مع أنماط الحياة الجديدة واستخدام الأجهزة الالكترونية بشكل كبير أصبح الكثيرون يعانون من آلام الديسك، بل والأكثر إيلامًا أننا أصبحنا نجد الأطفال يعانون من هذه الآلام.
لذلك فدعونا نستطرق للحديث عن أهم أعراض الديسك وتأثير نمط الحياة الحديثة على أوجاع الظهر وما هي أجدد التقنيات الحديثة لعلاج ذلك، نتركك مع المقال.
تأثير نمط الحياة على أوجاع الظهر
في هذه الحياة التكنولوجية والرقمية أصبحت حركة الإنسان محدودة للغاية كما قال استشاري جراحة الدماغ والأعصاب والعمود الفقري ” د.طاهر جانبك” في بداية حديثه، لذلك يجب على الإنسان عدم الانحدار لهذه الحياة وإلا ستضعف عضلاته.
فهناك وضعيات معينة وخاصة وضعيات الرقبة مع استخدام الهواتف المحمولة والشاشات الرقمية، فنحن أصبحنا نستخدمها في أعمار صغيرة جدًا، فنحن أصبحنا نرى الطفل من عمر السنة يستعمل الآيباد وهذا يؤثر بشكل سلبي عليه وخاصة على رقبته.
فقد خلق الله سبحانه وتعالى الرأس مرتكز على العمود الفقري والرقبة، فوزن الدماغ في وضعية الانتصاب تقريبا 10 باوند وهو ما يساوي تقريبًا 5 كيلو جرام، وعند الانحناء ل 3-4 بوصة فإنه يتم ضرب هذا الرقم في أربعة أي يصبح وزن الدماغ 20 كيلو جرام، والرقبة غير مهيئة لحمل هذا الوزن لفترات طويلة.
فوضعية الانحناء عند حمل الموبايلات والآيباد لفترات طويلة يضر برقبتنا وفقرات العمود الفقري بشكل كبير، لذلك يجب تعويض ذلك بالحركة وبعض التمارين الرياضية والتقليل قدر المستطاع من انحناءات الرقبة.
الحل للتقليل من آلام الديسك والرقبة
الرياضة تعد من أهم الحلول للتقليل من آلام الديسك، والتقليل بقدر المستطاع من الممارسات الصحية السيئة مثل إنحناء الرقبة والجلوس لفترات طويلة على الشاشات الرقمية.
فحتى وإن اضطرك عملك أو مدرستك للجلوس لفترات طويلة فعليك القيام كل 45-60 دقيقة لثلاث أو أربع دقائق وعمل القليل من تمارين التمدد (Stretching).
أعراض مشاكل الرقبة والديسك
آلام الرقبة ليست بالضرورة تعني أنها ديسك، فالآلام التي يكون لها امتداد أو يكون بها تنميل أو وخز هذا يجعل الطبيب يتأكد من أنه يوجد ضغط على العصب في المنطقة المصابة، ويمكن أن تتطور هذه الأمور أكثر ويصبح لدينا ضعف في المجموعة العضلية المحيطة بالعصب المصاب.
ومن المؤسف أننا أصبحنا نرى حالات ديسك في الأطفال الصغار وخاصة عند البنات أكثر من الصبيان، وفي هذا العمر نخاف كأطباء من تشوهات العمود الفقري لذلك فيجب على الطبيب أن يفحص المريض ويتأكد من عدم وجود تشوهات في العمود الفقري.
طرق العلاج الحديثة وأجهزة المنظار في علاج الديسك
أصبح هناك تطور في علاج حالات الديسك، ومن أحدث التقنيات المستخدمة في السنتين الأخيرتين في علاج حالات الديسك هو المنظار الجانبي.
وهو عبارة عن ثقب حوالي 6 مليمتر، بحيث يمكن الدخول من هذه الفتحة الفرعية للعصب المضغوط وإزالة الديسك وتحرير مكان العصب.
حيث يرجع المريض لحياته بشكل طبيعي في غصون 6 ساعات، ولكنه يحتاج إلى الراحة من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع ويلبس في خلال هذه الفترة حزام معين.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه العملية تشمل 50% من حالات الديسك المختلفة، أما ال50% الأخرى تكون بطريقة التداخل المحدود وهي قريبة جدًا من عملية المنظار الجانبي لكن يكون بها قطع بسيط في الأنسجة.
أهم النصائح التي يمكن تقديمها للمرضى بالديسك
ونحن في ظروف جائحة كورونا يجب على المريض التمييز بين الآلام الموسمية الذي تعود عليها والآلام الغير طبيعية، فإذا كانت الآلام طبيعية وتختفي بجرد أخذ المسكن ليس هناك داعي للذهاب للمراكز الطبية والمستشفيات.
ولكن الأوجاع المستمرة الغير معروفة لدى المريض كما أن هذه الأوجاع لا تزول بالمسكنات خلال يوم أو يومين فعلى المريض التوجه للطبيب والالتزام بالاجراءات الاحترازية.
واختتم ” د. طاهر جانبك” حديثه بأنه بالنسبة للأطفال وخاصة مع التعليم الذي أصبح أون لاين فإنه يجب على الأهل التقليل من عدد ساعات الكمبيوتر والموبايل في مجالات التسلية والترفيه.
كما ننصح الأهل بتوجيه الأطفال للتسلية بالطرق البعيدة عن الشاشات المضيئة، فهي مضرة لأعينهم ودماغهم كذلك.
فيجب توجيه الأهل أطفالهم للألعاب الحركية وعمل كنترول قوي للوسائل التكنولوجية ووسائل التواصل الاجتماعي.