تعتبر آلام الرقبة من المشاكل الشائعة بكثرة خلال الوقت الحالي، والتي يكون معظمها بسبب الوضعيات الخاطئة في الجلوس، والوضعيات الخاطئة والجلوس لفترات طويلة أثناء استخدام الأجهزة الذكية، مما يتسبب في مشاكل في العضلات وآلام في الرقبة، والتي يمكن علاجها من خلال بعض المسكنات أو الكريمات الموضعية.
ولكن هناك بعض الحالات الخطيرة من آلام الرقبة التي تكون مصحوبة بأعراض أخرى مثل الشعور بالألم في الذراعين أو تنميل في الأصابع، في هذه الحالة يجب مراجعة الطبيب لمعرفة سبب المشكلة لأنه قد يشير لوجود مشاكل صحية أخرى يجب علاجها.
كيف يمكن تحديد آلام الرقبة؟
يقول الدكتور “أحمد ناجح”، أخصائي جراحة العظام والمفاصل والعمود الفقري، تعتبر آلام الرقبة من المشاكل الشائعة جدًا التي يشكو منها الكثير من الأشخاص، والتي غالبًا ما تكون خلف الرقبة.
بينما في حالة وجود آلام في الرقبة الأمامية يكون تشخيصها مختلف، أو قد تشير غالبًا لمشاكل أخرى، وأضاف الدكتور أن أكثر الأشخاص إصابة بآلام الرقبة هم الأشخاص الذين يستخدمون الهاتف المحمول لفترات طويلة.
تابع د. “أحمد”: من أكثر الأسباب شيوعًا لآلام الرقبة هي آلام العضلات، والتي تحدث بسبب الوضعيات الخاطئة، أو بسبب ضعف العضلات أو اجهادها، أو وضعيات النوم الخاطئة، أو وضعيات الجلوس الخاطئة عند استخدام الأجهزة اللوحية.
تعرَّف هنا على تقنية المجال المغناطيسي
من الجدير بالذكر أن معظم أسباب آلام الرقبة تكون مؤقتة وتختفي خلال فترة قصيرة (خلال أيام أو أسابيع)، ولكن هناك بعض الحالات التي قد تكون خطرة وتستدعي مراجعة الطبيب، منها:
- وجود ألم شديد ويتزايد مع الحركة.
- في حالة استمرار الألم لفترة طويلة.
- إذا كان الألم مصحوب بوخز في الزراعين أو الأكتاف، أو تنميل في الأصابع.
- إذا كانت الآلام مصحوبة بدرجات حرارة عالية أو صعوبة في البلع أو صداع شديد.
أسباب الشعور بآلام الرقبة عند التعرض للهواء
أردف د. “الناجح”: من أكثر الأسباب شيوعًا للشعور بآلام الرقبة هي التعرض لهواء شديد مفاجئ، والذي ينتج من وجود تقلصات عضلية؛ حيث أن البرودة تؤدي إلى وجود تقلصات عضلية وصعوبة في الحركة، والتي تكون مصحوبة عادة بوجود ألم على جانب واحد من جوانب الرقبة، ويزداد الألم مع حركة الرقبة.
ولكن غالبًا ما تختفي هذه التقلصات العضلية بعد عدة أيام مع استخدام بعض العلاجات الموضعية.
كما يقول د.”أحمد”، أن المشاكل والآلام في الرقبة تختلف عن آلام أسفل الظهر، فالفقرات القطنية في أسفل الظهر لا تحتوي على حبل شوكي، بينما الرقبة تحتوي على حبل شوكي.
وبالتالي في حالة وجود انزلاق غضروفي وضغط فإنه يتسبب في الضغط على جذور الأعصاب أو على الحبل الشوكي نفسه، وفي حالة وجود ضغط على الحبل الشوكي فإن المريض يحتاج في هذه الحالة إلى التدخل الجراحي.
بينما الضغط على الأعصاب يصعب علاجه وتكون آثاره مستمرة، ويمكن التدخل الجراحي لاستبدال الديسكات أو إزالتها أو تثبيت الفقرات.
كيف تساعد العلاجات المنزلية في التخلص من آلام الرقبة؟
من المعلوم أن 90% من الأشخاص الذين يعانون من آلام الرقبة يكون ذلك بسبب مشاكل في العضلات، وهؤلاء الأشخاص يمكن أن يحصلوا على الفائدة من العلاجات المنزلية البسيطة؛ كالمسكنات، أو الدهانات الموضعية، أو مرخيات العضلات، أو المساج البسيط.
ولكن إذا لم يشعر الشخص بتحسن عند استخدام هذه الأشياء فيجب عليه مراجعة الطبيب، لأن في هذه الحالة تكون هناك أسباب مختلفة لآلام الرقبة.
ويمكن معرفة أسباب آلام العضلات باستخدام الفحص السريري، ومن خلال الاعتماد على تشخيص المريض لأماكن الآلام لديه.
أما في الحالات التي قد يكون فيها اشتباه لوجود انزلاق غضروفي، أو التهاب في منطقة الأوتار والأربطة في منطقة الرقبة، فإن الطبيب في هذه الحالة يحتاج إلى صور رنين مغناطيسي للتشخيص، ولكن أغلب الحالات تحتاج فقط للفحص السريري.
يؤكد د.”الناجح” أن الأشياء التي يشعر المريض بالارتياح في استخدامها من الوسائد أو وضعيات النوم تعتبر هي الأشياء المناسبة له، ولا توجد أشياء عامة تساعد الأشخاص في الشعور بالراحة أثناء النوم أو التخلص من آلام الرقبة.
ولكن من الأشياء الأخرى التي تؤثر بشكل أكبر على آلام الرقبة هي وضعيات الجلوس واستخدام الأجهزة الإلكترونية؛ حيث أنه يجب عدم ثني الرقبة لفترات طويلة في اتجاه واحد، لأن هذه الوضعية تسبب آلام في الرقبة وإجهاد في العضلات.
ختامًا، ينصح د.”أحمد” بالجلوس في وضعية صحيحة أثناء استخدام الأجهزة سواء للدراسة أو العمل لتجنب مشاكل وآلام العضلات والرقبة.