
طق المفصل يحدث نتيجة حركة مفاجئة ينتج عنها تفريغ الهواء داخل المفصل مما يؤدي إلى إنطلاق ثاني أكسيد الكربون من السائل الزلالي بصورة مفاجئة ويحدث أصوات، إلا أن تكرار مثل هذه الحركة يسبب الخشونة على المدى البعيد، لذا وجب تجنبها قدر الإمكان.
ما هو مرض الخشونة؟
وتابع “د. التونسي” هو الإلتهاب التنكسي أو ما يُسمى الخشونة، وينتج عن تآكل الغضاريف واهترائها، وهو من أمراض الشيخوخة المرتبط بعمر الفرد، فدائمًا ما يظهر بعد سن الأربعين. ومن العوامل المساعدة على الإصابة بالخشونة:
زيادة الوزن والسمنة حيث تمثل عبء وضغط زائد على الركبة.
سوء الإستعمال والتحميل والضغط على الركبة بشدة أثناء الجلوس أو ركوب الدراجات أو صعود ونزول الدرج والألعاب الرياضية العنيفة الضاغطة على الركبة.
وتتفاوت درجات الخشونة، فتبدأ من الخشونة الخفيفة التي يمكن علاجها بالأدوية العلاجية وبعض المسكنات والأدوية التي تساعد على تحفيز بناء الغضاريف ومنها مادة الهايرولونيك أسيد، وهي حقن موضعية تُحقن بها الركبة ويمتد مفعولها من ستة أشهر إلى سنة يُجدد بعدها الحقن مرة أخرى إلى نهاية العمر. وتنتهي درجاتها بالخشونة الشديدة وهي عبارة عن تآكل شديد جدًا في مفصل الركبة، الأمر الذي يحتاج إلى تدخل جراحي قد تصل إلى تغيير المفصل والإعتماد على مفصل صناعي.
هل مريض الخشونة ممنوع من ممارسة الرياضة؟
لا ليس ممنوعًا من ممارسة الرياضة والحركة بشكل عام، ولكن الممنوع منه هو التحميل الزائد والضغط على الركبة وممارسة تمارين شاقة فيها إنثناء وإنحناء شديد للمفصل. أما الحركة الخفيفة كالمشي والتمارين الصحية البسيطة الغير مجهدة فلا يُمنع منها، فمفصل الركبة يُشبه قطعة الإسفينج كلما ضُغطت ثم بُسطت تدخل المادة الزلالية التى تحمل الأغذية للغضاريف وبالتالي إكتمال نموها وبناؤها، هذا الضغط والإنبساط للركبة يحدث أثناء المشي والتمارين الخفيفة. أما الجري العنيف والرياضة العنيفة قد يحدث معهما إحتكاك شديد للعظام مما يُزيد الألم والتآكل.
هل يوجد إجراءات إحترازية يقوم بها الفرد لتجنب الإصابة بمرض الخشونة عند الكبر؟
من الممكن اعتبار بعض الأمور إجراءات إحترازية يقل معها فرص الإصابة بمرض خشونة الركبة عند التقدم في العمر، مثل:
المحافظة على الوزن المثالي.
• تجنب الضغط الشديد على الركبة خاصة عند ممارسة التمارين الرياضية وقت الشباب.
• تجنب إجهاد الركبة في الصغر.
• الوقاية المبكرة من مرض هشاشة العظام في الكبر حيث أن الهيكل العظمي والكتلة العظمية يتم بناؤها خلال فترات النمو، فإذا تم البناء بشكل جيد وسليم بممارسة الرياضة والنظام الغذائي الصحي والمفيد لبناء العظام، يساعد هذا في قلة فرص الإصابة بمرض هشاشة العظام عند بلوغ الكبر.
وعن الحمى الروماتيزمية في الصغر هل تترك أثر على آلام الركبة عند التقدم في العمر، ينتهي تأثير الحمى الروماتيزمية عند سن العشرين أو الواحد والعشرين تقريبًا، فليس لها علاقة بأي أمراض في الركبة عند الكبر سواء كانت خشونة أو غيره.
هل يحدث إنتفاخ للركبة حال الإصابة الخشونة؟
من الطبيعي حدوث إنتفاخ وتورم مع الخشونة وذلك لعدة أسباب:
• زيادة السائل الزلالي داخل الركبة.
• وجود الزوائد العظمية التي تنتج عن الخشونة.
• إلتهاب الأنسجة.
فهذا كله يؤدي إلى تورم و آلام الركبة والقصور في حركتها، فلا يمكن فَرد الركبة أو ثنيها للنهاية وهو ما يسبب آلام الركبة وقلة القدرة على الحركة.
ما هي طرق الكشف عن مرض الخشونة طبيًا؟
إذا استبعدت التحاليل والفحوصات أي أمراض أخرى مسببة للآلام، يبدأ التشخيص في الإتجاه إلى وجود مرض الخشونة، ويتم الكشف عنه بعمل إشاعة ضوئية عادية توضح وجود الخشونة من عدمه، ثم تحديد درجة الخشونة، فإذا كانت درجتها بسيطة يتم التعامل معها دوائيًا بالمسكنات ومضادات الإلتهاب والحقن المنشطة لبناء الغضاريف. أما في حالة الدرجات الشديدة نلجأ للتدخل الجراحي حيث يتم استبدال المفصل بمفصل آخر صناعي.
التشخيص الطبي لحالة التورم أسفل الركبة وامتداده إلى الفخذ مع وجود زُرقة وتنميل الفخذ، في مثل هذه الحالة يجب معها استشارة طبيب بشكل مباشر، لأنها تحمل العديد من الإحتمالات، وقد يكون الورم بسبب إلتهابات بعيدة عن الركبة أصلًا.
ما أسباب ارتفاع درجة حرارة الركبة؟
تختلف الأسباب من حالة إلى أخرى، فوجود الخشونة أو الإجهاد قد يسبب ارتفاع درجة حرارة الركبة نظرًا لتورد الدم بصورة أكثر في الركبة. أما إذا كان ارتفاع الحرارة شديد أو يصاحبه ارتفاع في درجة حرارة الجسم قد يكون الأمر إلتهاب صديدي فيلزمه متابعة الطبيب بشكل سريع وعاجل.
ما هي أسباب عدم القدرة على ثني الركبة؟
لعدم القدرة على ثني الركبة أسباب عدة في حالات الإصابة بمرض مسبب للآلام كالإلتهابات والتمزقات وتآكل الغضاريف … إلخ، وقد يحدث أيضًا نتيجة لتيبس الركبة حال التوقف عن حركتها لفترات طويلة خصوصًا مع الحالات التي تُعالج بوضع القدم في الجبس لفترات طويلة، وفي حالة التيبس الناتج عن قلة حركة الركبة ينصح بالعلاج الطبيعي.
يمكن للدوالي أن تسبب ألم في الساق ككل ومن ضمنه آلام الركبة ولكن أصل الألم ليس خارجًا من الركبة، فيجب معالجة الدوالي نفسها للقضاء على الألم.
هل جراحات الغضروف الهلالي تُعيد حركة الركبة لسابق عهدها؟
الغضروف الهلالي عبارة عن وسائد ناعمة لإمتصاص الضغط والإحتكاك بين العظمتين، وجراحته عبارة عن إزالة الجزء المقطوع منه أي أن الجسم يفقد جزء من وسائد الراحة هذه، وبالتالي لن تعود حركة الركبة إلى ما كانت عليه.
ما هي قرحة الركبة وكيف تعالج؟
قرحة الركبة هي تآكل الغضاريف بشكل كبير وبمساحة واسعة منها، وعلاجها يكون بالتدخل الجراحي عن طريق أخذ غضاريف من أماكن أقل تعرضًا للضغط وزرعها في مكان القرحة لتنمو من جديد.
ما النصائح الواجب إتباعها لمن يعانوا من آلام الركبة وللمحافظة على المفصل عامةً؟
• تقليل المجهود.
• تجنب الوقوف لفترات طويلة.
• التقليل من صعود ونزول الدرج.
• ممارسة تمارين تقوية لعضلات الركبة، مثل الجلوس على كرسي وفَرد وثني للركبة.
• المحافظة على التمارين البسيطة كالمشي.
• علاج أي إلتهابات تسبب آلام الركبة وتقلل من كفاءة عمل المفصل مثل الروماتويد والخشونة… وهكذا الإستعانة بالأدوية المضادة للإلتهاب والأدوية التي تبني الغضاريف تحت إشراف الطبيب المتخصص.